أضحت الرياضة إحدى القوى الناعمة من خلال بُعدها الأساسي في إستراتيجية بناء الصورة الذهنية للدول، حيث صارت -إضافة إلى الإعلام والفن والسياحة والاقتصاد- تشكِّل على ساحة التأثير واحدةً من إستراتيجيات الدول في السياسة الخارجية للتعريف بها ولتعزيز مكانتها وحضورها في المحافل الدولية. لذا اتجهتْ كثيرٌ من الدول للاستثمارات الرياضية التي تلبِّي حاجاتها وتحقق مصالحها في ظل الأهمية (الجيوسياسية) للرياضة، حيث باتت المنافسات الرياضية الكبرى (المعولمة) أحداثاً جامعةً تؤثر على العقول بغضِّ النظر عن الفوارق الدينية والاجتماعية والسياسية.
ففي كثير من الأحيان تعبِّر الجماهير خلال الأحداث الرياضية عن مشاعرها الحقيقية تجاه الدول الأخرى، وهو ما يوضح لكل دولة الفرص التي يمكن أن تستغلها لبناء صورتها الذهنية عبر قوتها الناعمة.
إن فهم الدبلوماسية الرياضية واستخدامها في بناء علاقات طويلة الأمد بين الشعوب تنبَّهت له كثير من الدول، فعملتْ على تأهيل خبراء لإدارة الدبلوماسية الرياضية باحترافية، عبر عمل مؤسسي مقنن، واستثمارها في توطيد علاقاتها من خلال دراسة مشاعر الجماهير واتجاهات الرأي العام في ضوء دراسات متعمقة تستشرف توجهات الشعوب وتطلعاتها إزاء مستقبل علاقات بلدانها مع الدول الأخرى.
كما تلعب الدبلوماسية الرياضية أدواراً محورية في ترسيخ الارتباط الثقافي بين الشعوب وتحقيق التكامل الاقتصادي.
لذا فإن الرياضة ليست مجرد مباريات، لكنها مناسباتٌ يتم فيها التعبير عن الشعوب ومواقفها من القضايا العالمية المختلفة، وقد تستخدمها الدول لإدارة صراعها مع الدول الأخرى، أو تعزيز الحوار الدائم معها. لذلك أنشأت الخارجية الأمريكية قسماً للدبلوماسية الرياضية عقب أحداث 11 سبتمبر؛ بهدف الوصول إلى الشباب في الشرق الأوسط والتأثير عليهم عن طريق الرياضة.
من هنا فقد استغربتُ -وغيري كثيرون- من التعليقات السطحية التي صدرتْ من بعض أدعياء الوسط الرياضي على منصات التواصل الاجتماعي حول تعاقد نادي النصر مع النجم البرتغالي العالمي كريستيانو رونالدو، وحول المبلغ الذي دُفع له، متناسين الدور الفاعل الذي تلعبه الرياضة في توطيد علاقات الدول بعضها ببعض، وفي تقديم صورة ناصعة عن التحولات الكبرى القائمة في بلادنا في خضم سعيها لتنويع مصادر الدخل في ظل رؤيتها التنموية 2030 التي تعزز دور الرياضة والرياضيين وتعمل على إحداث نقلة نوعية في القطاع الرياضي عبر صناعة التميز وإطلاق مبادرات تحقق نهضة كروية ورياضية استثنائية، خاصة أن الرياضة السعودية باتت في دائرة الضوء العالمي، ووجود نجم مثل رونالدو في الدوري السعودي سيحقق -وفق هذه الرؤية الملهمة- ارتداداتٍ على قيمة الدوري، وسيساهم في نقل تجارب عظيمة واحترافية عالية لجيل قادم مولع بالرياضة، كما سيعزز الحضور السعودي في وسائل الإعلام العالمية، ويدعم فرص المملكة باستضافة بطولات رياضية كبرى، بما يرسخ صورة ذهنية مميزة للمملكة ورياضتها، ويشكل قيمة مضافة لجهود الدولة في تعزيز مكانتها في المجتمع الدولي.
ولعل استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نادي (نيوكاسل يونايتد) الإنجليزي العام الماضي يؤكد مضي الدولة في خططها لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، وتكريس حضورها العالمي باعتبارها عضواً فاعلاً في مجموعة العشرين، وحرصها على استثمار الدبلوماسية الرياضية لتنشيط ممارساتها الخارجية من خلال المناسبات الرياضية الدولية.
وأمام هذه الصفقة الاستثمارية المميزة لنادي النصر، ولتعزيز دبلوماسية الرياضة فإننا نقترح التوسع في أقسام الكليات الرياضية لتشمل عدداً من التخصصات من قبيل: الإعلام الرياضي، الاستثمار الرياضي، علم النفس الرياضي، القانون الرياضي، علم الاجتماع الرياضي، والطب الرياضي، إضافة إلى التوسع في إنشاء الأندية الصحية الرياضية والأسواق والمتاجر الرياضية المتخصصة التي تعزز ثقافة التواصل الرياضي في المجتمع.
لقد استثمر الغرب الإعلام والسينما والفن كقوى ناعمة خلقت نماذجَ وقدواتٍ، وعلينا أن نستثمر الرياضة في تحقيق مصالحنا، طالما كانت الرياضة أداة فعالة في تقوية العلاقات الدولية، ووسيلة لإرساء دعائم السلام والاستقرار، والإسهام في تحقيق التنمية البشرية، ونشر ثقافة التسامح والتعايش وتقبل الآخر، وتعزيز روح الولاء وتقوية التلاحم المجتمعي.
ففي كثير من الأحيان تعبِّر الجماهير خلال الأحداث الرياضية عن مشاعرها الحقيقية تجاه الدول الأخرى، وهو ما يوضح لكل دولة الفرص التي يمكن أن تستغلها لبناء صورتها الذهنية عبر قوتها الناعمة.
إن فهم الدبلوماسية الرياضية واستخدامها في بناء علاقات طويلة الأمد بين الشعوب تنبَّهت له كثير من الدول، فعملتْ على تأهيل خبراء لإدارة الدبلوماسية الرياضية باحترافية، عبر عمل مؤسسي مقنن، واستثمارها في توطيد علاقاتها من خلال دراسة مشاعر الجماهير واتجاهات الرأي العام في ضوء دراسات متعمقة تستشرف توجهات الشعوب وتطلعاتها إزاء مستقبل علاقات بلدانها مع الدول الأخرى.
كما تلعب الدبلوماسية الرياضية أدواراً محورية في ترسيخ الارتباط الثقافي بين الشعوب وتحقيق التكامل الاقتصادي.
لذا فإن الرياضة ليست مجرد مباريات، لكنها مناسباتٌ يتم فيها التعبير عن الشعوب ومواقفها من القضايا العالمية المختلفة، وقد تستخدمها الدول لإدارة صراعها مع الدول الأخرى، أو تعزيز الحوار الدائم معها. لذلك أنشأت الخارجية الأمريكية قسماً للدبلوماسية الرياضية عقب أحداث 11 سبتمبر؛ بهدف الوصول إلى الشباب في الشرق الأوسط والتأثير عليهم عن طريق الرياضة.
من هنا فقد استغربتُ -وغيري كثيرون- من التعليقات السطحية التي صدرتْ من بعض أدعياء الوسط الرياضي على منصات التواصل الاجتماعي حول تعاقد نادي النصر مع النجم البرتغالي العالمي كريستيانو رونالدو، وحول المبلغ الذي دُفع له، متناسين الدور الفاعل الذي تلعبه الرياضة في توطيد علاقات الدول بعضها ببعض، وفي تقديم صورة ناصعة عن التحولات الكبرى القائمة في بلادنا في خضم سعيها لتنويع مصادر الدخل في ظل رؤيتها التنموية 2030 التي تعزز دور الرياضة والرياضيين وتعمل على إحداث نقلة نوعية في القطاع الرياضي عبر صناعة التميز وإطلاق مبادرات تحقق نهضة كروية ورياضية استثنائية، خاصة أن الرياضة السعودية باتت في دائرة الضوء العالمي، ووجود نجم مثل رونالدو في الدوري السعودي سيحقق -وفق هذه الرؤية الملهمة- ارتداداتٍ على قيمة الدوري، وسيساهم في نقل تجارب عظيمة واحترافية عالية لجيل قادم مولع بالرياضة، كما سيعزز الحضور السعودي في وسائل الإعلام العالمية، ويدعم فرص المملكة باستضافة بطولات رياضية كبرى، بما يرسخ صورة ذهنية مميزة للمملكة ورياضتها، ويشكل قيمة مضافة لجهود الدولة في تعزيز مكانتها في المجتمع الدولي.
ولعل استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نادي (نيوكاسل يونايتد) الإنجليزي العام الماضي يؤكد مضي الدولة في خططها لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، وتكريس حضورها العالمي باعتبارها عضواً فاعلاً في مجموعة العشرين، وحرصها على استثمار الدبلوماسية الرياضية لتنشيط ممارساتها الخارجية من خلال المناسبات الرياضية الدولية.
وأمام هذه الصفقة الاستثمارية المميزة لنادي النصر، ولتعزيز دبلوماسية الرياضة فإننا نقترح التوسع في أقسام الكليات الرياضية لتشمل عدداً من التخصصات من قبيل: الإعلام الرياضي، الاستثمار الرياضي، علم النفس الرياضي، القانون الرياضي، علم الاجتماع الرياضي، والطب الرياضي، إضافة إلى التوسع في إنشاء الأندية الصحية الرياضية والأسواق والمتاجر الرياضية المتخصصة التي تعزز ثقافة التواصل الرياضي في المجتمع.
لقد استثمر الغرب الإعلام والسينما والفن كقوى ناعمة خلقت نماذجَ وقدواتٍ، وعلينا أن نستثمر الرياضة في تحقيق مصالحنا، طالما كانت الرياضة أداة فعالة في تقوية العلاقات الدولية، ووسيلة لإرساء دعائم السلام والاستقرار، والإسهام في تحقيق التنمية البشرية، ونشر ثقافة التسامح والتعايش وتقبل الآخر، وتعزيز روح الولاء وتقوية التلاحم المجتمعي.