في صباح يوم ممطر كان السفيه الذي يقيم بإحدى الدول الغربية يحتسي فنجان قهوته، وهو ينظر بشرود إلى حديقة منزله الواسعة، كان يتصفح الصحف الغربية، باحثاً عن أي مادة إعلامية مشوقة يمكنه أن يستخدمها في برنامجه الموجه ضد المملكة، لكن ما أثار استياءه أن تلك الصحف كانت تشيد بالإصلاحات الجذرية التي يقوم بها الأمير الشاب محمد بن سلمان، وخاصة بعد الإشادات المتعاقبة من العديد من زعماء وقادة العالم احتفاءً بمسيرته الإصلاحية التي شجعت كافة دول العالم على التعاون معه، اكتفى السفيه من الصحف فألقاها جانباً وهو يخاطب نفسه: من المؤكد أن مهمتنا قد أصبحت صعبة، فقد كنا ننتقد المملكة في ظل وجود بعض الوقائع على الأرض، غير أن كل ذلك أصبح صعباً الآن، وباتت الكثير من الصحف الغربية نفسها تشيد بالإصلاحات والقوى العظمى نفسها تخطب ود المملكة.
أفاق من تأملاته على رنين هاتفه الخلوي، كان المتحدث هو أحد الممولين - أو بالأصح فلنسمه الوسيط - والمقصود به حلقة الوصل بين المنشقين والدول التي تمولهم، بدا صوت الوسيط ساخطاً وهو يقول: أرى أنكم مجرد حلقة للابتزاز، لا نسمع صوتكم إلا عندما تستجدون الأموال، لقد باتت برامجكم مكررة لدرجة مثيرة للإحباط، هل ندفع لكم هذه الأموال صدقة؟! أجاب السفيه: أخي الكريم.. الإصلاحات الجذرية التي تقوم بها المملكة تشيد بها الصحف الغربية، وقد صعَّب ذلك من مهمتنا.. قاطعه الوسيط قائلاً: أعطني الخلاصة على عجل، أجاب السفيه: أخي الفاضل.. إذا تم الهجوم على المملكة من خلال منبر واحد فقط فمن المؤكد أن الناس ستجده مكرراً وسخيفاً، ولكن عندي فكرة أعتقد أن نتائجها ستثمر عما تريدون، سأل الوسيط نافد الصبر: وما هي؟ أجاب: ماذا لو قمنا بتجنيد بعض المنابر الأخرى - وخاصة الدعوية - لبعض أشقائنا العرب من الهاربين من أوطانهم للهجوم على المملكة؟ هنا ستتعدد المنابر ومن المؤكد أن التقاء خطاباتهم مع خطاباتنا سيلقى صدى كبيراً.
سأل الوسيط: ولماذا لا تقومون بذلك؟ تلعثم السفيه وهو يقول: أخي.. الأمر سيكون مكلفاً؛ فهؤلاء كهاتف العملة.. يجب أن تضع فيه بعض النقود لكي يعمل.. أقصد هم يحتاجون المال لكي يعملوا معنا، الوسيط: ما شاء الله عليك.. إذا كانوا هم هاتف عملة فأنت بالذات بطاقة شحن! المهم.. ما هو المطلوب؟ السفيه مرتبكاً: أقصد.. أعني.. الوسيط بحدة: تحدث ولا تتلعثم، رد السفيه: الأمر سيحتاج إلى بضعة ملايين، فأنت تعلم هؤلاء جلهم هاربون من أوطانهم وبحاجة للنقود، صرخ الوسيط قائلاً: أعطني أسماءهم وعناوينهم وسنقوم بالاتصال بهم للتفاوض معهم، رد السفيه بسرعة: لا لا... هؤلاء هم خفافيش الظلام لا يرغبون في الظهور إلا من خلالنا، لكني سأتحدث معهم وأشرح لهم المطلوب، قال الوسيط وكم تريد: ضحك السفيه قائلاً: أنت كريم ونحن نستاهل!، قال الوسيط: حسناً سأقوم بتمويلك بمليون دولار لحسابك، أريد نتائج لا اقتراحات.
انتهت المكالمة، وشعر السفيه بفرحة كبيرة، لكنه فوجئ أن هاتفه يرن مرة أخرى، كان المتحدث هو زميله في المنفى يتحدث قائلاً: لقد حاولت الاتصال بك.. هاتفك كان مشغولاً لفترة، رد السفيه بنبرة تظاهر فيها بالحزن، يا أخي لقد شحت مصادر الأموال، والوسطاء لا يدفعون جيداً ويبدو أنهم لصوص، فدولهم تدفع بسخاء ولكن لا يصلنا شيء، لقد اتصل بي قبل قليل أحد الوسطاء طالباً مني تجنيد عدد أكبر من العملاء، وعندما طالبته بمزيد من المال لم يعطني سوى 50 ألف دولار فقط لا غير.
رد الطرف الآخر: حتى أنا كذلك، صدقني فأنا أعيش على الديون وقد اتصلت بك لأستدين منك بعض المال، رد السفيه: معقول؟ لقد أخبرني البعض أن أحد الوسطاء يقوم بتحويل مبالغ كبيرة من المال لك، رد الطرف الآخر: عزيزي هذه شائعات، فكلهم بخلاء مثل الوسيط البخيل الذي تحدث معك قبل قليل، ثم أعقب حديثه بضحكة ساخرة.
شرع السفيه في الاتصال بأحد الهاربين «غير السعوديين» حيث دار الحوار التالي: كيفك أخي الكريم؟ أجاب بخير.. نحمد الله. السفيه: أخي.. أنت تعلم.. كلنا في سفينة واحدة وهدفنا الإصلاح وليس المال، أريد منك إعداد فيديو ينتقد الأوضاع بالسعودية.. وحاول أن تغلف حوارك بالدين، أجاب الطرف الآخر: كيف؟ قال السفيه: مثلاً جرب القول بأن السعوديين أصبحوا يضعون التماثيل في الشوارع ويبيحون الملاهي الليلية و.. قاطعه الطرف الآخر: ولكني لو قلت ذلك سيعلم السعوديون أني كاذب، لأن ما تقوله ليس له أساس من الصحة، رد السفيه: صحيح ليس له أساس من الصحة ولكن نحن نريد اللعب على وتر الرأي العام خارج السعودية، رد الطرف الآخر: كم مدة الفيديو؟ أجاب: خمس عشرة دقيقة، أجاب الطرف الآخر: من الآخر.. الدقيقة بألفي دولار، أرجو تحويل ثلاثين ألف دولار، وسأشرع في إعداد الفيديو.
توسل السفيه قائلاً: أخي.. من أين أقوم بتدبير هذا المبلغ الكبير؟ قبل قليل كلمني أحد الوسطاء يطلب مزيداً من النشاط، ولم يدفع لي سوى 10 آلاف دولار، رد الطرف الآخر: حسناً: 15 ألف دولار.. ثم أعقب كلامه محذراً: ولكن هذه المرة فقط، أجاب السفيه: حسناً.. سأكمل دفع المبلغ من جيبي، ثم أجهش في البكاء قائلاً: كلنا هدفنا المصلحة العامة، أجاب الطرف الآخر: هل تعلم.. دموعك يا عزيزي هذه أثرت في.. لدرجة أني كدت أن أعد الفيديو مجاناً.. المهم.. حول لي المبلغ وأنا في انتظارك!.
أفاق من تأملاته على رنين هاتفه الخلوي، كان المتحدث هو أحد الممولين - أو بالأصح فلنسمه الوسيط - والمقصود به حلقة الوصل بين المنشقين والدول التي تمولهم، بدا صوت الوسيط ساخطاً وهو يقول: أرى أنكم مجرد حلقة للابتزاز، لا نسمع صوتكم إلا عندما تستجدون الأموال، لقد باتت برامجكم مكررة لدرجة مثيرة للإحباط، هل ندفع لكم هذه الأموال صدقة؟! أجاب السفيه: أخي الكريم.. الإصلاحات الجذرية التي تقوم بها المملكة تشيد بها الصحف الغربية، وقد صعَّب ذلك من مهمتنا.. قاطعه الوسيط قائلاً: أعطني الخلاصة على عجل، أجاب السفيه: أخي الفاضل.. إذا تم الهجوم على المملكة من خلال منبر واحد فقط فمن المؤكد أن الناس ستجده مكرراً وسخيفاً، ولكن عندي فكرة أعتقد أن نتائجها ستثمر عما تريدون، سأل الوسيط نافد الصبر: وما هي؟ أجاب: ماذا لو قمنا بتجنيد بعض المنابر الأخرى - وخاصة الدعوية - لبعض أشقائنا العرب من الهاربين من أوطانهم للهجوم على المملكة؟ هنا ستتعدد المنابر ومن المؤكد أن التقاء خطاباتهم مع خطاباتنا سيلقى صدى كبيراً.
سأل الوسيط: ولماذا لا تقومون بذلك؟ تلعثم السفيه وهو يقول: أخي.. الأمر سيكون مكلفاً؛ فهؤلاء كهاتف العملة.. يجب أن تضع فيه بعض النقود لكي يعمل.. أقصد هم يحتاجون المال لكي يعملوا معنا، الوسيط: ما شاء الله عليك.. إذا كانوا هم هاتف عملة فأنت بالذات بطاقة شحن! المهم.. ما هو المطلوب؟ السفيه مرتبكاً: أقصد.. أعني.. الوسيط بحدة: تحدث ولا تتلعثم، رد السفيه: الأمر سيحتاج إلى بضعة ملايين، فأنت تعلم هؤلاء جلهم هاربون من أوطانهم وبحاجة للنقود، صرخ الوسيط قائلاً: أعطني أسماءهم وعناوينهم وسنقوم بالاتصال بهم للتفاوض معهم، رد السفيه بسرعة: لا لا... هؤلاء هم خفافيش الظلام لا يرغبون في الظهور إلا من خلالنا، لكني سأتحدث معهم وأشرح لهم المطلوب، قال الوسيط وكم تريد: ضحك السفيه قائلاً: أنت كريم ونحن نستاهل!، قال الوسيط: حسناً سأقوم بتمويلك بمليون دولار لحسابك، أريد نتائج لا اقتراحات.
انتهت المكالمة، وشعر السفيه بفرحة كبيرة، لكنه فوجئ أن هاتفه يرن مرة أخرى، كان المتحدث هو زميله في المنفى يتحدث قائلاً: لقد حاولت الاتصال بك.. هاتفك كان مشغولاً لفترة، رد السفيه بنبرة تظاهر فيها بالحزن، يا أخي لقد شحت مصادر الأموال، والوسطاء لا يدفعون جيداً ويبدو أنهم لصوص، فدولهم تدفع بسخاء ولكن لا يصلنا شيء، لقد اتصل بي قبل قليل أحد الوسطاء طالباً مني تجنيد عدد أكبر من العملاء، وعندما طالبته بمزيد من المال لم يعطني سوى 50 ألف دولار فقط لا غير.
رد الطرف الآخر: حتى أنا كذلك، صدقني فأنا أعيش على الديون وقد اتصلت بك لأستدين منك بعض المال، رد السفيه: معقول؟ لقد أخبرني البعض أن أحد الوسطاء يقوم بتحويل مبالغ كبيرة من المال لك، رد الطرف الآخر: عزيزي هذه شائعات، فكلهم بخلاء مثل الوسيط البخيل الذي تحدث معك قبل قليل، ثم أعقب حديثه بضحكة ساخرة.
شرع السفيه في الاتصال بأحد الهاربين «غير السعوديين» حيث دار الحوار التالي: كيفك أخي الكريم؟ أجاب بخير.. نحمد الله. السفيه: أخي.. أنت تعلم.. كلنا في سفينة واحدة وهدفنا الإصلاح وليس المال، أريد منك إعداد فيديو ينتقد الأوضاع بالسعودية.. وحاول أن تغلف حوارك بالدين، أجاب الطرف الآخر: كيف؟ قال السفيه: مثلاً جرب القول بأن السعوديين أصبحوا يضعون التماثيل في الشوارع ويبيحون الملاهي الليلية و.. قاطعه الطرف الآخر: ولكني لو قلت ذلك سيعلم السعوديون أني كاذب، لأن ما تقوله ليس له أساس من الصحة، رد السفيه: صحيح ليس له أساس من الصحة ولكن نحن نريد اللعب على وتر الرأي العام خارج السعودية، رد الطرف الآخر: كم مدة الفيديو؟ أجاب: خمس عشرة دقيقة، أجاب الطرف الآخر: من الآخر.. الدقيقة بألفي دولار، أرجو تحويل ثلاثين ألف دولار، وسأشرع في إعداد الفيديو.
توسل السفيه قائلاً: أخي.. من أين أقوم بتدبير هذا المبلغ الكبير؟ قبل قليل كلمني أحد الوسطاء يطلب مزيداً من النشاط، ولم يدفع لي سوى 10 آلاف دولار، رد الطرف الآخر: حسناً: 15 ألف دولار.. ثم أعقب كلامه محذراً: ولكن هذه المرة فقط، أجاب السفيه: حسناً.. سأكمل دفع المبلغ من جيبي، ثم أجهش في البكاء قائلاً: كلنا هدفنا المصلحة العامة، أجاب الطرف الآخر: هل تعلم.. دموعك يا عزيزي هذه أثرت في.. لدرجة أني كدت أن أعد الفيديو مجاناً.. المهم.. حول لي المبلغ وأنا في انتظارك!.