-A +A
حمود أبو طالب
إدارة الأوطان عملية صعبة ومهمة ومعقدة، لكنها بالتخطيط السليم والفكر الناضج والنوايا المخلصة والعمل الدؤوب واختيار المسؤولين الأكفاء لتنفيذ رؤية محددة واضحة وفق إطار زمني، مع الالتزام بالحوكمة والشفافية والمحاسبة والمساءلة والتقييم، تصبح مهمة ممكنة التنفيذ والنجاح. هناك مهام كثيرة لأي إدارة وطن يجب أن تسير بالتزامن، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً وتنموياً، الدولة الناجحة هي التي تستطيع إعطاءها نفس القدر من الاهتمام لتحقّق النجاح في كل منها، وكل ذلك يحتاج إلى الاستقرار والأمن وإيمان الشعب بمشروع الدولة وتعاونه معها ودعمه لها، وهذا ما يحدث في المملكة وأوصلها إلى ما وصلت إليه من إنجازات أبهرت العالم.

عندما يصبح اقتصاد المملكة الأكثر نمواً بين اقتصادات دول العشرين التي تمثل أكبر الاقتصادات العالمية، وعندما نتحدث عن ميزانية تتجاوز تريليون دولار لأول مرة بينما معظم دول العالم تعاني من الكساد والتضخم والأزمات الاقتصادية الخانقة، وعندما نعرف عن وجود فائض في الميزانية رغم المشاريع الضخمة التي تتطلب مئات المليارات، وعندما يتضح أن بعض مستهدفات رؤية 2030 تحققت قبل الموعد المخطط لها، وعندما نسمع عن مشاريع جديدة تعلنها الدولة بين كل فترة قصيرة وأخرى، فإننا نتحدث هنا عن الدولة الوطنية الناجحة، دولة العمل، دولة التنمية، الدولة التي لا ترهن مستقبل شعبها للصدف والظروف والمفاجآت، الدولة التي تعرف جيداً معنى مسؤولية إدارة الأوطان، وتنهض بهذه المسؤولية بكل اقتدار وكفاءة.