في فترات زمنية تنشط الأحاديث حول المتغيرات السياسية، وتقافز الأسئلة وكأنها رماح حرب تطايرات في معركة حمى وطيسها.
وفي لجة الأسئلة قد ينتابك الضيق إزاء تكلس المفاهيم السياسية، وأحياناً يكون محدثك غبياً، أو (مستغبياً).
كنت في حالة جدال حول الهوية، والقومية، والوطنية، والإمبريالية، والردكالية وخليط من الشعارات التي تحملها الذاكرة العربية في مخازنها وكأنها جواهر نفيسة.
والمتحدث العربي حريص على إخراج نفائسه (الشعاراتية) إذا احتد النقاش، ومع مواقع التواصل يختلط الحابل بالنابل في إلقاء الكلمات الشوهاء أو (البايتة)، وفي نقاش عديم الطعم أظهرت استخفافاً بجملة تلك الشعارات؛ كونها شعارات تم رفعها في أركان زمن ما، وما زال البعض يحافظ على تلميعها بينما هي تمثل محفوظات العقل العربي التي ما زال حافظاً لها ويجترها عبر الأزمان، كونه ملتزماً لا يحيد عما التزم به من شعارات، وخاصة المنتمين لأيديولوجية تحرم على المرء التبدل أو التغير.
والعقل العربي (أو المنتمون) قابعون في أزمنة تاريخية بالية، بينما العالم يتموج وسابح وعابر لمصطلحات وأفكار تتجدد يومياً، تتجدد وفق ظروف زمنية حركية في تموجها تحتم على المرء التعامل معها وفق ظرفيتها، والتنبه لكل المتغيرات التي جبت ما قبلها من أيديولوجية، نفعية أو قديمة، فالقومية، على سبيل المثال، نشأت في فترة زمنية، كان الحلم العام: جمع الشمل تحت ركائز، أوجدت في زمنيتها، وتحولت إلى مقولات وليست ركائز، فكانت حزمة القومية قائمة على: الدين الواحد، واللغة الواحدة، والتاريخ المشترك، والجغرافيا المتقاربة، والدم الأصيل الجاري في عروقنا.
كانت هذه المسلمات في زمن ما، ثم توالت الأزمان، وتساقطت أركان القومية، في كل بقعة عربية، فكيف يمكن الدفاع ومعاضدة القومية ضد بلدي (فأنا لست إخوانياً لأقول إن وطني هو: كل بقعة تواجد فيها الإسلام هي وطني).
التهشيم للوطنية هو المستهدف كتهشيم للوجود والهوية والانتماء، فلا يمكن بأي حال التنكر لوطنك تحت أي أيديولوجية، لأن الأفكار متقلبة، ونامية، وكل فكر يصيغ أفكاره وفق معطى زمني، وكذلك المرء المتواجد ضمن جغرافية محددة لا يستطيع التخلص من وجوده، وإن أراد ذلك كون الوطن بصمة جينية في وجودك الروحي.
فالوطن وعاء لأفراده مهما اختلفوا أو اتفقوا فهم داخل هذا الإناء.
فالوطن هو وجودك أنت وليس وجود من تشاركهم الآراء الملقاة على قارعة الطريق.
ومن الغباء أن تلوم إنساناً حين ينافح عن وطنه ويذود عنه المكاره بدعوى أنه مثقف، فالمثقف هو من يعرف تقلبات صروف الأزمان، ويعرف أن وجوده جغرافياً قبل أن يكون دينياً أو تاريخياً.
حقيقة، من الجغرافيا تنطلق ككائن يحمل أفكاره ووجوده.
وهذه الجغرافيا مهما كانت عليه من تضاريس ومناخ هي وجودك.
ولو جادلك شخص ما لا يقيم وزناً للزمن، عليك إسقاط الكلام معه لأنه قابع في زمن تيبس وانتهى، الحياة والإنسان من الكائنات المتطورة، لها في كل ظرف حالة تأقلم، فكيف يمكن إقناع أحد تيبس في زمن أصبح ماضياً؟
وفي لجة الأسئلة قد ينتابك الضيق إزاء تكلس المفاهيم السياسية، وأحياناً يكون محدثك غبياً، أو (مستغبياً).
كنت في حالة جدال حول الهوية، والقومية، والوطنية، والإمبريالية، والردكالية وخليط من الشعارات التي تحملها الذاكرة العربية في مخازنها وكأنها جواهر نفيسة.
والمتحدث العربي حريص على إخراج نفائسه (الشعاراتية) إذا احتد النقاش، ومع مواقع التواصل يختلط الحابل بالنابل في إلقاء الكلمات الشوهاء أو (البايتة)، وفي نقاش عديم الطعم أظهرت استخفافاً بجملة تلك الشعارات؛ كونها شعارات تم رفعها في أركان زمن ما، وما زال البعض يحافظ على تلميعها بينما هي تمثل محفوظات العقل العربي التي ما زال حافظاً لها ويجترها عبر الأزمان، كونه ملتزماً لا يحيد عما التزم به من شعارات، وخاصة المنتمين لأيديولوجية تحرم على المرء التبدل أو التغير.
والعقل العربي (أو المنتمون) قابعون في أزمنة تاريخية بالية، بينما العالم يتموج وسابح وعابر لمصطلحات وأفكار تتجدد يومياً، تتجدد وفق ظروف زمنية حركية في تموجها تحتم على المرء التعامل معها وفق ظرفيتها، والتنبه لكل المتغيرات التي جبت ما قبلها من أيديولوجية، نفعية أو قديمة، فالقومية، على سبيل المثال، نشأت في فترة زمنية، كان الحلم العام: جمع الشمل تحت ركائز، أوجدت في زمنيتها، وتحولت إلى مقولات وليست ركائز، فكانت حزمة القومية قائمة على: الدين الواحد، واللغة الواحدة، والتاريخ المشترك، والجغرافيا المتقاربة، والدم الأصيل الجاري في عروقنا.
كانت هذه المسلمات في زمن ما، ثم توالت الأزمان، وتساقطت أركان القومية، في كل بقعة عربية، فكيف يمكن الدفاع ومعاضدة القومية ضد بلدي (فأنا لست إخوانياً لأقول إن وطني هو: كل بقعة تواجد فيها الإسلام هي وطني).
التهشيم للوطنية هو المستهدف كتهشيم للوجود والهوية والانتماء، فلا يمكن بأي حال التنكر لوطنك تحت أي أيديولوجية، لأن الأفكار متقلبة، ونامية، وكل فكر يصيغ أفكاره وفق معطى زمني، وكذلك المرء المتواجد ضمن جغرافية محددة لا يستطيع التخلص من وجوده، وإن أراد ذلك كون الوطن بصمة جينية في وجودك الروحي.
فالوطن وعاء لأفراده مهما اختلفوا أو اتفقوا فهم داخل هذا الإناء.
فالوطن هو وجودك أنت وليس وجود من تشاركهم الآراء الملقاة على قارعة الطريق.
ومن الغباء أن تلوم إنساناً حين ينافح عن وطنه ويذود عنه المكاره بدعوى أنه مثقف، فالمثقف هو من يعرف تقلبات صروف الأزمان، ويعرف أن وجوده جغرافياً قبل أن يكون دينياً أو تاريخياً.
حقيقة، من الجغرافيا تنطلق ككائن يحمل أفكاره ووجوده.
وهذه الجغرافيا مهما كانت عليه من تضاريس ومناخ هي وجودك.
ولو جادلك شخص ما لا يقيم وزناً للزمن، عليك إسقاط الكلام معه لأنه قابع في زمن تيبس وانتهى، الحياة والإنسان من الكائنات المتطورة، لها في كل ظرف حالة تأقلم، فكيف يمكن إقناع أحد تيبس في زمن أصبح ماضياً؟