-A +A
حمود أبو طالب
أدهشنا جميعاً ذلك الطفل الذي حاور بعض السائحين الأجانب في العلا، حيث تقمص شخصية الصحفي بمهارة وجرأة ولغة إنجليزية جيدة أثارت إعجابهم، ثم عاد وظهر مرة أخرى في جدة القديمة بذات الروح الجميلة وهو يحاور بعضاً آخر، ويروّج لبعض المواقع السياحية في المملكة بذكاء ومعلومات جيدة، ومن باب المقارنة فلقد ظهر هذا الطفل بشكل أفضل من بعض الذين يظهرون في بعض البرامج التلفزيونية المكلفة بقصد الترويج للسياحة بأسلوب غير مدروس وبمظهر غير مقبول ولغة سطحية لا تتناسب مع أهمية الموضوع.

وزارة السياحة تقوم بجهود ضخمة على المستوى المحلي والدولي لترويج السياحة في المملكة، وقد تم اتخاذ إجراءات كثيرة لتسهيل زيارة المملكة بشكل سريع لا توفره معظم الدول السياحية في العالم، وهناك وفود سياحية تزداد أعدادها بشكل كبير في معظم مناطق المملكة، ولكننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من تعريف العالم بمقوماتنا السياحية الثرية والنادرة، وهذا مشروع ضخم لا يجب أن تحمل عبئه وزارة السياحة وحدها، فكل جهة في الداخل وكل سفارة في الخارج وكل مواطن يتشارك في هذا الواجب كي نتمكن من الوصول إلى المستهدف السياحي في رؤية 2030، بل وأكثر منه إذا وصلت رسالتنا السياحية إلى العالم بشكل جيد.


والمسألة ليست فقط تحقيق مردود مادي من السياحة، ولكن الأهم التعريف بثقافة المجتمع السعودي وتأريخه وآثاره وحضارته القديمة والحديثة، التي ظلت محجوبة عن العالم لوقت طويل.