-A +A
هيلة المشوح
لا قيمة للإنسان دون نظيره الإنسان، ولا قيمة لحضارة تبنى دون أُسس إنسانية، فالإنجاز والبناء والثورات الصناعية والاقتصادية والإسمنتية لن تكون ذات مضمون دون أنسنتها، وبالتالي فالإنسان ليس فقط من يبني الحضارة ويشيد المنجزات ثم يتسيدها بل من يشيد إنسانيته وعطاءه بتلمس حاجات الآخرين وانتشال أخيه الإنسان من حال العوز إلى الاستقرار ومن الخوف إلى الأمان ومن الجوع إلى الشبع، وهكذا قامت مملكتنا الغالية «مملكة الإنسانية» وهكذا دأب حكامها وقادتها وأبناء شعبها على العطاء وأعمال الخير والبذل لوجه الله دون غيره فأصبح للعطاء مؤسسات وأصبح لأعمال الخير في بلادنا صروح وكيانات يشار إليها بالبنان.

مؤسسة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز كيان يخلّد أعمال «أم الجود» الإنسانية والاجتماعية على مدى نصف قرن من عطائها برسالة عظيمة ألا وهي: «إذكاء روح التنافس بين روّاد العمل الاجتماعي ومنظماته» وتأصيلاً لاستمرارية منهجها الإنساني العظيم في العطاء، وقد تم تأسيس المؤسسة 11/‏4/‏2012م تحت مسمى مؤسسة جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي وبرئاسة فخرية من خادم الحرمين الشريفين وتحت أهداف محددة:


1. ترسيخ ثقافة العمل الاجتماعي والخيري والإنساني والتطوعي وتعزيز قيمه النبيلة.

2. تأصيل العمل المؤسسي الاجتماعـي بجميع صوره وتطويره.

3. تقدير المتميزين من الجنسين في العمـل الاجتماعي وتشجيعهم.

4. تحفيز الهيئات الحكومية والأهـلية على التميز والإبداع في العمـل الاجتماعــي.

5. دعم الوقـف الإسلامي وتشجيعه ليكون اـرافد الأول للعمـل الاجتماعي.

6. إبراز الـمـبادرات الـرائدة والـمـتـمـيـزة.

7. إبراز الجوانب المشرقة والجهود المضيئـة للعمل الاجتماعـي.

8. حـوكـمـة منظـومة العـمل الاجتمـاعي بجميـع مجـالاتــه.

9. بـنـاء إرث وطـنـي في مـفـهـوم الـعـمــل الاجتمـــاعــي.

10. تشـجـيـع الإنجــــازات الوطنـيـــة والبـرامـج الاجتماعيــة المتميزة.

11. تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات ودعمه ليكون رافداً مهماً في تنمية المجتمع.

هذا وتنطلق من المؤسسة مناسبة سنوية لتكريم الفائزين بالجائزة على مستوى الأفراد والمؤسسات بشكل دوري، حيث عقدت قبل أيام تحت شعار «ويستمر الأثر» في 12 مارس دورتها العاشرة بعنوان «الإبداع والابتكار في العمل الاجتماعي» وحظيت بصيت واسع على مستوى العالم لما تتضمنه الجائزة من أعمال اجتماعية وخيرية صرفة بهدف تشجيع أبناء المجتمع ومؤسساته على البذل والعطاء لمجتمع متكافل، وقد تقدم للجائزة 4075 تم ترشيح 2117 عملاً للجائزة وفاز منهم 115 بجوائز بلغت قيمته 53.5 مليون ريال.

أؤمن إيماناً لا يخالطه شائبة بأن العمل التطوعي هو مقياس تحضر الأمم، وأننا في المملكة العربية السعودية وبفضل وعي قيادتنا وتضامن مجتمعنا قد تجاوزنا هذه المقاييس بنبل قيمنا وتطبيق مبادئ ديننا ونقاء أهدافنا وإنسانيتا.