-A +A
حمود أبو طالب
من البرامج التلفزيونية الرمضانية التي تبشر بدايتها بمحتوى وطرح يستحق المتابعة برنامج «حكاية وعد» في قناة mbc، الذي يبدو أن اهتمامه يتركز على تقديم ما حدث من تغيير إيجابي كبير في تفكير إدارة الوطن، والتخطيط الدقيق والديناميكية والسرعة التي يتم بها تنفيذ مشاريعه، لا سيما المشاريع النوعية الكبرى، وكذلك المتابعة والحوكمة والالتزام بمؤشرات الأداء، والشفافية والمحاسبة للمسؤولين، بحيث لا يستمر في موقعه إلا القادر المبدع المبتكر الخلّاق، وأما الذي ما زال يفكر ويعمل بعقلية الماضي وبيروقراطيته فليس هذا الوقت وقته وليست هذه المرحلة مرحلته.

في حلقته الثانية، ناقش البرنامج ملفاً مهماً كانت تتخلله التعقيدات والارتباك والترهل وعدم وضوح الرؤية، هو ملف الإسكان، استضاف البرنامج وزيرين حضرا نقاشات هذا الملف مع سمو ولي العهد في فترة وزير إسكان سابق. يذكر الوزيران أن ذلك الوزير قدم عرضاً في اجتماع مع ولي العهد؛ الذي كان يريد رؤية جديدة عملية لتجاوز المشاكل المستمرة في ملف الإسكان، لكن الوزير المختص لم يوفق في عرضه وتناوله ومقترحاته لعلاج الملف المزمن، وفي مساء اليوم نفسه تم إعفاء الوزير.


وفي هذا السياق، فإن أكثر من وزير قد أشار في أحاديثه العامة أو الخاصة إلى أهمية الاستعداد التام بما هو مطلوب منه في اجتماعات ولي العهد؛ لأنه يدقق في كل التفاصيل ويناقش في كل الجوانب لأي موضوع ويقيّم الأداء وفق مؤشرات إنجاز عملية خلال المدة المقررة لها، ولا مجال للمجاملة أو التساهل عند تكرار الخطأ أو التقصير. قال أحدهم: قد تدخل الاجتماع وأنت لست متأكداً من استمرارك في منصبك بعد انتهائه.

ما نود الإشارة إليه أن المناصب التنفيذية العليا لم تعد تشريفية ولم يعد من يتقلدها يدير الأمور كما يشاء بعيداً عن المتابعة والمحاسبة، لم يعد المنصب وجاهةً وامتيازات، بل مسؤولية ضخمة تتطلب الكفاءة وإتقان الإنجازات في أوقاتها المحددة وفق برامج الرؤية الوطنية ومستهدفاتها. أصبح المسؤولون الآن تحت المجهر وعلى صفيح ساخن، من يثبت جدارته بالمرحلة ومتطلباتها يستمر، ومن لا يستطيع سوف يغادر. الوطن مليء بالكفاءات ولا وقت لدى مهندس الرؤية لإضاعته. فانتبهوا لهذا الواقع الجديد يا أصحاب المعالي.