«وسائل التواصل الاجتماعي.. بلا ذاكرة»، هكذا عبر الأستاذ طارق الحميد في أحد اللقاءات الإعلامية لهذا العام؛ الحقيقة لم أجد استهلالاً للمقال أفضل من هذه العبارة المختصرة والجامعة. ٢٠١٧ نشرت عكاظ تحذير فينت سيرف العالم الأمريكي والأب التقني للإنترنت حينما قال «لا تتجاهلوا الأوراق ذاكرتكم الرقمية في خطر»، واليوم ونحن ما بين الأرشفة الورقية والتقنية وما بين الذاكرة الإنسانية وذاكرة الحاسوب بمختلف أنواعها يتوه التاريخ الحاضر ويضطرب، فالذاكرة البشرية مهما بلغت قدرتها في تخزين المعلومات واسترجاعها ومهما تفوقت أبحاث علم النفس الإدراكي والأعصاب فإنه لا يمكن، بل يستحيل التعويل عليها خاصة إن كنا نتحدث عن حضارة ودول وأحداث كونية تتطلب التوثيق.
لماذا استشهدت بعبارة الأستاذ الحميد؟ لأنها ببساطة تعكس وجهاً من أوجه المشكلات في العمل الإنساني بشكل عام والإعلامي بشكل خاص، لا أريد أن أبالغ أو أتحيز وأقول (الصحف هي الحل)، لكن على الأقل هي الأجدر بالدعم والالتفات؛ وبين سطوة وفقاعة (التأثير) والأرقام الفلكية للمشاهدات والمتابعين وغيرها.. أجد أنها بصراحة كلمة تدق ناقوس الخطر كي لا نستيقظ بعد عشرة أعوام ونجد أن فايروساً لعيناً دمر كافة البيانات والأجهزة أو اختفى الإنترنت من حياتنا (قد تضحك أيها القارئ) وتقول هذه مبالغة لكن من كان يتصور جائحة كورونا؟ نعم في حياة البشر التوقعات مفتوحة ولا يوجد لها سقف أو حتى باب، هي موجات تتصاعد وتخفت واللاعب الرئيسي هنا (الأرشيف) ولا شيء سواه، والمسألة ليست ورقاً فقط هي أعمق من هذا بكثير.
سأسهل عليك المهمة وأقول إن فكرة «الذاكرة الرقمية» تؤثر في ثلاثة جوانب رئيسية مهمة: الجانب المهني، الجانب الاجتماعي، والجانب الأمني. كذلك هي تؤثر على مستوى الأفراد بالدرجة الأولى ثم الجماعات وصولاً بالدول وتختتم بالحياة ومفاهيمها. مهنياً فإن الكثير من المنظمات الضخمة تفتقد للأرشفة الصحيحة وأول خطوة تصحيحية هي وضع أوعية سحابية ومجلدات للأمور المفصلية والأنظمة واللوائح ولعلها تكون فرصة جيدة لتحديث وتطوير العديد منها، بل مهم أن يكون هناك تجديد دوري للكثير منها.
الجانب الاجتماعي هو الأوضح، وينعكس في المبالغات بالمظاهر والعلاقات حيث تسرف بعض (الفقاعات) في تكريس نمط معتل عن الارتباط والإنفاق والمظهر المثالي، بل حتى في حالات الطلاق والترويج له تجد أموراً لا يتقبلها إنسان سوي على نفسه ولا على شخص كان جزءاً منه في يوم ما، ولعل المرض الأخطر هو (الإفراط بالمشاركة) ومجرد أن ينشر الشخص وسائط من صور وفيديو فأنت لا تعلم عدد الأجهزة التي قامت بحفظها، ولا يمكن السيطرة على البيانات مهما اتخذت التطبيقات من أنظمة حماية فالمخترقون بالمرصاد، بل تستغرب حينما تقرأ لبعض الحسابات لشخصيات يفترض أن تكون (مسؤولة) وتنفر من مزاجيتهم وشتائمهم للناس ومكائدهم وتتعجب من النهم في الخوض بكل شاردة وواردة والاندفاعية بالردود والمواقف التي قد تكون من علامات الاضطرابات العقلية أو النفسية، لذا إن وجدت أنك لا تزال تمارس هذه العبثية توقف فوراً واتجه لمختص سواء كان مختصاً نفسياً أو تقنياً لتحذف أرشيفك إن أردت أن تفتح صفحة جديدة، وهذه ليست دعوة للمثالية لكن للسلامة الذاتية للإنسان.
اختتم بالجانب الأمني وهو الأمانة التي نتحملها جميعنا فالمواطنة الرقمية ليست غاية إنما هي نمط حياة، فكر مرة حينما تغرد بإيجابية وفكر مليون مرة ولا تغرد متى تلبستك السلبية، لأنك حتى وإن كنت محقاً فأنت لا تعلم عن الأعين الخارجية المتصيدة ومراكز الأبحاث والدراسات التي تحلل المحتوى السعودي في التواصل الاجتماعي، ومكتبات الجامعات العالمية تمتلئ بالرسائل من هذا النوع (تحليل المحتوى)، لذا كن أكثر رشاقة وأناقة وذكاء في طرح رسالتك، فحتى وإن كانت هذه التطبيقات بلا ذاكرة تأكد أن هناك من رصدها بالفعل وشاهدها قبل الحذف! دمتم بوعي.
لماذا استشهدت بعبارة الأستاذ الحميد؟ لأنها ببساطة تعكس وجهاً من أوجه المشكلات في العمل الإنساني بشكل عام والإعلامي بشكل خاص، لا أريد أن أبالغ أو أتحيز وأقول (الصحف هي الحل)، لكن على الأقل هي الأجدر بالدعم والالتفات؛ وبين سطوة وفقاعة (التأثير) والأرقام الفلكية للمشاهدات والمتابعين وغيرها.. أجد أنها بصراحة كلمة تدق ناقوس الخطر كي لا نستيقظ بعد عشرة أعوام ونجد أن فايروساً لعيناً دمر كافة البيانات والأجهزة أو اختفى الإنترنت من حياتنا (قد تضحك أيها القارئ) وتقول هذه مبالغة لكن من كان يتصور جائحة كورونا؟ نعم في حياة البشر التوقعات مفتوحة ولا يوجد لها سقف أو حتى باب، هي موجات تتصاعد وتخفت واللاعب الرئيسي هنا (الأرشيف) ولا شيء سواه، والمسألة ليست ورقاً فقط هي أعمق من هذا بكثير.
سأسهل عليك المهمة وأقول إن فكرة «الذاكرة الرقمية» تؤثر في ثلاثة جوانب رئيسية مهمة: الجانب المهني، الجانب الاجتماعي، والجانب الأمني. كذلك هي تؤثر على مستوى الأفراد بالدرجة الأولى ثم الجماعات وصولاً بالدول وتختتم بالحياة ومفاهيمها. مهنياً فإن الكثير من المنظمات الضخمة تفتقد للأرشفة الصحيحة وأول خطوة تصحيحية هي وضع أوعية سحابية ومجلدات للأمور المفصلية والأنظمة واللوائح ولعلها تكون فرصة جيدة لتحديث وتطوير العديد منها، بل مهم أن يكون هناك تجديد دوري للكثير منها.
الجانب الاجتماعي هو الأوضح، وينعكس في المبالغات بالمظاهر والعلاقات حيث تسرف بعض (الفقاعات) في تكريس نمط معتل عن الارتباط والإنفاق والمظهر المثالي، بل حتى في حالات الطلاق والترويج له تجد أموراً لا يتقبلها إنسان سوي على نفسه ولا على شخص كان جزءاً منه في يوم ما، ولعل المرض الأخطر هو (الإفراط بالمشاركة) ومجرد أن ينشر الشخص وسائط من صور وفيديو فأنت لا تعلم عدد الأجهزة التي قامت بحفظها، ولا يمكن السيطرة على البيانات مهما اتخذت التطبيقات من أنظمة حماية فالمخترقون بالمرصاد، بل تستغرب حينما تقرأ لبعض الحسابات لشخصيات يفترض أن تكون (مسؤولة) وتنفر من مزاجيتهم وشتائمهم للناس ومكائدهم وتتعجب من النهم في الخوض بكل شاردة وواردة والاندفاعية بالردود والمواقف التي قد تكون من علامات الاضطرابات العقلية أو النفسية، لذا إن وجدت أنك لا تزال تمارس هذه العبثية توقف فوراً واتجه لمختص سواء كان مختصاً نفسياً أو تقنياً لتحذف أرشيفك إن أردت أن تفتح صفحة جديدة، وهذه ليست دعوة للمثالية لكن للسلامة الذاتية للإنسان.
اختتم بالجانب الأمني وهو الأمانة التي نتحملها جميعنا فالمواطنة الرقمية ليست غاية إنما هي نمط حياة، فكر مرة حينما تغرد بإيجابية وفكر مليون مرة ولا تغرد متى تلبستك السلبية، لأنك حتى وإن كنت محقاً فأنت لا تعلم عن الأعين الخارجية المتصيدة ومراكز الأبحاث والدراسات التي تحلل المحتوى السعودي في التواصل الاجتماعي، ومكتبات الجامعات العالمية تمتلئ بالرسائل من هذا النوع (تحليل المحتوى)، لذا كن أكثر رشاقة وأناقة وذكاء في طرح رسالتك، فحتى وإن كانت هذه التطبيقات بلا ذاكرة تأكد أن هناك من رصدها بالفعل وشاهدها قبل الحذف! دمتم بوعي.