-A +A
حمود أبو طالب
يعيش الشعب السعودي الآن بهجةً خاصة ذات دلالات مهمة بدأ يكتبها في تأريخه منذ ست سنوات بحروف من نور وحب واعتزاز، إنها بهجة الذكرى السادسة لبيعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي قطع بالوطن خلالها مسافة تحتاج إلى عشرات السنين، بل ربما لم نكن نصل إليها أبداً بدونه.

وحين يحتفي الشعب السعودي بهذه الذكرى فإن له ألف حق وحق، فقد جاء محمد بن سلمان إلى موقع مسؤوليته الضخمة وهو جاهز بمشروع غير مسبوق، مشروع يتحدى به الأفكار المتواضعة والطموحات المتدنية والأحلام البسيطة، مشروع نهضوي شامل، واضح الملامح ومحدد الأهداف، وضع تأريخاً معيناً لإتمامه غير قابل للتأجيل. وعندما فاجأ الأمير العالم برؤية 2030 وما تتضمنه من أهداف إستراتيجية عالية السقف، ظنها البعض ضرباً من المستحيل، وشكك فيها الذين لا يعرفون جيداً فكره وطاقته وعزيمته وعشقه للتحدي في الإنجاز، لكن الأيام أثبتت لهم ولغيرهم ولكل العالم أنه قادر على أكثر من ذلك، حين تحققت بعض مستهدفات الرؤية قبل مواعيدها المحددة، وحين تجاوز بعضها سقف المستهدف.


النقلة الهائلة التي حدثت في المملكة خلال هذه الفترة القصيرة في كل الجوانب وعلى كل الأصعدة غير مسبوقة في كل بلدان العالم، وهذا ليس كلاماً عاطفياً لمواطن سعودي، وإنما حقيقة شهد بها زعماء العالم وأبهرت حتى الدول التي سبقتنا في التطوير والتحديث والتنمية. لقد تغير فكر إدارة الوطن من التقليدية والنمطية والرتابة إلى التجديد والديناميكية والابتكار والإبداع والتنافسية، استثمار ذكي لرأس المال البشري الوطني، وتوظيف خلّاق لكل الموارد والمميزات الموجودة في الوطن، اكتشفنا واستثمرنا كنوزاً طبيعية ثمينة، وتأريخاً زاخراً، وتراثاً غنياً، وثقافة متميزة، لقد أطلق ولي العهد العنان للمارد السعودي الذي لا توجد حدود لطموحه. ما حدث خلال السنوات الست الماضية يمثل نموذجاً تأريخياً في كيف تستطيع الإرادة القوية المدعومة ببراعة التخطيط وإتقان الإنجاز نقل الأوطان في وقت قياسي إلى أكبر مما كانت تحلم به.