صباح الثلاثاء 18 أبريل لهذا العام قرأت خبراً نص على «مطالبة وزراء خارجية دول مجموعة السبع لطالبان بـ«العودة الفورية» عن قرار منع النساء من العمل لصالح المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة في أفغانستان، في خطوة انتقدتها الحركة الإسلامية باعتبارها «تدخلاً» في الشؤون الداخلية، وقد حظرت حكومة الحركة المتشددة العام الماضي التعليم الثانوي للفتيات وفي مرحلة لاحقة التعليم الجامعي، لتصبح أفغانستان البلد الوحيد في العالم الذي يفرض حظراً على التعليم. هكذا وعلى مرأى من العالم نشاهد هذا العنف الذي وصفته منصة بي بي سي بعنوان معبّر «أفغانستان تحت حكم طالبان: لا مكان للنساء في البلاد». لكن أستعير عنوان الأستاذ مشاري الذايدي «الأخطر من طالبان»، وأقول إن هناك بالفعل وقفات تستدعي التأمل أو حتى التذكر، وكما وصف الذايدي ملاحظة «تبخر ماء الوعي بخطر هذه الجماعات» في إشارته المهمة بمقاله «من يراهن على نهاية الصحوة»، وأقول برأيي وبكل وضوح إنه لا يراهن على نهايتها أو يدعيها إلا السذج والغافلون.
وهذه طالبان اليوم وحماقاتها المعلنة وغير المعلنة نشاهدها نحن كنساء ولدنا في عز الحقبة الصحوية المتطرفة؛ بل أتذكر أنني حينما سمعت قرار طالبان بوضع دوريات تطارد النساء الخارجات في الشوارع، ضحكت وبشدة وتأملت ماذا لو لم نصحو بالفعل من هذا الجحيم؟ لن تستوعب الأجيال الشابة ماذا عاصرنا وكيف كانت تقرع آذاننا كلمات كل صباح بأن «الأغاني بريد الزنا»، وأننا نحن النساء حطب جهنم؟ يا إلهي، كتبت قديماً في «عكاظ» «يا مرايتي» أطالب فيه وزارة التعليم بإعادة مرايتي وعطوري التي تمّت مصادرتها حتى لا أتعطر وأصبح في الدرك الأسفل من النار. ما كرّسته التيارات المتطرفة ضد المرأة في المملكة لسنوات لن يتفكك في يوم وليلة، نعم تم ضربهم ودحرهم بقوة القانون ولله الحمد والمنة، لكن من سيمحو تلك الصور القابعة في الأذهان والإفهام؟ من سيعوض أجيالاً كاملة عن معاناتهم؟
لعل العوض في رؤيتنا الملهمة والإعمار للجيل القادم، لكن أقرع الجرس هنا مع الذايدي وأكرر تحذيره المهم حينما قال: «طالبان، ليست مجردَ حركة بشتونية ريفية، بل تعبر عن أزمة فكرية ومعضلة نفسية ما زالت تنبض في شرايين العقل وأوردة الروح العامة». من منا لا يتذكر مداخل الأفراد والعائلات في المطاعم؟ ومن منا لا يعايش حتى اللحظة العزل القسري للعزاب ومنعهم من حصولهم على مساكن طبيعية بحجة أنهم «ذئاب بشرية»، من منا لا يشاهد التوجس المفرط في التعامل بين الجنسين وكأن إلقاء التحايا دعوة غرامية؟ وشاهدنا ترندات مقلقة كتلك التي تزجر الفتيات من التعامل الطبيعي في العمل، وآخر يقذف عرض المطلقات في سيارته!
اليوم ونحن نرفل بنعيم مكتسبات رؤية الوطن ونحتفل ونبتهج في الفضاء العام، علينا ألا ننسى وألا نغفل عن الأصوات «الصامتة» بشكل اختياري أو حتى خوفاً من العقاب، وأن تكون هناك خطة توعوية أكثر عملية في نشر الفكر الوسطي والاعتدال، ولعلها المرة المليون التي أكررها للجهات المناط بها صنع الوعي «توقفوا عن التركيز على تويتر» انزلوا للميدان! نريد أن نرى فرقاً اجتماعية في 13 منطقة إدارية ترصد وتراقب أوضاع المجتمعات، خاصة المرأة، وتتأكد من وصول الدعم الاجتماعي والنفسي قبل المادي، الضخ الاقتصادي مهم أن يتزامن معه مشروع معرفي وثقافي لا الاتكاء والاكتفاء بأن تصل للترند. هذا والله الموفق وكل عام والوطن بخير.
وهذه طالبان اليوم وحماقاتها المعلنة وغير المعلنة نشاهدها نحن كنساء ولدنا في عز الحقبة الصحوية المتطرفة؛ بل أتذكر أنني حينما سمعت قرار طالبان بوضع دوريات تطارد النساء الخارجات في الشوارع، ضحكت وبشدة وتأملت ماذا لو لم نصحو بالفعل من هذا الجحيم؟ لن تستوعب الأجيال الشابة ماذا عاصرنا وكيف كانت تقرع آذاننا كلمات كل صباح بأن «الأغاني بريد الزنا»، وأننا نحن النساء حطب جهنم؟ يا إلهي، كتبت قديماً في «عكاظ» «يا مرايتي» أطالب فيه وزارة التعليم بإعادة مرايتي وعطوري التي تمّت مصادرتها حتى لا أتعطر وأصبح في الدرك الأسفل من النار. ما كرّسته التيارات المتطرفة ضد المرأة في المملكة لسنوات لن يتفكك في يوم وليلة، نعم تم ضربهم ودحرهم بقوة القانون ولله الحمد والمنة، لكن من سيمحو تلك الصور القابعة في الأذهان والإفهام؟ من سيعوض أجيالاً كاملة عن معاناتهم؟
لعل العوض في رؤيتنا الملهمة والإعمار للجيل القادم، لكن أقرع الجرس هنا مع الذايدي وأكرر تحذيره المهم حينما قال: «طالبان، ليست مجردَ حركة بشتونية ريفية، بل تعبر عن أزمة فكرية ومعضلة نفسية ما زالت تنبض في شرايين العقل وأوردة الروح العامة». من منا لا يتذكر مداخل الأفراد والعائلات في المطاعم؟ ومن منا لا يعايش حتى اللحظة العزل القسري للعزاب ومنعهم من حصولهم على مساكن طبيعية بحجة أنهم «ذئاب بشرية»، من منا لا يشاهد التوجس المفرط في التعامل بين الجنسين وكأن إلقاء التحايا دعوة غرامية؟ وشاهدنا ترندات مقلقة كتلك التي تزجر الفتيات من التعامل الطبيعي في العمل، وآخر يقذف عرض المطلقات في سيارته!
اليوم ونحن نرفل بنعيم مكتسبات رؤية الوطن ونحتفل ونبتهج في الفضاء العام، علينا ألا ننسى وألا نغفل عن الأصوات «الصامتة» بشكل اختياري أو حتى خوفاً من العقاب، وأن تكون هناك خطة توعوية أكثر عملية في نشر الفكر الوسطي والاعتدال، ولعلها المرة المليون التي أكررها للجهات المناط بها صنع الوعي «توقفوا عن التركيز على تويتر» انزلوا للميدان! نريد أن نرى فرقاً اجتماعية في 13 منطقة إدارية ترصد وتراقب أوضاع المجتمعات، خاصة المرأة، وتتأكد من وصول الدعم الاجتماعي والنفسي قبل المادي، الضخ الاقتصادي مهم أن يتزامن معه مشروع معرفي وثقافي لا الاتكاء والاكتفاء بأن تصل للترند. هذا والله الموفق وكل عام والوطن بخير.