لا أؤمن بنظرية موت الأشياء.. الأشياء لا تموت؛ كل شيء يرحل أو يفنى يبقى أثره.. لذلك لست مؤمنة بموت الصحافة الورقية لمجرد بأن الشركة الوطنية للتوزيع ستتوقف عن توزيع الصحف الورقية نهاية شهر رمضان للعام الهجري 1444؛ الصحف باقية وإن توقفت أوراقها عن الطباعة؛ فالصحافة الورقية لها تاريخها وإرثها وعراقتها الأصيلة في محتواها ومهارات روادها وإعلامييها المهنية، وكونها انتقلت إلى العالم الإلكتروني فهذا هو مصيرها مثل البقية.
ليست الصحف الورقية وحدها التي توقفت عن الطباعة، وما يحدث لها هو نفسه ما تتطلبه المرحلة التطورية التي طالت كل شيء؛ فكل أجهزة الدولة وقطاعاتها وشركاتها تحولت إلى العالم الإلكتروني تماماً مثل صكوك المحاكم التي سبقت الصحافة وتحولت من الورق إلى العالم الإلكتروني وغيرها من أمورنا ومعاملاتنا الورقية تحولت إلى العالم الرقمي.
أقدّر حزن البعض وحنيني المعقود في جناح الورق الذي بدأت معه التحليق شغباً وكتابة ولكنه الواقع الذي لا بد أن نعيشه. ولا أُقدّر ادعاء البعض في موت الصحافة الورقية؛ لأن الصحافة لا تكون بالوسيلة سواء كانت بالورق أو الإلكتروني إنما تكون بالمحتوى الذي تقدمه بمهنية عالية.. الصحافة هي المهنية الإعلامية لا الوسيلة الإعلامية وتوقف توزيع الصحف الورقية لن يحجب الصحافة ولن يلغي تاريخها العريق وروادها وكتّابها؛ فقارئ اليوم صار يتابع صحيفته المفضلة والأخبار وكتّابه المفضلين من الصحف الأخرى محلية ودولية عبر «الجوال»، أما عشّاق الورق يمكنهم طباعة ما يريدون قراءته من الصحف عبر المنصات الإلكترونية للصحف.. كما يجب عليهم أن يثقفوا بأن هناك استخداماً متزايداً ومتصاعداً لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الصحافة بما لا يؤثر على العملية الصحافية وأخلاقيات المهنة كما أكدت بعض التقارير العلمية.
تبقى الصحافة جزءاً من عالم الإعلام الكبير والجديد وسينالها التطور والتغيير مثلها مثل كل وسائل الإعلام التقليدية والحديثة أيضًا، أقول هذا بعدما قرأت التقرير الصادر من معهد رويترز السنوي الذي كشف عن الاتجاهات في الصحافة والإعلام والتكنولوجيا في 2023، واعتمد على استطلاع 303 من منسوبي الصحافة من أكثر من 53 دولة وأكد تراجع الإعلانات بشكل كبير في الصحافة الورقية، وفي المقابل شهد إنفاق الناس والمجتمع على الاستهلاك في مجال الصحافة الورقية وارتفاع تكلفة الورق بالنسبة للناشرين وتخوفاً من تحديات جديدة في 2023.
ختاماً.. تلويحة عيدي للورق:
عيدٌ بأي حال عدت يا عيدُ..
بما مضي أم بأمر فيك تجديد..
أما الأحبة ف البيداء دونهمُ..
فيا ليت بيني وبينك بيدٌ دونها بيدُ
ليست الصحف الورقية وحدها التي توقفت عن الطباعة، وما يحدث لها هو نفسه ما تتطلبه المرحلة التطورية التي طالت كل شيء؛ فكل أجهزة الدولة وقطاعاتها وشركاتها تحولت إلى العالم الإلكتروني تماماً مثل صكوك المحاكم التي سبقت الصحافة وتحولت من الورق إلى العالم الإلكتروني وغيرها من أمورنا ومعاملاتنا الورقية تحولت إلى العالم الرقمي.
أقدّر حزن البعض وحنيني المعقود في جناح الورق الذي بدأت معه التحليق شغباً وكتابة ولكنه الواقع الذي لا بد أن نعيشه. ولا أُقدّر ادعاء البعض في موت الصحافة الورقية؛ لأن الصحافة لا تكون بالوسيلة سواء كانت بالورق أو الإلكتروني إنما تكون بالمحتوى الذي تقدمه بمهنية عالية.. الصحافة هي المهنية الإعلامية لا الوسيلة الإعلامية وتوقف توزيع الصحف الورقية لن يحجب الصحافة ولن يلغي تاريخها العريق وروادها وكتّابها؛ فقارئ اليوم صار يتابع صحيفته المفضلة والأخبار وكتّابه المفضلين من الصحف الأخرى محلية ودولية عبر «الجوال»، أما عشّاق الورق يمكنهم طباعة ما يريدون قراءته من الصحف عبر المنصات الإلكترونية للصحف.. كما يجب عليهم أن يثقفوا بأن هناك استخداماً متزايداً ومتصاعداً لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الصحافة بما لا يؤثر على العملية الصحافية وأخلاقيات المهنة كما أكدت بعض التقارير العلمية.
تبقى الصحافة جزءاً من عالم الإعلام الكبير والجديد وسينالها التطور والتغيير مثلها مثل كل وسائل الإعلام التقليدية والحديثة أيضًا، أقول هذا بعدما قرأت التقرير الصادر من معهد رويترز السنوي الذي كشف عن الاتجاهات في الصحافة والإعلام والتكنولوجيا في 2023، واعتمد على استطلاع 303 من منسوبي الصحافة من أكثر من 53 دولة وأكد تراجع الإعلانات بشكل كبير في الصحافة الورقية، وفي المقابل شهد إنفاق الناس والمجتمع على الاستهلاك في مجال الصحافة الورقية وارتفاع تكلفة الورق بالنسبة للناشرين وتخوفاً من تحديات جديدة في 2023.
ختاماً.. تلويحة عيدي للورق:
عيدٌ بأي حال عدت يا عيدُ..
بما مضي أم بأمر فيك تجديد..
أما الأحبة ف البيداء دونهمُ..
فيا ليت بيني وبينك بيدٌ دونها بيدُ