طاعة الله ذات مردود نفسي وعقلي وجسدي مفيد للإنسان؛ فكل عمل ابن آدم من الطاعات مرده له.
حرص الإسلام على بر الوالدين وقرن طاعتهما بطاعة الله، وجعل الإحسان إليهما من أعلى درجات الإحسان، وأكد على ذلك في مواضعَ كثيرة بنص الوحيين. يقول الله (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالدين إحسانًا)، (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وتكرر هذا الأمر الإلهي مرات عدة في القرآن، فالإسلام أولى اهتماماً كبيراً ببر الوالدين، وذكره مباشرة بعد الإيمان بالله وجعله من أعظم وأفضل الأعمال، وفي هذا إشارة إلى عظمتهما ودورهما الكبير في حياة الفرد، فهما من أنجباه وتكفلاه بالحب والرعاية والتوجيه والإرشاد، وهما من علماه فكانا له خير قدوة ودليل، وهما من رافقاه في مسيرته الصغيرة حتى أصبح راشداً له دوره ومكانته وأهميته في الحياة.
في صورة جميلة من صور البر والإحسان قد تكون في فكرتها ومضمونها جديدة على مجتمعنا
بعد وفاة المرحوم بإذن ربه عبدالله حسين موسى قام ابنه نزيه بجمع سيرة ومسيرة والده منذ أن كان شاباً صغيراً يمشي في دروب مكة المكرمة، حيث مولده ونشأته مروراً بمحطات حياته المختلفة شاباً في دكان والده في شارع الغزة إلى دراسته في مدرسة الرحمانيه وصولاً إلى مدرسة تحضير البعثات ودراسته لسنوات فيها، ثم انتقاله إلى مرحلة العمل موظفاً في شركة كهرباء جدة ليشهد تحولاتها حتى أصبحت الشركة السعودية للكهرباء، تمتد به الرحلة سنوات طويلة يشهد فيها توسع مدينة جدة وتمددها وحاجتها إلى الكهرباء وإسهامه في بناء المحطات والإشراف على تركيبها مثابرة وجداً وإخلاصاً حتى تقاعده وتفرغه لحياته الخاصة حتى توفاه الله.
جمع الابن البار نزيه كل تاريخ والده المكتوب وذهب يدوّن من أصدقاء والده ومحبيه ورفاق دربه كل كبيرة وصغيرة في حياته وضمها في كتاب جعل منه مرجعا تاريخيا عائليا موثقا بالصور والأرقام والأحداث، أطلق عليه (سيرة إنسان)، قدم له بعنوان رحيل مؤلم ومعانٍ خالدة، يقول فيه «ولولا يقين راسخ بحقيقة الموت الذي لا مفر منه ورؤية الجسد الطاهر المسجى أمامنا بكل وضاءته وهيبته التي لم ينتقص منها صعود الروح شيئاً بل زادها بهاءً وإشراقاً في مشهد البُشرى بحسن الخاتمة ما صدقنا الواقعة ولم نقوَ على هول اللحظة المؤلمة كأن والدي إنسان بمعنى الكلمة أخلص لربه ودينه ووطنه. نعم الأب الصالح والقدوة الحسنة والإنسان المؤثر لغيره بالخير والعطاء أعطى بلا منّ، ورفق بلا رياء، تغاضى عن الصغائر. كتب سيرته في القلوب بمداد العمل الصالح والذكرى الطيبة. كان معلماً بارعاً في التوجيه والإقناع، يطبق نظرية أن الأبناء يفعلون ما يرون لا ما يسمعون، لذا كان قدوة في كل تصرفاته للابن والحفيد وللصديق ولكل من يتعامل معه، فكان يعامل الآخرين كما يحب أن يعاملوه.
كان معتدل المشاعر عادلاً في توزيعها يوجه أبناءه بالحكمة والموعظة الحسنة. يعشق النظام ويحب الترتيب ويعتبر الولاء للوطن وحب القيادة أصالة وشرفاً.
كان -رحمه الله- مفعماً بالخير والمحبة وصلة الرحم ومساعدة الآخرين وملازمة كتاب الله قراءة وفهماً وحب الثقافة ومتابعة أحداث العالم والإتقان في العمل والإخلاص في المحبة. كان نعم الزوج في بيته ونعم الأب في تربيته ونعم الصديق في محبته.
صور جميلة معبرة أخذنا من خلالها الابن البار بوالده عبر رحلة طويلة امتدت عمراً من الزمن، نفتقدها اليوم في زحمة الحياة وتغير السلوكيات ووسائل التربية ومفاهيم الحياة.
ويضيف قائلاً هذا ما دفعني إلى توثيق سيرته وبذلها في معرض الافتخار، راجياً أن تكون قدوة لغيره وحتى يعرف ويتعرف أحفاده ممن عايشوه ومن هم في رحم الغيب بعد أي رجل عظيم كان جدهم الذي عاش بوقار ورحل بهدوء بعد أن خط على قلوبنا بمداد الصبر والعزيمة أغلى الدروس وأعظم القيم وأنبل المواقف فإن وفُقت في بلوغ الغاية النبيلة طي صفحات هذه السيرة فما ذاك إلا بتوفيق الله وعونه وإن قصرت عن ذلك فحسبي سلامة النية ونبل المقصد والسعي لوجه من وجوه البر لوالدي أسأل الله له الرحمة والمغفره.
حرصت على أن أهدي كل أفراد العائلة وذوي القربى والأرحام والأصدقاء نسخة من سيرته ليجدوا فيه صور القيم والأخلاق والتجارب ومعاملة الأبناء والأحفاد والأصدقاء وكيف تمضى الحياة الزوجيه على بساط المحبة والتواضع ببعض التنازلات والكلمة الطيبة.
هذا الكتاب هو مجرد محاولة مني لبره ورضاه واستمطار الرحمة عليه لقوله صلى الله عليه وسلم (من أرضى والديه فقد أرضى الله).
عمل متقن لسيرة طيبة لرجل عصامي حملتها دفتا هذا الكتاب أظهرت صورة جديدة بالبر بالوالدين وطاعتهما وإظهار الحب والاحترام لهما، والإحسان إليهما، والعمل على رضاهما، والحديث عنهما بكل أدب واحترام أحياء وأمواتا.
وأنا أقرأ فصول سيرة عبدالله حسين موسى شعرت بشعور الابن عندما يجسد حبه لوالده بذكر سيرته وتقديمها للأبناء والأحفاد ليحيي ذكراه بينهم فتُوجب له الرحمة فيعيش الابن شعور الإحساس بالرضا والسعادة، فالبر بالوالدين يُدخل الطمأنينة في النفس ويغذي الروح بالطاقة الإيجابية، ويعزز الشعور بجودة الحياة، ويساعد الإنسان على التخلص من التوتر والإجهاد ويُطلق هرمون الإندروفين أو هرمون السعادة الذي يساعد على الاسترخاء ويُعزز الصحة النفسية والعقلية ويحافظ عليها، لينعكس هذا حباً وسلاماً في المناخ الأسري، يتسرب عطره لكل المجتمع. محاولة طيبة لعمل صالح ينتفع به الميت بالرحمة والدعاء والأحياء بالقراءة والاهتداء، (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
حرص الإسلام على بر الوالدين وقرن طاعتهما بطاعة الله، وجعل الإحسان إليهما من أعلى درجات الإحسان، وأكد على ذلك في مواضعَ كثيرة بنص الوحيين. يقول الله (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالدين إحسانًا)، (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وتكرر هذا الأمر الإلهي مرات عدة في القرآن، فالإسلام أولى اهتماماً كبيراً ببر الوالدين، وذكره مباشرة بعد الإيمان بالله وجعله من أعظم وأفضل الأعمال، وفي هذا إشارة إلى عظمتهما ودورهما الكبير في حياة الفرد، فهما من أنجباه وتكفلاه بالحب والرعاية والتوجيه والإرشاد، وهما من علماه فكانا له خير قدوة ودليل، وهما من رافقاه في مسيرته الصغيرة حتى أصبح راشداً له دوره ومكانته وأهميته في الحياة.
في صورة جميلة من صور البر والإحسان قد تكون في فكرتها ومضمونها جديدة على مجتمعنا
بعد وفاة المرحوم بإذن ربه عبدالله حسين موسى قام ابنه نزيه بجمع سيرة ومسيرة والده منذ أن كان شاباً صغيراً يمشي في دروب مكة المكرمة، حيث مولده ونشأته مروراً بمحطات حياته المختلفة شاباً في دكان والده في شارع الغزة إلى دراسته في مدرسة الرحمانيه وصولاً إلى مدرسة تحضير البعثات ودراسته لسنوات فيها، ثم انتقاله إلى مرحلة العمل موظفاً في شركة كهرباء جدة ليشهد تحولاتها حتى أصبحت الشركة السعودية للكهرباء، تمتد به الرحلة سنوات طويلة يشهد فيها توسع مدينة جدة وتمددها وحاجتها إلى الكهرباء وإسهامه في بناء المحطات والإشراف على تركيبها مثابرة وجداً وإخلاصاً حتى تقاعده وتفرغه لحياته الخاصة حتى توفاه الله.
جمع الابن البار نزيه كل تاريخ والده المكتوب وذهب يدوّن من أصدقاء والده ومحبيه ورفاق دربه كل كبيرة وصغيرة في حياته وضمها في كتاب جعل منه مرجعا تاريخيا عائليا موثقا بالصور والأرقام والأحداث، أطلق عليه (سيرة إنسان)، قدم له بعنوان رحيل مؤلم ومعانٍ خالدة، يقول فيه «ولولا يقين راسخ بحقيقة الموت الذي لا مفر منه ورؤية الجسد الطاهر المسجى أمامنا بكل وضاءته وهيبته التي لم ينتقص منها صعود الروح شيئاً بل زادها بهاءً وإشراقاً في مشهد البُشرى بحسن الخاتمة ما صدقنا الواقعة ولم نقوَ على هول اللحظة المؤلمة كأن والدي إنسان بمعنى الكلمة أخلص لربه ودينه ووطنه. نعم الأب الصالح والقدوة الحسنة والإنسان المؤثر لغيره بالخير والعطاء أعطى بلا منّ، ورفق بلا رياء، تغاضى عن الصغائر. كتب سيرته في القلوب بمداد العمل الصالح والذكرى الطيبة. كان معلماً بارعاً في التوجيه والإقناع، يطبق نظرية أن الأبناء يفعلون ما يرون لا ما يسمعون، لذا كان قدوة في كل تصرفاته للابن والحفيد وللصديق ولكل من يتعامل معه، فكان يعامل الآخرين كما يحب أن يعاملوه.
كان معتدل المشاعر عادلاً في توزيعها يوجه أبناءه بالحكمة والموعظة الحسنة. يعشق النظام ويحب الترتيب ويعتبر الولاء للوطن وحب القيادة أصالة وشرفاً.
كان -رحمه الله- مفعماً بالخير والمحبة وصلة الرحم ومساعدة الآخرين وملازمة كتاب الله قراءة وفهماً وحب الثقافة ومتابعة أحداث العالم والإتقان في العمل والإخلاص في المحبة. كان نعم الزوج في بيته ونعم الأب في تربيته ونعم الصديق في محبته.
صور جميلة معبرة أخذنا من خلالها الابن البار بوالده عبر رحلة طويلة امتدت عمراً من الزمن، نفتقدها اليوم في زحمة الحياة وتغير السلوكيات ووسائل التربية ومفاهيم الحياة.
ويضيف قائلاً هذا ما دفعني إلى توثيق سيرته وبذلها في معرض الافتخار، راجياً أن تكون قدوة لغيره وحتى يعرف ويتعرف أحفاده ممن عايشوه ومن هم في رحم الغيب بعد أي رجل عظيم كان جدهم الذي عاش بوقار ورحل بهدوء بعد أن خط على قلوبنا بمداد الصبر والعزيمة أغلى الدروس وأعظم القيم وأنبل المواقف فإن وفُقت في بلوغ الغاية النبيلة طي صفحات هذه السيرة فما ذاك إلا بتوفيق الله وعونه وإن قصرت عن ذلك فحسبي سلامة النية ونبل المقصد والسعي لوجه من وجوه البر لوالدي أسأل الله له الرحمة والمغفره.
حرصت على أن أهدي كل أفراد العائلة وذوي القربى والأرحام والأصدقاء نسخة من سيرته ليجدوا فيه صور القيم والأخلاق والتجارب ومعاملة الأبناء والأحفاد والأصدقاء وكيف تمضى الحياة الزوجيه على بساط المحبة والتواضع ببعض التنازلات والكلمة الطيبة.
هذا الكتاب هو مجرد محاولة مني لبره ورضاه واستمطار الرحمة عليه لقوله صلى الله عليه وسلم (من أرضى والديه فقد أرضى الله).
عمل متقن لسيرة طيبة لرجل عصامي حملتها دفتا هذا الكتاب أظهرت صورة جديدة بالبر بالوالدين وطاعتهما وإظهار الحب والاحترام لهما، والإحسان إليهما، والعمل على رضاهما، والحديث عنهما بكل أدب واحترام أحياء وأمواتا.
وأنا أقرأ فصول سيرة عبدالله حسين موسى شعرت بشعور الابن عندما يجسد حبه لوالده بذكر سيرته وتقديمها للأبناء والأحفاد ليحيي ذكراه بينهم فتُوجب له الرحمة فيعيش الابن شعور الإحساس بالرضا والسعادة، فالبر بالوالدين يُدخل الطمأنينة في النفس ويغذي الروح بالطاقة الإيجابية، ويعزز الشعور بجودة الحياة، ويساعد الإنسان على التخلص من التوتر والإجهاد ويُطلق هرمون الإندروفين أو هرمون السعادة الذي يساعد على الاسترخاء ويُعزز الصحة النفسية والعقلية ويحافظ عليها، لينعكس هذا حباً وسلاماً في المناخ الأسري، يتسرب عطره لكل المجتمع. محاولة طيبة لعمل صالح ينتفع به الميت بالرحمة والدعاء والأحياء بالقراءة والاهتداء، (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).