-A +A
مي خالد
المدرسة الفكرية الثانية التي يمكن اعتبارها تقرأ التاريخ قراءة معاكسة لنظرية الرجل العظيم وهي الأكثر حداثة: مدرسة ما بعد الحداثة، التي أسسها ونشرها الفيلسوف الفرنسي والناقد الاجتماعي ميشيل فوكو.

على الرغم من أن فوكو كتب معظم أعماله الرئيسية خلال الستينيات، إلا أن إرثه الفكري سيأتي بعد جيل أو أكثر، والمعروف باسم «التصحيح السياسي». ربما لم يكن ميشيل فوكو مسؤولاً بشكل مباشر عن التصحيح السياسي، لكن كانت كتاباته مؤثرة للغاية.


إن جوهر ما بعد الحداثة هو أن مفهوم الحقيقة غير موجود، وأن لها نتائج نسبية؛ لذلك، لا توجد موضوعية، ولا يوجد بحث هادف أو عرض للأدلة، لأن مثل هذا البحث وهذا الافتراض غير موجود.

فيما يتعلق بالتأريخ، كانت ما بعد الحداثة وتوأمها التصحيح السياسي، النهج السائد والشامل تجاه البحث والكتابة وتدريس التاريخ في المستويات الثانوية والجامعية داخل الولايات المتحدة لأكثر من 25 سنة.. إنها فلسفة وحركة اجتماعية على يسار الماركسية.

ومع ذلك، فإن كلاً من التأريخ الماركسي وما بعد الحداثي يشتركان في شيء واحد، وهو الازدراء المتبادل للفردية والمركزية وحتى للرومانسية.

بالنسبة للماركسيين وما بعد الحداثيين، لم يحدد الأفراد أبداً النتائج التاريخية، فقد تم تطويرها دائماً وتقدمها وتحديدها من قبل الجماهير والمواطنين الناشطين.

بالنسبة للماركسيين وما بعد الحداثيين، لا «يصنع الإنسان العصر ولا الزمن يصنع الإنسان»، لأن الإنسان؛ أي الفرد، إما نخبوي أو فرد غير موجود.

ولأن فكرة الفرد هو نتاج بناء اجتماعي. في كلتا الحالتين، كان فقدان الفردية التاريخية أمراً محورياً لكل من هاتين الحركتين المذكورتين في مقالنا أعلاه ومقال الأسبوع الماضي.