تدخل الحرب في السودان يومها الثاني عشر دون أن يلوح في الأفق حل سياسي يوقف الصراع بالرغم من كل الدعوات العربية والدولية، ولعل السبب الأهم هو العوامل الداخلية التي أوصلت البلاد إلى الحرب، وبالتالي التأثير الدولي محدود. التدخلات الإقليمية والدولية تسير في ثلاثة مسارات: الأول البحث عن تسوية سياسية لأزمة دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني؛ تلك الأزمة التي فجرت الأحداث، وفي هذا الإطار تبدو الهوة كبيرة بين الطرفين لأن الجيش يبدو مصمماً على توحيد البندقية والوصول إلى جيش واحد تحت قيادة واحدة، بالمقابل ترى قوات الدعم السريع أن دمجها في الجيش يعني القضاء عليها والقضاء على المستقبل السياسي لقائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)؛ لذلك فإن هذه الحرب تعني فشل الحل السياسي المطروح سودانيّاً الذي تجسد في الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه في ديسمبر الماضي. لذلك فإن طريق التسوية السياسية يبدو مغلقاً مع كل المحاولات التي طرحت على المستوى الإقليمي. أما المسار الثاني فهو البحث عن وقف لإطلاق نار مستدام، وهذا الطريق يبدو مغلقاً أمام الجهود الدولية؛ لأن الرهان انحصر لدى الطرفين في الحل العسكري وتحقيق نصر كاسح، ويعود ذلك لسببين، هما: توفر السلاح لدى الطرفين، وانعدام الأفق السياسي، يبقى المسار الثالث وهو العمل على توقيع هدن محدودة بما يسمح بإيصال المؤن للمدنيين وكذا إجلاء المدنيين والمحاصرين، وقد كان وما زال للمملكة العربية السعودية دور فعال، ويمكن أن يزداد خلال الفترة القادمة، وقد تجلى هذا الدور بإرسال سفينة لإجلاء مواطنين سعوديين وأجانب.
التأثير المحدود للأطراف الخارجية لا يعني أن هذا الوضع سيبقى إلى أمدٍ بعيد، فاستمرار الصراع لفترة طويلة سيؤدي إلى حاجة متنامية لدى الطرفين لداعم أو داعمين، فهذا الصراع بحاجة إلى تمويل وسلاح مما يجعل السودان فريسة لتدخلات خارجية، عند ذلك يمكن الحديث عن تأثير خارجي ويمكن الحديث عن أدوات تمتلكها تلك الأطراف الخارجية يمكن من خلالها الضغط لإيجاد تسوية، ولكن حتى ذلك الحين يبدو جدار الأزمة عالياً وسميكاً. يبقى هناك جانبان تأثيرهما محدود، ولكن يمكن استغلالهما لتحقيق هدن ضرورية أو حتى الوصول إلى بدء مفاوضات، الجانب الأول هو حاجة كلا الطرفين إلى المشروعية الدولية، وهذا قد يدفعهما إلى الاستجابة لبعض المناشدات حتى لا يدخلا في مواجهة مع المجتمع الدولي هما في غنى عنها. أما الجانب الآخر فهي العلاقة الشخصية للرجلين البرهان وحميدتي مع أطراف إقليمية ودولية مما يسمح بالتواصل معهما والوصول إلى أرضية مشتركة، ولكن هذا بحاجة لوقت، والوقت ثمنه دماء ودموع ومآسٍ.
التأثير المحدود للأطراف الخارجية لا يعني أن هذا الوضع سيبقى إلى أمدٍ بعيد، فاستمرار الصراع لفترة طويلة سيؤدي إلى حاجة متنامية لدى الطرفين لداعم أو داعمين، فهذا الصراع بحاجة إلى تمويل وسلاح مما يجعل السودان فريسة لتدخلات خارجية، عند ذلك يمكن الحديث عن تأثير خارجي ويمكن الحديث عن أدوات تمتلكها تلك الأطراف الخارجية يمكن من خلالها الضغط لإيجاد تسوية، ولكن حتى ذلك الحين يبدو جدار الأزمة عالياً وسميكاً. يبقى هناك جانبان تأثيرهما محدود، ولكن يمكن استغلالهما لتحقيق هدن ضرورية أو حتى الوصول إلى بدء مفاوضات، الجانب الأول هو حاجة كلا الطرفين إلى المشروعية الدولية، وهذا قد يدفعهما إلى الاستجابة لبعض المناشدات حتى لا يدخلا في مواجهة مع المجتمع الدولي هما في غنى عنها. أما الجانب الآخر فهي العلاقة الشخصية للرجلين البرهان وحميدتي مع أطراف إقليمية ودولية مما يسمح بالتواصل معهما والوصول إلى أرضية مشتركة، ولكن هذا بحاجة لوقت، والوقت ثمنه دماء ودموع ومآسٍ.