وكأن هذا الشرق المبتلى لا يُرادُ له أن ينعتق من الأزمات والحروب والمواجع، فما أن بدأت سوريا واليمن بالتعافي بعد سنوات عجاف، عانتا فيها من كل الأوجاع والتعب والفوضى حتى كادتا أن تنزلقا في طريق لا عودة منه، في سوريا تحول السوريون إلى لاجئين في الأرض بعدما هُدمت البيوت واقتتل الإخوة وسالت الدماء وارتفعت البنادق بدلاً من السنابل وانتشرت روائح البارود بدلًا من روائح الياسمين التي اشتهرت بها دمشق الفيحاء.
وفي اليمن كانت التدخلات الإقليمية برضا بعض الأطراف الدولية هي السبب لتحويل اليمن لمنصة للحرب على السعودية، وهي ما دفعت اليمنيين للاقتتال، اليوم هناك فرصة تلوح في أفق اليمنيين بسبب العزيمة السعودية كوسيط مقبول بين الأطراف، وعلى اليمنيين من مسؤولية تاريخية ووطنية عدم تفويتها حفاظاً على مستقبل اليمن واليمنيين.
السودان قبل أيام من العيد انزلق هو الآخر في طريق لا رجعة فيه وحتى لو توقف القتال فإن النفوس لا يمكن أن تعود كما كانت.
وكأن صوت هذا العيد هو صوت المتنبي الذي أنشد ذات يومٍ (عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ.. بما مضى أم بأمر فيه تجديدُ).
سيناريو غزة قد يكون الأقرب، فما يحصل في السودان قتال نفوذ وإزاحة والحصول على مساحات، أكثر منه إلغاء للآخر، خاصة أن الطرفين غير قادرين على حسم المعركة، إضافة إلى أن القوى الراعية للسودان سواء كانت دولية أو إقليمية لن تسمح بانزلاق كامل، وستسفر الحالة السودانية عن انسحاب القوى إلى مواقع نفوذ، لكن الفوضى والدمار الذي حدث ستبقى آثاره في النفوس لسنوات طويلة، كما أن الاقتصاد السوداني مثقل بالديون والمشاكل وسينهار كلياً بسبب انهيار منظومة الدولة، وهو ما يعني تدمير الإنسان السوداني الذي عانى أساساً من تنمية ضعيفة لم ترق للحد الأدنى الذي تمناه.
يبدو أن الإقليم في الطريق إلى نموذج مفضل لدى الغرب، وهو شكل (اللادولة)، والموجود في ليبيا واليمن ولبنان وإلى حد ما في العراق وسوريا.
هذا النموذج يمنح الغرب القدرة على السيطرة على الموارد التي تمتلكها تلك الدول، دون فواتير تدفعها للحكومات، أو تنازلات، وأيضاً التخلي عن مسؤولية رعاية الإقليم من أجل موارده، إذن المعادلة الغربية تقول (نغادر الشرق الأوسط المليء بالتناحر، مع حفاظنا على الموارد التي تهمنا أكثر من البشر).
في ليبيا وسوريا مثلاً مكامن النفط يسيطر عليها الأمريكان، وخارج تلك الآبار لا يهم الأمريكان ماذا يحصل من حرائق من قتل ودمار وليست معنية أبداً بإطفائها، وإذا راجعنا في السنوات العشر الماضية من عمر الأزمة السورية والليبية، سنرى أن التدخل الغربي في سوريا وليبيا، تدخل جراحي فقط، دون الخوض في تفاصيل العملية السياسية أو حل الأزمة والحروب.
هل سيتوقف الأمر على السودان ؟! كل المؤشرات تقول إن مزيداً من الدول ستنزلق إلى الاقتتال والاحتراب ما لم تعِ الشعوب والقوى السياسية النافذة فيها أنه طريق لا رجعة فيه، وأن العالم لن يكون رحيماً بهم أكثر من أنفسهم، وكل ما سيحصلون عليه دعوات وتمنيات.
وفي اليمن كانت التدخلات الإقليمية برضا بعض الأطراف الدولية هي السبب لتحويل اليمن لمنصة للحرب على السعودية، وهي ما دفعت اليمنيين للاقتتال، اليوم هناك فرصة تلوح في أفق اليمنيين بسبب العزيمة السعودية كوسيط مقبول بين الأطراف، وعلى اليمنيين من مسؤولية تاريخية ووطنية عدم تفويتها حفاظاً على مستقبل اليمن واليمنيين.
السودان قبل أيام من العيد انزلق هو الآخر في طريق لا رجعة فيه وحتى لو توقف القتال فإن النفوس لا يمكن أن تعود كما كانت.
وكأن صوت هذا العيد هو صوت المتنبي الذي أنشد ذات يومٍ (عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ.. بما مضى أم بأمر فيه تجديدُ).
سيناريو غزة قد يكون الأقرب، فما يحصل في السودان قتال نفوذ وإزاحة والحصول على مساحات، أكثر منه إلغاء للآخر، خاصة أن الطرفين غير قادرين على حسم المعركة، إضافة إلى أن القوى الراعية للسودان سواء كانت دولية أو إقليمية لن تسمح بانزلاق كامل، وستسفر الحالة السودانية عن انسحاب القوى إلى مواقع نفوذ، لكن الفوضى والدمار الذي حدث ستبقى آثاره في النفوس لسنوات طويلة، كما أن الاقتصاد السوداني مثقل بالديون والمشاكل وسينهار كلياً بسبب انهيار منظومة الدولة، وهو ما يعني تدمير الإنسان السوداني الذي عانى أساساً من تنمية ضعيفة لم ترق للحد الأدنى الذي تمناه.
يبدو أن الإقليم في الطريق إلى نموذج مفضل لدى الغرب، وهو شكل (اللادولة)، والموجود في ليبيا واليمن ولبنان وإلى حد ما في العراق وسوريا.
هذا النموذج يمنح الغرب القدرة على السيطرة على الموارد التي تمتلكها تلك الدول، دون فواتير تدفعها للحكومات، أو تنازلات، وأيضاً التخلي عن مسؤولية رعاية الإقليم من أجل موارده، إذن المعادلة الغربية تقول (نغادر الشرق الأوسط المليء بالتناحر، مع حفاظنا على الموارد التي تهمنا أكثر من البشر).
في ليبيا وسوريا مثلاً مكامن النفط يسيطر عليها الأمريكان، وخارج تلك الآبار لا يهم الأمريكان ماذا يحصل من حرائق من قتل ودمار وليست معنية أبداً بإطفائها، وإذا راجعنا في السنوات العشر الماضية من عمر الأزمة السورية والليبية، سنرى أن التدخل الغربي في سوريا وليبيا، تدخل جراحي فقط، دون الخوض في تفاصيل العملية السياسية أو حل الأزمة والحروب.
هل سيتوقف الأمر على السودان ؟! كل المؤشرات تقول إن مزيداً من الدول ستنزلق إلى الاقتتال والاحتراب ما لم تعِ الشعوب والقوى السياسية النافذة فيها أنه طريق لا رجعة فيه، وأن العالم لن يكون رحيماً بهم أكثر من أنفسهم، وكل ما سيحصلون عليه دعوات وتمنيات.