في حياتنا اليومية، نمر بمواقف اجتماعية متعددة ونلتقي اشخاصاً لهم نظريات ذاتية تجاه المجتمع تبدو قاسية وغريبة بعض الشيء، وهذا لا يعني أن آراءهم لا قيمة لها أو أنها شاطحة، ولكن طريقة تقديمها للآخرين تكون في الغالب صادمة لمن يعتقدون أن أمورنا الاجتماعية مثالية، وأن أية تغيرات تطرأ عليها تمثل خطراً على قضايا التماسك الأسري أو الهوية بشكل عام، التقيت أحدهم مؤخراً في نادٍ للياقة البدنية وهو منفتح ومعبّر عن آرائه الاجتماعية بكل شفافية، ولكنه في الوقت نفسه حاد بنقده لما يعتقد أنه سلوكيات سلبية اجتماعية، مثلاً هو يسخر من كثرة وحدة النقاشات الرياضية من قبل المجتمع، التي تستهلك الساعات من حياتهم اليومية سواءً في مواقع التواصل الاجتماعي أو في البرامج الرياضية، والتي أصبحت تشبه استعراضات السيرك مما يحدث فيها من مشاحنات ومشادات وشتائم بين المحللين الرياضيين الذين يفترض أن يكونوا قدوة للجماهير والمتابعين للشأن الرياضي. المهم أن صاحبنا يضحك ملء شدقيه على ضخامة أجسام هؤلاء المنظرين لعالم الكرة وللمتابعين ويصفهم بالمتناقضين بين ما يتحدثون عنه من ضعف لياقة اللاعبين وهم أنفسهم لا يستطيعون الحركة من ثقل أوزانهم للأسف، ويرجع ذلك إلى مسألة الاستراحات لدينا وقضاء الساعات فيها يومياً منهم ومن غيرهم كل يوم، تاركين بيوتهم وحياتهم الأسرية خلفهم وكأنهم يهربون منها لأسبابهم الخاصة ويرجع هذا التناقض إلى وجبات الكبسات وأكل التيوس ليلاً في تلك الاستراحات، وبهذا السلوك تزداد الأجساد انتفاخاً ويكثر انتشار أمراض العصر فتكاً بأفراد المجتمع رغم محاولة البعض ممارسة رياضة المشي لأمتار في محيط استراحتهم بعد دبغهم لولائم التيوس كل ليلة، وللأسف النهايات محزنة ونسمعها تردد عندما نفقد عزيزاً علينا بأن صحته كانت مثالية، ولكننا لا نعرف عن سلوكه الغذائي والحركي فقد تبدو هيأته مثالية، ولكن أمراض العصر من ضغط وسكري وضغوط نفسية تفتك فينا وتقتلنا دون إنذار مسبق، والأسباب هي نظرية أكل «التيس» ليلياً دون أي نشاط بدني حقيقي.
صاحب هذه النظرية يتساءل، ومعه حق، أن بعض سلوكنا الاجتماعي يحتاج إعادة هندسة فكيف لبنتك المتزوجة أن تزورك مع أطفالها وتبقى عندك إلى منتصف الليل وأطفالها عندهم مدارس غداً صباحاً، هذه السلوكيات ومثلها كثيرة رغم ادعاء المثاليات في المجالس أو في قروبات «الواتساب». وكم أعجبني قرارات وزارة التعليم في السنوات الأخيرة فأصبحت حازمة بقرارات العودة للمدارس بعد الإجازات الطويلة والقصيرة رغم أن بعضها يبدأ في نهاية الأسبوع، الإجازات التي كانت تمنح في آخر لحظة انتهت إلى غير رجعة، هذا ما نحتاجه للقضاء على السلوك الاجتماعي المتناقض الذي يدعي المثالية ويعمل نقيضها على مستويات كثيرة.
صاحب هذه النظرية يتساءل، ومعه حق، أن بعض سلوكنا الاجتماعي يحتاج إعادة هندسة فكيف لبنتك المتزوجة أن تزورك مع أطفالها وتبقى عندك إلى منتصف الليل وأطفالها عندهم مدارس غداً صباحاً، هذه السلوكيات ومثلها كثيرة رغم ادعاء المثاليات في المجالس أو في قروبات «الواتساب». وكم أعجبني قرارات وزارة التعليم في السنوات الأخيرة فأصبحت حازمة بقرارات العودة للمدارس بعد الإجازات الطويلة والقصيرة رغم أن بعضها يبدأ في نهاية الأسبوع، الإجازات التي كانت تمنح في آخر لحظة انتهت إلى غير رجعة، هذا ما نحتاجه للقضاء على السلوك الاجتماعي المتناقض الذي يدعي المثالية ويعمل نقيضها على مستويات كثيرة.