الولايات المتحدة استفادت من علاقاتها مع السعودية طوال مدة تحالفها وشراكتها الصادقة مع السعودية، كما استفادت السعودية من الصداقة الأمريكية في جوانب كثيرة، التي بدأت عام 1933 عندما تأسست أول علاقات دبلوماسية كاملة. على الرغم من الاختلافات بين البلدين؛ حيث تتمتع الولايات المتحدة بنظام حكم جمهوري دستوري، بينما تطبق السعودية النظام الملكي الإسلامي. كانت الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع المملكة طالما أنها مستمرة في الحفاظ على تدفق النفط الذي يدعم سياسات الأمن القومي الأمريكية، كما استمر البلدان متحالفين في معارضة الشيوعية، وفي دعم استقرار أسعار النفط؛ استقرار حقول النفط وشحنه في الخليج العربي، إلا أن واشنطن، خاصة في عهد إدارة باراك أوباما، أصبحت العلاقة بين البلدين متوترة، وشهدت تراجعاً كبيراً، ولم تراع واشنطن الاختلاف بين البلدين، وتبنت سياسات في المنطقة من شأنها الإضرار بأمن السعودية وتدمير المنطقة وإحلال الفوضى، كما حدث في العراق وليبيا. ومن الملاحظ أن واشنطن لم تُعر أي اهتمام في بداية العلاقة مع السعودية لرغبة بريطانيا في ذلك الوقت الذي كانت تواجه فيه مشاكل عديدة في الشرق الأوسط قبل رحيلها عن المنطقة، حيث سعى الإنجليز إلى محاولة تحجيم الدور السعودي المناهض لها ولمصالحها، فيما كانت الولايات المتحدة تسعى لتثبيت أقدامها في الشرق الأوسط عبر بوابة السعودية، وحاولت بريطانيا إقناع الولايات المتحدة بأهمية «اتباع سياسة متشددة»؛ لأن السعودية معادية للغرب وغير ذلك من حجج تذرعت بها لإفساد العلاقة.
مائة عام مضت على العلاقة السعودية مع واشنطن والغرب، وما زالت نفس الحجج تُستخدم من قبل واشنطن والمعسكر الغربي عندما يرون أن مصالحهم لا تتماشى مع مصالح المنطقة وكأن لسان الحال يقول لهم: «اللي تغلب به العب به».
اليوم واشنطن تعيد رسم سياستها في المنطقة تحت ضغط الحرب في أوكرانيا والتغييرات التي أفرزتها. والتأريخ يثبت دائماً أن واشنطن تسعى فقط للاستفادة من السعودية مقابل مصالح مؤقتة والتزامات تستطيع واشنطن التنصل منها وقت ما تشاء وعندما تستوفي مصلحتها. وقد أثبتت الأحداث وعبر التأريخ أن السعودية تحسن التعامل مع كافة الإدارات الأمريكية التي تقوم بخلط الأوراق وإثارة المشاكل التي تستغلها واشنطن لصالحها.
واشنطن ترغب في تحقيق ما يلي:
أولاً: إعادة خلط الأوراق في المنطقة؛ وذلك بإعادة التموضع والتراجع عن الخروج السريع الذي قامت به في السابق بافتراض أن الصراعات الإقليمية ستتضاعف، الأمر الذي صار عكس ما كان مخططاً له.
ثانياً: إعادة إسرائيل من بوابة المصالحة العربية التي تهدف إلى ضمان أمن إسرائيل على حساب أمن المنطقة.
ثالثاً: محاصرة الصين والتضييق عليها في المنطقة؛ وذلك بعودة واشنطن من خلال اتفاقيات أمنية ونووية سلمية واقتصادية وصناعية.
رابعاً: تأمين هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي من خلال ارتباط البترول والسعودية بالدولار كعملة معيارية مرتبطة به وبالتقييم لسعره.
خامساً: إعادة إدارة صراعات المنطقة من خلال كسب السعودية حليفاً موثوقاً به، فقد ثبت لواشنطن أن ثبوت قدميها في الشرق الأوسط لا غنى لها فيه عن السعودية، التي تسعى كل القوى الراغبة في الدخول للمنطقة إلى حسن التعاون معها.
إن ما ترغب واشنطن تحقيقه باختصار دوام هيمنتها وسيطرتها واستمرار عملتها غير مرتبطة بالذهب أو غيره، مما يساعدها على شراء العالم مقابل أوراق مطبوعة.
مائة عام مضت على العلاقة السعودية مع واشنطن والغرب، وما زالت نفس الحجج تُستخدم من قبل واشنطن والمعسكر الغربي عندما يرون أن مصالحهم لا تتماشى مع مصالح المنطقة وكأن لسان الحال يقول لهم: «اللي تغلب به العب به».
اليوم واشنطن تعيد رسم سياستها في المنطقة تحت ضغط الحرب في أوكرانيا والتغييرات التي أفرزتها. والتأريخ يثبت دائماً أن واشنطن تسعى فقط للاستفادة من السعودية مقابل مصالح مؤقتة والتزامات تستطيع واشنطن التنصل منها وقت ما تشاء وعندما تستوفي مصلحتها. وقد أثبتت الأحداث وعبر التأريخ أن السعودية تحسن التعامل مع كافة الإدارات الأمريكية التي تقوم بخلط الأوراق وإثارة المشاكل التي تستغلها واشنطن لصالحها.
واشنطن ترغب في تحقيق ما يلي:
أولاً: إعادة خلط الأوراق في المنطقة؛ وذلك بإعادة التموضع والتراجع عن الخروج السريع الذي قامت به في السابق بافتراض أن الصراعات الإقليمية ستتضاعف، الأمر الذي صار عكس ما كان مخططاً له.
ثانياً: إعادة إسرائيل من بوابة المصالحة العربية التي تهدف إلى ضمان أمن إسرائيل على حساب أمن المنطقة.
ثالثاً: محاصرة الصين والتضييق عليها في المنطقة؛ وذلك بعودة واشنطن من خلال اتفاقيات أمنية ونووية سلمية واقتصادية وصناعية.
رابعاً: تأمين هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي من خلال ارتباط البترول والسعودية بالدولار كعملة معيارية مرتبطة به وبالتقييم لسعره.
خامساً: إعادة إدارة صراعات المنطقة من خلال كسب السعودية حليفاً موثوقاً به، فقد ثبت لواشنطن أن ثبوت قدميها في الشرق الأوسط لا غنى لها فيه عن السعودية، التي تسعى كل القوى الراغبة في الدخول للمنطقة إلى حسن التعاون معها.
إن ما ترغب واشنطن تحقيقه باختصار دوام هيمنتها وسيطرتها واستمرار عملتها غير مرتبطة بالذهب أو غيره، مما يساعدها على شراء العالم مقابل أوراق مطبوعة.