-A +A
مي خالد
‏كتبت في هذه الزاوية قبل سنوات مقالاً عن تسارع العلوم أقول فيه إن العلوم تتطور وتتسارع، بحيث إن كل ما اكتشفته البشرية في القرن الماضي يتضاعف كل عام كمياً حسب عدد براءات الاختراع وعدد الدراسات والأبحاث المنشورة في المجلات العلمية المرموقة، ثم استغرق الأمر مني سنوات كي أفهم أن هناك فجوة ما، فإنك كشخص عادي لا تلمس أي تغيير أو تطور مبهر نشأ عن هذا التسارع، فالطب هو الطب والمدارس ما زالت تُجلس الطلاب على مقاعد وأمامهم سبورة غبية وسياراتنا لا تطير، كل شيء بالنسبة لشخص ولد في أواخر القرن الماضي ما زال وكأنه في القرن الماضي.

‏في مجال الفيزياء والعلوم الذي أبقي نفسي على اطلاع عليه من باب الفضول الأدبي وليس العلمي، أستطيع أن أؤكد لكم أن آخر اكتشاف عظيم في الفيزياء تم اكتشافه في القرن الماضي وهي النسبية العامة، وكذلك أهم اكتشاف في الطب والأحياء، اكتشفوا الحمض النووي في القرن الماضي، أما الأفكار الكبرى مثل الجدول الدوري والنشاط الإشعاعي أو الكهرباء فإننا لا نزال نقف على نفس النقطة منذ القرن الماضي ولم تتطور، واكتشف المجال الكهرومغناطيسي منذ عام 1873م، واكتشف الحمض النووي عام 1878م، والنسبية العامة عام 1915م، أما الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية فهي موجودة في القرن التاسع عشر والصواريخ معروفة منذ عشرينيات القرن الماضي.


لعل أغلبنا يشاهد ويقرأ تنبؤات لأشخاص عاديين من القرن الماضي يتم سؤالهم عن تصوراتهم عن حياة الناس في القرن الواحد والعشرين ولو بعث هؤلاء من مراقدهم لأصيبوا بخيبة أمل كبيرة، فحياتنا قريبة جداً من حياتهم غير أننا نسمي (التليغراف) تويتر.

العلوم الأساسية لم تتطور والنظريات الكبرى توقفت أمام سد أو حائط وكل ما يتسارع هو تسليع العلوم وصناعة اختراعات قابلة للتسليع والشراء ومن ذلك منتجات الذكاء الصناعي.