الحرب رغم قسوتها وفظاعتها وضحاياها وآلامها ومآسيها وتشريدها للبشر وتهجيرهم وهدم المدن والقرى والمنتجعات والمنازل والمصحات وتعطل الدراسة والتعليم والقتل والإصابات، ولها آثار طويلة الأمد على اقتصاد البلد. وللنزاع المسلح عواقب سلبية غير مباشرة مهمة على البنية التحتية وتوفر الخدمات الصحية العامة والنظام الاجتماعي. وما إلى ذلك من خسائر وأضرار يصعب تعويضها ونسيانها، إلا أن هناك جانباً مفيداً يخرج من بين المرارة والحزن والدماء وأشلاء الأبرياء.
الحرب الدائرة بين روسيا والغرب تجري على ساحة وأرض أوكرانيا ووقودها الأوكرانيون، أراد منها الغرب القضاء على طموحات روسيا وتفتيتها والحصول على ثرواتها والقضاء على حضارة ضاربة العمق والتأريخ، غير أن الرياح لم تجرِ بما يشتهيه الغرب، حيث سارت خلاف ذلك. فقد استطاعت روسيا أن تستفيد منها على عدة جهات.
١- اقتصادياً: على الرغم من الأضرار الكبيرة التي أصابت الاقتصاد الروسي من جراء العقوبات الاقتصادية غير أنها نبهت الدب الروسي إلى أهمية التركيز على التصنيع وخاصة في المجالات الحيوية كالدواء والغذاء والصناعات الحربية والاهتمام بالزراعة وسلاسل الإمدادات والنقل، والانفكاك من سطوة وهيمنة الدولار، والنظام المالي الغربي، وتطوير النظام المالي الروسي والشفافية والمصداقية.
٢- الجانب العسكري كان له نصيب الأسد سواء على صعيد تطوير المعدات العسكرية، والاستفادة من دروس الحرب وتطوير جوانب الضعف في المنظومة العسكرية، واختبار المعدات الجديدة، ومضاعفة الإنتاج العسكري، والاستفادة من الأسلحة والذخائر القديمة وتطويرها حتى أصبحت القنابل العادية بقليل من التعديل قنابل موجهة، أو الانزلاقية، التي تطلق من طائرات حربية، قادرة على التحليق بمفردها لنحو 70 كيلومتراً. وهذا يعني أن استخدامها يوفر على الطائرات الروسية الدخول في مناطق تغطيها الدفاعات الجوية الأوكرانية. القنابل مزودة بأجنحة ويمكنها الطيران على علو منخفض جداً لا تغطيه رادارات أنظمة الدفاع الجوي. كما طورت روسيا بنادق لاصطياد الطائرات المسيّرة. كما كشفت هذه الحرب عن زيف الدعاية الغربية عن السلاح الروسي الذي أثبت في الماضي فعاليته كحرب ٦ أكتوبر، وأثبتت التقارير عن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا فعالية السلاح الروسي، على الرغم من الدعاية المضادة.
٣- الجانب الطبي: دائماً الحروب رغم مآسيها فإن الجانب الطبي يتطور ليواكب الحاجات الإنسانية التي تتسبب فيها الفظائع والأهوال الناتجة عن هذه الحروب، وهناك كثير من الإنجازات الطبية سواء من ناحية العلاج أو الدواء أو الخدمة، وعلى سبيل المثال ابتكر الروس طريقة جديدة في الطب العسكري الروسي لإعادة تأهيل الأطراف بعد الإصابات، حيث تمكن الأطباء العسكريون الروس من ابتكار طريقة جديدة لإعادة تأهيل كامل للذراع والساق بعد الإصابة بالشظايا وخلال التفجيرات، وهي تسمح بإعادة تكوين عظام الجرحى بشكل فعال.
٤- الجانب السياسي: تسببت الحرب في تدهور العلاقات بين روسيا والدول الغربية، مما أدى إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على روسيا. كما أدت الحرب إلى زيادة التوتر في المنطقة بشكل عام، وتسببت في تشتت الأطراف المتنازعة وتهديدها للأمن الإقليمي، وتسببت الحرب في تصعيد التوتر داخل الحكومة الأوكرانية وتغيير في الأحداث السياسية الداخلية للبلد. وبشكل عام، فقد شهدت الحرب في أوكرانيا تأثيرات سياسية واقتصادية واجتماعية مدمرة، ما زالت تتأثر بها المنطقة حتى الآن. غير أن النتائج الإيجابية الزلزالية التي أحدثتها الحرب من الناحية السياسية أهمها إزاحة أمريكا كقطب واحد وأزاحت واشنطن من منصب شرطي العالم والحد من الهيمنة والسيطرة على موارد الشعوب، كما أظهرت وكشفت هذه الحرب عدم التزام واشنطن بمصلحة حلفائها مما تسبب في نشوء تحفظات ضد سياسات أمريكا بالنسبة لحلفائها الأوروبيين، وبداية الشرخ في العلاقات الأوروبية الأمريكية.
الخلاصة: الحرب شر مستطير، غير أن السياسات الأمريكية تسعى دائماً إلى إشعال نار الفتنة والحروب بهدف تشغيل مكينتها الاقتصادية والاستفادة من هذا التوتر العالمي، إلا أن المحصلة النهائية في هذه المرة لن تعود على المدى الطويل والمتوسط لصالح أمريكا كما تسعى إليه واشنطن.
الحرب الدائرة بين روسيا والغرب تجري على ساحة وأرض أوكرانيا ووقودها الأوكرانيون، أراد منها الغرب القضاء على طموحات روسيا وتفتيتها والحصول على ثرواتها والقضاء على حضارة ضاربة العمق والتأريخ، غير أن الرياح لم تجرِ بما يشتهيه الغرب، حيث سارت خلاف ذلك. فقد استطاعت روسيا أن تستفيد منها على عدة جهات.
١- اقتصادياً: على الرغم من الأضرار الكبيرة التي أصابت الاقتصاد الروسي من جراء العقوبات الاقتصادية غير أنها نبهت الدب الروسي إلى أهمية التركيز على التصنيع وخاصة في المجالات الحيوية كالدواء والغذاء والصناعات الحربية والاهتمام بالزراعة وسلاسل الإمدادات والنقل، والانفكاك من سطوة وهيمنة الدولار، والنظام المالي الغربي، وتطوير النظام المالي الروسي والشفافية والمصداقية.
٢- الجانب العسكري كان له نصيب الأسد سواء على صعيد تطوير المعدات العسكرية، والاستفادة من دروس الحرب وتطوير جوانب الضعف في المنظومة العسكرية، واختبار المعدات الجديدة، ومضاعفة الإنتاج العسكري، والاستفادة من الأسلحة والذخائر القديمة وتطويرها حتى أصبحت القنابل العادية بقليل من التعديل قنابل موجهة، أو الانزلاقية، التي تطلق من طائرات حربية، قادرة على التحليق بمفردها لنحو 70 كيلومتراً. وهذا يعني أن استخدامها يوفر على الطائرات الروسية الدخول في مناطق تغطيها الدفاعات الجوية الأوكرانية. القنابل مزودة بأجنحة ويمكنها الطيران على علو منخفض جداً لا تغطيه رادارات أنظمة الدفاع الجوي. كما طورت روسيا بنادق لاصطياد الطائرات المسيّرة. كما كشفت هذه الحرب عن زيف الدعاية الغربية عن السلاح الروسي الذي أثبت في الماضي فعاليته كحرب ٦ أكتوبر، وأثبتت التقارير عن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا فعالية السلاح الروسي، على الرغم من الدعاية المضادة.
٣- الجانب الطبي: دائماً الحروب رغم مآسيها فإن الجانب الطبي يتطور ليواكب الحاجات الإنسانية التي تتسبب فيها الفظائع والأهوال الناتجة عن هذه الحروب، وهناك كثير من الإنجازات الطبية سواء من ناحية العلاج أو الدواء أو الخدمة، وعلى سبيل المثال ابتكر الروس طريقة جديدة في الطب العسكري الروسي لإعادة تأهيل الأطراف بعد الإصابات، حيث تمكن الأطباء العسكريون الروس من ابتكار طريقة جديدة لإعادة تأهيل كامل للذراع والساق بعد الإصابة بالشظايا وخلال التفجيرات، وهي تسمح بإعادة تكوين عظام الجرحى بشكل فعال.
٤- الجانب السياسي: تسببت الحرب في تدهور العلاقات بين روسيا والدول الغربية، مما أدى إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على روسيا. كما أدت الحرب إلى زيادة التوتر في المنطقة بشكل عام، وتسببت في تشتت الأطراف المتنازعة وتهديدها للأمن الإقليمي، وتسببت الحرب في تصعيد التوتر داخل الحكومة الأوكرانية وتغيير في الأحداث السياسية الداخلية للبلد. وبشكل عام، فقد شهدت الحرب في أوكرانيا تأثيرات سياسية واقتصادية واجتماعية مدمرة، ما زالت تتأثر بها المنطقة حتى الآن. غير أن النتائج الإيجابية الزلزالية التي أحدثتها الحرب من الناحية السياسية أهمها إزاحة أمريكا كقطب واحد وأزاحت واشنطن من منصب شرطي العالم والحد من الهيمنة والسيطرة على موارد الشعوب، كما أظهرت وكشفت هذه الحرب عدم التزام واشنطن بمصلحة حلفائها مما تسبب في نشوء تحفظات ضد سياسات أمريكا بالنسبة لحلفائها الأوروبيين، وبداية الشرخ في العلاقات الأوروبية الأمريكية.
الخلاصة: الحرب شر مستطير، غير أن السياسات الأمريكية تسعى دائماً إلى إشعال نار الفتنة والحروب بهدف تشغيل مكينتها الاقتصادية والاستفادة من هذا التوتر العالمي، إلا أن المحصلة النهائية في هذه المرة لن تعود على المدى الطويل والمتوسط لصالح أمريكا كما تسعى إليه واشنطن.