-A +A
عبده خال
منذ زمن والشعوب العربية لا تعير التجمعات العربية بالاً، إذ ألف الفرد منهم سماع الكلام العابر الذي ينتهى صداه داخل صالة التجمعات، ولم تكن مؤتمرات القمم العربية سوى تراكم القرارات بعضها فوق بعض.

وبالأمس نهض التفاؤل في دورة القمة العربية 32 المقامة في مدينة جدة، نهض التفاؤل مع حضور العرب مجتمعين، وأصواتهم تؤكد أهمية العمل المشترك للخروج من دائرة التردي والتقاعس، وترحيل المشاكل إلى قمم تالية، وكان الشعار الذي أطلقه ولي العهد بردم الماضي وإنهاء الصراعات التي عانت منها شعوب المنطقة، والتي دمّرت كل أنواع التنمية.. وقد كان التفاؤل حاضراً من خلال كلمات الرؤساء على أمل أن تنعكس نتائج القمة إيجاباً على معظم الملفات الساخنة كعودة سوريا والعمل على إدماجها في اللحمة العربية بغض النظر عما يمكن حدوثه من ردود فعل من أمريكا وأوروبا.


كانت ملفات القمة ساخنة فعلاً بقضايا ما زالت عالقة في الواقع كالقضية الفلسطينية والاحتراب في السودان، ومشاكل اليمن، وليبيا، وتأخر الجوانب الاقتصادية للدول العربية، وقضية الأمن الغذائي والمائي، والتأكيد على استغلال ثروات كل دولة من الدول المجتمعة لخلق تبادلية تنموية فيما بينهم.

ومع انتهاء القمة ينتظر إيجاد آليات تستطيع تناول التحديات المشتركة وأهمها دعم الأمن والاستقرار الإقليمي الذي يؤدي الى التنمية وخلق دورة اقتصادية منتجة بدلاً من انتظار المساعدات، فالاستقرار الإقليمي يمكّن أي دولة من التنبه لثرواتها الطبيعية، وإنمائها بالطرق الكفيلة لإيجاد اقتصاد متين.

وإن كانت هناك من ملاحظة تقوي التفاؤل لدى الأمة العربية هي مقولة الأمير محمد بن سلمان بأنه يسعى لأن يكون الشرق الأوسط هو أوروبا الجديدة.

وهو حلم زرعه في وجدان العالم العربي، ويصبح على كل دولة عربية تنقية مشاكلها المختلفة والالتحاق بحلم سموه، ومن لا يلحق فليكتفِ بالندب على نفسه، كون تقاعسه سيبقيه على هامش الدول المنتجة.