-A +A
أحمد الجميعة
الرسالة الأهم التي خرج بها المشاركون والحضور لمؤتمر الإعلام الوطني الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في كلية الإعلام والاتصال واختتم أعماله قبل يومين؛ أن المؤسسات العلمية قادرة أن تؤدي دوراً مهماً في تعزيز حضورها المجتمعي، والحفاظ على مكانتها الريادية الراسخة في صناعة التأثير، والمشاركة الإيجابية في تنمية الوطن، من خلال قراءة الواقع واستشراف المستقبل، واستثمار الفرص مع الشركاء نحو مزيد من العمل الوطني الذي يمنحنا الرؤية والقدرة معاً في تحقيق التطلعات لوطن يستحق الكثير من البذل والعطاء.

أكثر ما لفت الانتباه في مؤتمر الإعلام الوطني هو حجم المشاركة المتنوعة من الأكاديميين والمهنيين، والحضور الفاعل من الجمهور، وعناوين الجلسات التي كانت محل تقدير وثناء الجميع، والأهم هو المحتوى الثري الذي قدّمه المشاركون، والمداخلات والمشاركات من الحضور، وهذا يعكس حجم الاستعداد والتنظيم الذي كان يقف خلفه سمو عميد كلية الإعلام والاتصال أ.د.سعد آل سعود، ورئيس اللجنة العلمية أ.د.فهد العسكر، وبقية الزملاء والزميلات الذين كانوا على قدر الثقة والمسؤولية في تنظيم حدث إعلامي يليق بسمعة ومكانة جامعة الإمام، وكلية الإعلام والاتصال العريقة بمخرجاتها وأبنائها الذين نراهم اليوم في مواقع العمل والمسؤولية الإعلامية.


النجاح الكبير الذي تحقق في المؤتمر يجعلنا نتفاءل أكثر بمستقبل مهنة الإعلام، وقدرتها على استيعاب الجميع، وإعداد أجيال تتنافس بمهاراتها وقدراتها وكفاءتها لتكون تحت إشارة هذا الوطن، حيث ستبقى مهنة الإعلام بقيمها ومبادئها وممارساتها وفق الأصول المتعارف عليها محل جذب في سوق العمل، وريادة الأعمال، والاستثمار في قطاع الإعلام، وهذه المحفزات التي تركها لنا المؤتمر؛ سنعيد معها ترميم الواقع الذي حاول البعض التقليل من مهنة الإعلام لمجرد تراجع وسائله التقليدية، وسنبني عليها للمستقبل من أن الإعلام مهنة باقية ما بقي الإنسان؛ لأن جوهرها الرسالة التي لا يمكن الاستغناء عنها.

أعود إلى عناوين الجلسات التي تعد فرصة للباحثين في تناولها كعناوين لرسائل الماجستير والدكتوراه، وفرصة أخرى لأساتذة الإعلام في استثمارها لأبحاث الترقية العلمية، وفرصة أيضاً للممارسين المهنيين في تطوير قدراتهم من خلال برامج الدبلوم ودورات وورش العمل المتخصصة، حيث منحتنا هذه العناوين مجالاً واسعاً في قدرة الإعلام على قراءة الواقع، والمشاركة فيه، ولم تعد الفجوة بين الأكاديميين والممارسين بذات السعة التي يظنها البعض، ويكفي أن يكون معظم المشاركين في المؤتمر هم من المهنيين، وهذا له دلالات أخرى من أن الإعلام سيبقى مهنة راسخة، وعظيمة، ولن ينفصل عن واقعه، وأدبياته، وإطاره المرجعي الشامل.