-A +A
حمود أبو طالب
الأمثلة كثيرة جداً على ما يعنيه عنوان هذا المقال، لكني سأشير إلى أحدثها، وربما من أكثرها تأكيداً أننا حتى مع التحولات الإيجابية الضخمة في كل المجالات، والإنجازات العظيمة التي نحققها، ما زلنا «إعلامياً» نعيش في الماضي، ونخاطب أنفسنا فقط، وكأننا «نحن» مبهورون جداً، أو غير مصدقين ما حققناه.

سأحدثكم من وعن آخر تجربة إعلامية لنا بمناسبة التحاق مواطن ومواطنة من المملكة بمركبة الفضاء، ولديهما مشروعات أبحاث علمية مهمة. أحدثكم الآن من أمريكا وأنا أتابع معظم محطات التلفزة الأمريكية والعالمية، وأخالط كثيراً من النخبة المثقفة التي تفكر خارج الصندوق الأمريكي، وأتتبع بحرص الأخبار الرئيسية التي تتصدر الصفحات الأولى لأهم الصحف.


لم يحفل بنا أحد، هذه هي الحقيقة. وعندما نتتبع السوشيال ميديا السعودية نكتشف أن الجهات المسؤولة عن التعريف بهذا الحدث العالمي استضافت المشاهير المحليين إلى موقع انطلاق الحدث في أمريكا كي يخبروا مواطني السعودية بما حدث، ويعلقوا عليه، وكأنه افتتاح متجر جديد بمدينة جدة، أو فعالية في بوليفارد الرياض، أو ترويج لوكالة تجارية جديدة في المملكة.

لدينا عدد كبير جداً من الأكاديميين المتخصصين في علوم الفضاء، والعلوم التي ستُجرى الأبحاث فيها خلال الرحلة الفضائية، ولدينا من يستطيعون طرح المملكة الجديدة من خلال هذه الرحلة بفلسفة إعلامية تصل إلى العالم، ولدينا من يستطيعون باحترافية ومهارة تحويل الحدث إلى بؤرة جذب واستقطاب لكل العالم، وبكل لغاته وثقافاته، لكننا للأسف ما زلنا «إعلامياً» لا نعرف الفرق في التعامل بين مناسبة عادية في محافظة من إحدى مناطق المملكة، وبين مسابقة العالم في خطوة كبرى نحو المستقبل.