تؤكد الدراسات والأبحاث المتقدمة في مجال العلاقة بين تعلم الموسيقى وانعكاساتها على الأطفال، أن هناك علاقة وثيقة بين تعلم الموسيقى وتحسين مهارات القراءة واللغة عند الصغار. في وطننا تأخرنا لظروف ثقافية حادة قادتها تيارات أصولية في تحريم الموسيقى ليس تدريسها أو إدراجها في التعليم العام بل تحريمها بالمطلق في حياتنا العامة لعقود من الزمن، وتحولت مدارسنا إلى مبانٍ خرسانية بعيدة عن مفهوم الحياة السعيدة، وأصبح الذهاب للمدرسة عقوبة على الأبناء والبنات بسبب الجفاف الروحي فيها من تعليم موسيقى أو تمثيل أو مسرح. ذلك الفكر المتشدد خنق الكل واخترع الأناشيد الدينية التي في أغلبها تدعو للموت والانتحار وتقلل من قيمة الحياة وجمالها المتعدد. أتذكر فيديوهات نشرت لبعض الإرهابيين وهم في سياراتهم متجهين لأهداف مدنية لتفجيرها وقتل الأبرياء فيها وقتل أنفسهم أنهم كانوا يتمايلون على أنغام تلك الأناشيد الدينية المحفزة لهم في أعمالهم القذرة.
الأعراس ومناسبات الفرح لدينا كانت مناسبات للحزن والقتامة أقرب منها للفرح الذي يفترض أن يكون، ولكن فكر التشدد قتل الموسيقى والغناء والمسرح حتى التلفزيون وبرامجه أصبحت سوداوية، فلا مطربة تغني حتى ولو كانت أغانيها راقية والعالم العربي كله يستمع ويعشق صوتها. الأكيد أننا عشنا حالة من العزلة الثقافية خاصة في مجال الفنون والمسرح.
بعض المتخصصين والمتابعين يطرحون تساؤلات مشروعة ومحقة حول إمكانية عودة التيارات المتشددة للهيمنة على المجتمع أو ما يعرف بمرحلة الصحوة، ومن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي خاصة ما له علاقة مباشرة بمجموعات الواتساب؛ سواء مجموعات الأصدقاء أو الموظفين أو العائلية التي تتميز بالشفافية والصراحة بالنقاش في تلك الكنتونات المغلقة، يعرف ماذا أتحدث عنه، فذلك الفكر الأحادي لا يزال موجوداً ويتحين الفرص للعودة إلى فرض هيمنته على المجتمع خاصة في قضايا الفن بأشكاله كافة، رغم الانفتاح الذي نعيشه وتقوده جهات رسمية مشكورة في بناء مسارح وإقامة حفلات، ولكن يأتي جماعة «لكن» التي تدغدغ مشاعر البسطاء منا وتطرح تساؤلات خبيثة ومعروفة أهدافها وتربطها مثلاً بالقضايا الاقتصادية والمعيشية للناس، فتجدهم يرددون مقولاتهم بأن هذه المصاريف المليونية أجدى أن توظف في مجالات تخدم الإنسان على افتراض أن ثقافة الفرح والموسيقى والفنون ضد الحياة.
إعادة بناء إنسان مقبل على الحياة بفرحها وترحها تحتاج لإعادة برمجة فكرية ثقافية صادمة لا تعطي المجال للمبررين ومن يدسون السم في خطابهم تحت مفاهيم حرية التعبير وهم في زمنهم كانوا جلادين للمختلفين معهم، ووصلت الأمور عندهم لاستخدام العنف ضد المختلف معهم في هذه القضايا، تدريس الموسيقى والفلسفة منذ الصفوف المبكرة في التعليم ستخلق مجتمعاً مختلفاً طبيعياً قد نتساءل كثيراً ويصرخ البعض عن ماهيته وهويته، ولكن كما قولب مجتمعنا في العقود الماضية بهذا الشكل الذي كان يعتقد البعض منا هو المثالي فإن الأجيال القادمة سيكون لها فضاؤها الاجتماعي والثقافي والفني الذي ينحاز للعالم المتقدم وللحياة الطبيعية بشكل صارخ.
الأعراس ومناسبات الفرح لدينا كانت مناسبات للحزن والقتامة أقرب منها للفرح الذي يفترض أن يكون، ولكن فكر التشدد قتل الموسيقى والغناء والمسرح حتى التلفزيون وبرامجه أصبحت سوداوية، فلا مطربة تغني حتى ولو كانت أغانيها راقية والعالم العربي كله يستمع ويعشق صوتها. الأكيد أننا عشنا حالة من العزلة الثقافية خاصة في مجال الفنون والمسرح.
بعض المتخصصين والمتابعين يطرحون تساؤلات مشروعة ومحقة حول إمكانية عودة التيارات المتشددة للهيمنة على المجتمع أو ما يعرف بمرحلة الصحوة، ومن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي خاصة ما له علاقة مباشرة بمجموعات الواتساب؛ سواء مجموعات الأصدقاء أو الموظفين أو العائلية التي تتميز بالشفافية والصراحة بالنقاش في تلك الكنتونات المغلقة، يعرف ماذا أتحدث عنه، فذلك الفكر الأحادي لا يزال موجوداً ويتحين الفرص للعودة إلى فرض هيمنته على المجتمع خاصة في قضايا الفن بأشكاله كافة، رغم الانفتاح الذي نعيشه وتقوده جهات رسمية مشكورة في بناء مسارح وإقامة حفلات، ولكن يأتي جماعة «لكن» التي تدغدغ مشاعر البسطاء منا وتطرح تساؤلات خبيثة ومعروفة أهدافها وتربطها مثلاً بالقضايا الاقتصادية والمعيشية للناس، فتجدهم يرددون مقولاتهم بأن هذه المصاريف المليونية أجدى أن توظف في مجالات تخدم الإنسان على افتراض أن ثقافة الفرح والموسيقى والفنون ضد الحياة.
إعادة بناء إنسان مقبل على الحياة بفرحها وترحها تحتاج لإعادة برمجة فكرية ثقافية صادمة لا تعطي المجال للمبررين ومن يدسون السم في خطابهم تحت مفاهيم حرية التعبير وهم في زمنهم كانوا جلادين للمختلفين معهم، ووصلت الأمور عندهم لاستخدام العنف ضد المختلف معهم في هذه القضايا، تدريس الموسيقى والفلسفة منذ الصفوف المبكرة في التعليم ستخلق مجتمعاً مختلفاً طبيعياً قد نتساءل كثيراً ويصرخ البعض عن ماهيته وهويته، ولكن كما قولب مجتمعنا في العقود الماضية بهذا الشكل الذي كان يعتقد البعض منا هو المثالي فإن الأجيال القادمة سيكون لها فضاؤها الاجتماعي والثقافي والفني الذي ينحاز للعالم المتقدم وللحياة الطبيعية بشكل صارخ.