-A +A
بشرى فيصل السباعي
حسب علماء الإنسان/‏الأنثروبولوجيا فسبب تطور الإنسان من عقلية إنسان الكهف إلى الإنسان الحديث الذكي المنتج للحضارة هو الاختيار الحر للنساء في الزواج والذي كان السائد قبل نشوء الحضارات المضطهدة للمرأة وهي حديثة نسبياً ولا تزيد على ثلاثة آلاف سنة قبل الإسلام. وقبلها كان السائد بالعالم المساواة وحرية إرادة واختيار النساء للرجال في الزواج، وأيضا ذات الآلية هي وراء تطور الأنواع الحيوانية وبقائها، ففي عالم الحيوان الذكور هي التي تتمتع بالجمال الشكلي وليس الإناث؛ لأن الذكر عليه عرض نفسه على الإناث، والأنثى هي التي تحتار من تتزاوج معه، ويكون اختيارها قائماً على كونه يمتلك أفضل ميزة تعتبر معيار التقييم في نوعه وغالباً ما تكون في الشكل، لكن بالنسبة للحيوانات غير الجميلة فالميزة تكون بقيام الذكور بالتقاتل أمام الإناث لكي تختار الأنثى من تراه الأقوى، لأن الأنثى لا تختار لنفسها فقط إنما أيضاً تختار لنسلها؛ لأن نسلها سيرثون جينات الأب وعندما تحسن الاختيار فهذا يعني أن نسلها سيكون الأفضل، لذا الإناث في البشر والحيوانات لديهن آليات واعية ولا واعية تقودهن لاختيار من يتمتع بأفضل الجينات والإمكانيات المساعدة لإنجاب ورعاية وحماية النسل، وكامل آلية التطور والتحسين المستمر في النسل قائمة على أن الإناث دائماً يخترن الأفضل للتزاوج معه، ولو كان حكم وتقييم الإناث للذكور غير صائب لما وجد أثر للتطور والتحسن المستمر في النسل، إنما كانت ستظهر غلبة الأمراض الوراثية والصفات الضعيفة في النسل مما كان سيؤدي لانقراض الأنواع بسبب هذا العامل، بينما كل الانقراض الذي حصل في الطبيعة كان بسبب الإنسان أو كوارث طبيعية، ولذا النمط السائد في الشرق من الزواج بالإكراه وحرمان المرأة حق الاختيار الحر في الزواج يعني تعطيل الآلية التي صممها الله لتحسين النسل المستمر، بينما في الغرب يستفيدون بشكل كامل من الآلية الطبيعية لتحسين النسل كون المرأة لها حرية إرادة واختيار كاملة فيمن تتزوجه ولا يحق لأحد إكراهها على زوج لا تريده، ودائماً مجرد رفض المرأة للزواج من رجل يعني وفق تلك الخاصية التي رصدها العلماء إنها ترى فيه أباً غير صالح وحكمها عليه الأكثر بصيرة وصواباً، وحتى إن كان منظورها مادياً محضاً ورفضت الزواج بشخص لأنه ليس ثرياً، فالعلماء لا ينظرون إلى هذا الاعتبار على أنه طمع وجشع ومادية أنانية منها، إنما يرونه يمثل الآلية الفطرية فيها للحكم السليم على الرجل إن كان يمثل أفضل أب وسيؤدي لإنتاج أفضل نسل أم لا؛ لأن الذكاء المرتفع عادة يجلب الثراء والذكاء المرتفع من أهم الصفات الجينية في البشر ويرتبط حسب العلماء بتمتع الإنسان بمتوسط حياة أطول وصحة أفضل من الأقل ذكاء ليس فقط بسبب ارتفاع متوسط دخله المالي إنما أيضاً لأن خياراته العملية ونمط الحياة تكون أفضل وأكثر رشداً، فحتى في عالم الحيوان الذكر هو الذي يقوم ببناء العش أو الجحر وملئه بمخزون الطعام ويعرضه للإناث، وتختار الأنثى صاحب العش الأفضل والمخزون الأكبر من الطعام؛ لأن هذا يضمن البقاء لنسلهما ويدل على أن الذكر الذي ستتزاوج معه يملك أفضل جينات الذكاء والقدرة وسيورثها لنسلهما، ويمكن مساعدة المرأة في تقييم الخاطب عبر توفير خدمة السؤال عن سجله العدلي ومعرفة إن تورط بإدمان المخدرات بأي مرحلة بحياته لأن الإدمان ولو لفترة قصيرة يولّد غالباً الأمراض العقلية الخطيرة التي تهدد سلامة الزوجة والأولاد، وجعل سبب الطلاق، الخلغ، والفسخ معروفاً كأن يكون العنف الأسري أو المرض العقلي، والشروط التفصيلية في عقد الزواج وقاية من الطلاق.