-A +A
خالد السليمان
تجربة ممتعة شهدها الحضور الذين امتلأ بهم مسرح إثراء، أمس الأول، عندما تناظر فريقان من المشاركين في مسابقة أقرأ، مثل أحدهما فريق الادعاء والآخر فريق الدفاع في قضية القرصنة الفكرية، والخط الفاصل بين الالتزام الأخلاقي بالقانون، وحق إتاحة المعرفة لكل إنسان!

ورغم أن المنافسة تعلقت بأداء كل من الفريقين بتقمص دوره، إلا أن الجمهور اندمج مع المناظرة وانقسم إلى مؤيد ومعارض لوجهة نظر كل من الفريقين، مما أضفى إثارة بالغة شدت الجمهور طوال ساعة ونصف من المرافعات المفوهة التي قام بها شباب وشابات في عمر الزهور امتلكوا البلاغة والحجة!


كان للجنة الحكم الكلمة الفصل التي اعتمدت على معايير الأداء بينما انحاز الجمهور في تصويت غير مؤثر على النتيجة نحو تأييد القرصنة واعتبار المعرفة حقاً متاحاً بالمجان، ولم تقنع حجج فريق الادعاء بحفظ حقوق المؤلف والناشر وأهمية ذلك في استدامة النشر غالبية الجمهور الذي طغت عليه عاطفته مما يعكس حالة المجتمع العربي!

قبل ذلك كانت الدكتورة هنادا طه تؤكد في جلسة حوارية حول حالة القراءة في العالم العربي على أهمية الحماية الفكرية، وقالت إن من يشتري أكواب القهوة والوجبات في المطاعم لا يعجزه أن يشتري الكتاب، فردت عليها الدكتورة إنعام كجه جي مداعبة: «ربما يشترون القهوة والوجبات لأنها لذيذة»، لكن رأيي أن المسألة مرتبطة بضعف ثقافة المجتمع في حماية الحقوق الفكرية، ولو أتيحت فرصة الحصول على هذه الوجبات اللذيذة بالمجان لما دفع الكثيرون قيمتها!

في مركز إثراء، هناك دائماً إثراء في نوعية البرامج ومستوى تقديمها، لهذا غصت جنبات المركز بالجمهور من مختلف الأعمار، مما يعني أن لدينا مجتمعاً متعطشاً للثقافة والمعرفة، وإذا كان ختام اليوم الأول مسكاً بأمسية شعرية لفاروق جويدة، فإن بداية اليوم التالي كان عنبراً بجلسة حوارية مع أدونيس، فهكذا هو مركز إثراء.. إثراء وتميز!