كنت في لقاء يجمع نخبة من علماء وممارسي التواصل خلال مؤتمر علمي في الولايات المتحدة الأمريكية نهاية عام 2015م، وكنت حينها مبتهجاً جداً لأني سأقابل الأب الروحي لعلم الاتصال والعلاقات العامة وهو جيمس قرونق صاحب أكثر دراسة تجريبية شهرة في تاريخ العلم للإجابة على سؤال ماهي صفات أقسام وإدارات الاتصال والعلاقات العامة المتميزة؟ وقد أجراها على شركات وقطاعات خيرية وحكومية، وتوصل لنتائج ومعايير مهمة جداً، كان أحدها هو العناية بالتواصل الداخلي، وكان حديثه عن هذا الموضوع محورياً جداً.
وعندما عدت للعمل في مجال الاتصال الحكومي في السعودية تحديداً وجدت هذا الجانب مهملاً في كثير من الجهات، يغرق كل الفريق الإعلامي في صناعة محتويات لحسابات الجهة على تويتر، لكن تغيب صناعة الإستراتيجية التلفزيونية والإذاعية والصحفية وكذلك الأنشطة الاتصالية المهمة وتُحصر في هذا الجانب، لو اطلعت على تغريدات بعض الجهات الحكومية لوجدت خلال التغطيات لمواضيع عامة ردوداً عن القضايا الأساسية للموظفين والمنسوبين، وهؤلاء تم تجاهل كل طرق التواصل الصحيحة والسليمة معهم ووضعهم مع الجمهور العام دون أي إستراتيجيات أو طرق أو تخطيط يخدم مصلحة المنظومة في صناعة تواصل فعال مع من يقوم بالعمل الأساسي للمنظومة، سواءً كان في القطاع الصحي أو الرياضي أو التعليمي أو في قطاع الموارد البشرية.
إن الطريقة الفعالة الصحيحة للحكم على جودة إدارة الاتصال والإعلام في أي منظومة هي درجة العلاقة مع منسوبيها وآلية التواصل معهم دون عرض مواضيعهم التي تخصهم على منصات عامة يطلع عليها غير المعني بها، والأكثر استغراباً من ذلك عندما تجد معلومة تخص الجمهور الداخلي للموظفين ويعرفونها من خلال حسابات عامة مثل بقية الجمهور العام، اليوم عملية التواصل الهادئة الاحترافية تتم بشكل مدروس مع الجمهور الأساسي، لأنك حين تخسر جمهورك الداخلي لن يكون بمقدورك صناعة تواصل جيد مع الجمهور العام وقد تختفي الكثير من المواضيع الحساسة أو المزمنة حين تضع لها طريقة تواصل بعيدة عن المنصات العامة. إن صناعة التواصل الإستراتيجي للجهات الحكومية هو أكبر من مجرد تغريدة تُنشر أو تغطية، إنها عمليات متنوعة وإستراتيجية بأدوات مختلفة، ولا يمكن أيضاً التعويل على تويتر في معرفة رأي الجمهور الداخلي لأنها منصة عامة سيشارك فيها أشخاص لا يعنيهم الأمر، وربما تدخل مؤثرات وتلاعبات في هذه المنصة، صناعة الاتصال الاحترافي اليوم يتطلب عناية عالية بالتواصل الداخلي والتنوع الإستراتيجي للمنصات والأدوات.
وعندما عدت للعمل في مجال الاتصال الحكومي في السعودية تحديداً وجدت هذا الجانب مهملاً في كثير من الجهات، يغرق كل الفريق الإعلامي في صناعة محتويات لحسابات الجهة على تويتر، لكن تغيب صناعة الإستراتيجية التلفزيونية والإذاعية والصحفية وكذلك الأنشطة الاتصالية المهمة وتُحصر في هذا الجانب، لو اطلعت على تغريدات بعض الجهات الحكومية لوجدت خلال التغطيات لمواضيع عامة ردوداً عن القضايا الأساسية للموظفين والمنسوبين، وهؤلاء تم تجاهل كل طرق التواصل الصحيحة والسليمة معهم ووضعهم مع الجمهور العام دون أي إستراتيجيات أو طرق أو تخطيط يخدم مصلحة المنظومة في صناعة تواصل فعال مع من يقوم بالعمل الأساسي للمنظومة، سواءً كان في القطاع الصحي أو الرياضي أو التعليمي أو في قطاع الموارد البشرية.
إن الطريقة الفعالة الصحيحة للحكم على جودة إدارة الاتصال والإعلام في أي منظومة هي درجة العلاقة مع منسوبيها وآلية التواصل معهم دون عرض مواضيعهم التي تخصهم على منصات عامة يطلع عليها غير المعني بها، والأكثر استغراباً من ذلك عندما تجد معلومة تخص الجمهور الداخلي للموظفين ويعرفونها من خلال حسابات عامة مثل بقية الجمهور العام، اليوم عملية التواصل الهادئة الاحترافية تتم بشكل مدروس مع الجمهور الأساسي، لأنك حين تخسر جمهورك الداخلي لن يكون بمقدورك صناعة تواصل جيد مع الجمهور العام وقد تختفي الكثير من المواضيع الحساسة أو المزمنة حين تضع لها طريقة تواصل بعيدة عن المنصات العامة. إن صناعة التواصل الإستراتيجي للجهات الحكومية هو أكبر من مجرد تغريدة تُنشر أو تغطية، إنها عمليات متنوعة وإستراتيجية بأدوات مختلفة، ولا يمكن أيضاً التعويل على تويتر في معرفة رأي الجمهور الداخلي لأنها منصة عامة سيشارك فيها أشخاص لا يعنيهم الأمر، وربما تدخل مؤثرات وتلاعبات في هذه المنصة، صناعة الاتصال الاحترافي اليوم يتطلب عناية عالية بالتواصل الداخلي والتنوع الإستراتيجي للمنصات والأدوات.