في منتدى إلكتروني يدعى (أي بي سي أونلاين) حين كانت المنتديات الإلكترونية هي وسيلة الاتصال الاجتماعية الوحيدة قبل تويتر، وتحديداً عام 2002 سقط شاب أسترالي اسمه «نيثن هوب» من الدرج ونزفت شفته العليا قليلاً وقام بالتقاط صورة من الكاميرا الأمامية ونشرها في المنتدى وكتب تحتها كلمة جديدة لوصف الصورة وهي كلمة selfie التي تعني صورة ذاتية.
أصبح التقاط صورة ذاتية فوتوغرافية بواسطة كاميرا الهاتف الذكي أو كاميرا ويب، ومن ثم مشاركتها على الشبكات الاجتماعية، أصبحت ممارسة راسخة بعد عقد واحد فقط من تأليف كلمة سيلفي، وأصبحت الكلمة واسعة الانتشار بجميع لغات العالم. لدرجة أنه في عام 2013 اختار قاموس أوكسفورد الإنجليزي (سيلفي) كلمة العام.
في كتاب: كيف ترى العالم، يوضح مؤلفه نيكولاس ميرزوف، وهو مؤلف وصاحب نظريات في الثقافة المرئية وأستاذ في قسم الإعلام والثقافة والاتصال في جامعة نيويورك، يوضح تطور التصوير الذاتي وأهميته بمرور الوقت، فيقول إن رسم البورتريه كانت خاصة بطبقة الأثرياء والحكام وجنرالات الحرب طوال عصر الاستبداد أي منذ العام (1660 إلى 1789)، واستُخدمت الصور الشخصية لتخليد عظمة الحكام الأوروبيين، فكما يقال حينذاك «الجلالة لا تنام ولا تمرض ولا تتقدم في السن. إنها متصورة وليست مرئية».
ولكن مع عصر الثورات (1776-1917)، ولاحقاً مع ما بعد الحداثة، أصبحت إمكانية تمثيل الذات شائعة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى اختراع تقنيات جديدة، مثل التصوير الفوتوغرافي. يكفي أن نقول إنه حتى ذلك الحين كان لدى الرجل العادي فرصة ضئيلة للتواصل مع الصور.
لذلك، في هذه اللحظة التاريخية، بدأ ينشأ وعي جديد، وهو إدراك التمثيل المرئي للذات عبر التقاط صور السيلفي للتعبير عن هوياتنا، وأتصور أن هذا التعبير سيطرأ عليه تغيير بعد عقد أو أكثر قليلاً لكنني لا أستطيع تخيل هذا التغيير خارج منظومة الميتافيرس والله أعلم، فهل سندرك ذواتنا عبر تمثيلنا الموازي وليس عبر شخصياتنا الحقيقية حقاً؟! بل هل نحن الآن ندرك شخصياتنا الحقيقية؟.
أصبح التقاط صورة ذاتية فوتوغرافية بواسطة كاميرا الهاتف الذكي أو كاميرا ويب، ومن ثم مشاركتها على الشبكات الاجتماعية، أصبحت ممارسة راسخة بعد عقد واحد فقط من تأليف كلمة سيلفي، وأصبحت الكلمة واسعة الانتشار بجميع لغات العالم. لدرجة أنه في عام 2013 اختار قاموس أوكسفورد الإنجليزي (سيلفي) كلمة العام.
في كتاب: كيف ترى العالم، يوضح مؤلفه نيكولاس ميرزوف، وهو مؤلف وصاحب نظريات في الثقافة المرئية وأستاذ في قسم الإعلام والثقافة والاتصال في جامعة نيويورك، يوضح تطور التصوير الذاتي وأهميته بمرور الوقت، فيقول إن رسم البورتريه كانت خاصة بطبقة الأثرياء والحكام وجنرالات الحرب طوال عصر الاستبداد أي منذ العام (1660 إلى 1789)، واستُخدمت الصور الشخصية لتخليد عظمة الحكام الأوروبيين، فكما يقال حينذاك «الجلالة لا تنام ولا تمرض ولا تتقدم في السن. إنها متصورة وليست مرئية».
ولكن مع عصر الثورات (1776-1917)، ولاحقاً مع ما بعد الحداثة، أصبحت إمكانية تمثيل الذات شائعة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى اختراع تقنيات جديدة، مثل التصوير الفوتوغرافي. يكفي أن نقول إنه حتى ذلك الحين كان لدى الرجل العادي فرصة ضئيلة للتواصل مع الصور.
لذلك، في هذه اللحظة التاريخية، بدأ ينشأ وعي جديد، وهو إدراك التمثيل المرئي للذات عبر التقاط صور السيلفي للتعبير عن هوياتنا، وأتصور أن هذا التعبير سيطرأ عليه تغيير بعد عقد أو أكثر قليلاً لكنني لا أستطيع تخيل هذا التغيير خارج منظومة الميتافيرس والله أعلم، فهل سندرك ذواتنا عبر تمثيلنا الموازي وليس عبر شخصياتنا الحقيقية حقاً؟! بل هل نحن الآن ندرك شخصياتنا الحقيقية؟.