لا يترك المتنطعون فرصة إلّا ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها، يثيرون عواطف المجتمع الدينية؛ سواء في الداخل أو الخارج. الأمر يتكرر في المجتمعات العربية بهدف تكريس الجهل والتخلُّف وخلط الدين بالأعراف والعادات والتقاليد البعيدة عن الدين. وقد استغل بعض الحركيين مقطعاً من حفل ختام الأنشطة وتكريم المتفوقين في مدرسة بمدينة بريدة لإثارة المجتمع، وذلك بربط العباءة بالدين وجعل العباءة رمزاً دينياً، وهي ليست برمز ديني، ولكنها رمز لعادات قديمة نشأت في عصور قديمة لا علاقة لها بالدين ولا تعاليمه.
لقد ذهب بعض من يسعون للفتنة وتأليب المجتمع والقضاء على الإبداع والفنون بالصراخ ورفع عقيرتهم قائلين إنه من «المؤسف أن تخلع العباءة الرمز وتداس بالأرجل في بريدة بلد العلم والعلماء...»، والواقع يثبت جهلاً كبيراً بتأريخ العباءة. لأنها ليست رمزاً دينياً، ويرى خبراء الآثار أنها وجدت في خزانة المرأة منذ نحو 4 آلاف عام؛ أي منذ الحضارات القديمة. «فقد أثبتوا حضورها في بلاد ما بين النهرين؛ حيث كانت النساء يرتدين أزياء بتصاميم طويلة وواسعة تشبه العباءة، وإن كانت حينها لا تحمل الاسم نفسه».
لقد كان لباس الحرائر من النساء في العصر النبوي يختلف أحياناً عن لباس الإماء، ولباس المترفات وميسورات الحال يختلف عن لباس بقية النساء. ومن الثياب التي لبستها نساء مكة «الرازقية»؛ وهي تصنع «من كتان أو قطن امتازت برقتها ونعومتها ولونها الأبيض الذي قد تخالطه زرقة. ومنها القبطية وهي من الكتان الأبيض رقيقة شفافة لذلك يلبسنها تحت غلالة. وكان عمر بن الخطاب ينهى النساء عن لبس القباطي، ويقول فإنه إن لم يشف فإنه يصف. ولكن القبطية استمرت معروفة في مكة فترة طويلة».
ومن هنا يتضح أن العباءة لم تكن من الألبسة المعروفة في الصدر الأول من الإسلام، وأن بدايات ظهورها كان في أواخر الدولة العباسية. يقول الشيخ أحمد الغامدي الرئيس السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة «وفي عصرنا الحاضر أعتقد أن تكريس الصحوة لهذا المعنى أصبح أمراً ظاهراً، ودخل في أذهان الناس واللاوعي لديهم، أن هذا الذي يجب على المرأة لبسه، وهذه الصفة كعباءة على الرأس وتكون سوداء وفضفاضة».
لا شك أن هناك بعضاً من حسني النية مدفوعون بعدم العلم أو بسبب اختلاط الأمر عليهم حتى ذهبوا إلى اعتبار العباءة رمزاً دينياً. لكن قوى الظلام التي ما زالت تريد إطفاء نور العلم والمعرفة، تسعى إلى إرجاع عجلة الزمان للماضي. هذه القوى المدعومة من الخارج لا تريد الخير لهذا الوطن وتعمل على أن ينشغل المجتمع بالصغائر وينسى الحياة والعمل والبناء.
قوى الظلام ما زالت تستغل العواطف الدينية لتحريك المشاكل، ولتلبس الحق بالباطل. في حين أن الأمر جلي وظاهر فلا رموز دينية في العباءة ولا في العمائم ولا الأشخاص خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوى الظلام تريد أن تسرق فرحة الأطفال ومناسباتهم وفرحة نجاحهم، وتقلب جهدهم ونشاطهم عيباً وذنباً. أهل الغفوة يريدون أن يدفعوا المجتمع للخلف وتحرم الفرحة والتقدم للأمام، لم يكفِ هذه القوى الظلامية سنوات العمر التي ضاعت من الأجيال السابقة. لهذا يحرصون على إثارة هذه القضايا بهذا الشكل الاحترافي لكي يشوشوا ويخوّفوا كل من يعمل ويقدم جديداً للمجتمع. لهذا وجب التنويه.
لقد ذهب بعض من يسعون للفتنة وتأليب المجتمع والقضاء على الإبداع والفنون بالصراخ ورفع عقيرتهم قائلين إنه من «المؤسف أن تخلع العباءة الرمز وتداس بالأرجل في بريدة بلد العلم والعلماء...»، والواقع يثبت جهلاً كبيراً بتأريخ العباءة. لأنها ليست رمزاً دينياً، ويرى خبراء الآثار أنها وجدت في خزانة المرأة منذ نحو 4 آلاف عام؛ أي منذ الحضارات القديمة. «فقد أثبتوا حضورها في بلاد ما بين النهرين؛ حيث كانت النساء يرتدين أزياء بتصاميم طويلة وواسعة تشبه العباءة، وإن كانت حينها لا تحمل الاسم نفسه».
لقد كان لباس الحرائر من النساء في العصر النبوي يختلف أحياناً عن لباس الإماء، ولباس المترفات وميسورات الحال يختلف عن لباس بقية النساء. ومن الثياب التي لبستها نساء مكة «الرازقية»؛ وهي تصنع «من كتان أو قطن امتازت برقتها ونعومتها ولونها الأبيض الذي قد تخالطه زرقة. ومنها القبطية وهي من الكتان الأبيض رقيقة شفافة لذلك يلبسنها تحت غلالة. وكان عمر بن الخطاب ينهى النساء عن لبس القباطي، ويقول فإنه إن لم يشف فإنه يصف. ولكن القبطية استمرت معروفة في مكة فترة طويلة».
ومن هنا يتضح أن العباءة لم تكن من الألبسة المعروفة في الصدر الأول من الإسلام، وأن بدايات ظهورها كان في أواخر الدولة العباسية. يقول الشيخ أحمد الغامدي الرئيس السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة «وفي عصرنا الحاضر أعتقد أن تكريس الصحوة لهذا المعنى أصبح أمراً ظاهراً، ودخل في أذهان الناس واللاوعي لديهم، أن هذا الذي يجب على المرأة لبسه، وهذه الصفة كعباءة على الرأس وتكون سوداء وفضفاضة».
لا شك أن هناك بعضاً من حسني النية مدفوعون بعدم العلم أو بسبب اختلاط الأمر عليهم حتى ذهبوا إلى اعتبار العباءة رمزاً دينياً. لكن قوى الظلام التي ما زالت تريد إطفاء نور العلم والمعرفة، تسعى إلى إرجاع عجلة الزمان للماضي. هذه القوى المدعومة من الخارج لا تريد الخير لهذا الوطن وتعمل على أن ينشغل المجتمع بالصغائر وينسى الحياة والعمل والبناء.
قوى الظلام ما زالت تستغل العواطف الدينية لتحريك المشاكل، ولتلبس الحق بالباطل. في حين أن الأمر جلي وظاهر فلا رموز دينية في العباءة ولا في العمائم ولا الأشخاص خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوى الظلام تريد أن تسرق فرحة الأطفال ومناسباتهم وفرحة نجاحهم، وتقلب جهدهم ونشاطهم عيباً وذنباً. أهل الغفوة يريدون أن يدفعوا المجتمع للخلف وتحرم الفرحة والتقدم للأمام، لم يكفِ هذه القوى الظلامية سنوات العمر التي ضاعت من الأجيال السابقة. لهذا يحرصون على إثارة هذه القضايا بهذا الشكل الاحترافي لكي يشوشوا ويخوّفوا كل من يعمل ويقدم جديداً للمجتمع. لهذا وجب التنويه.