مثّلت نتيجة الانتخابات التركية الأخيرة بفوز مرشح حزب العدالة والتنمية الرئيس رجب طيب أردوغان أمام منافسه زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو انتصاراً سياسياً مزعوماً لجماعة الإخوان المسلمين في أصقاع الأرض، وأطلت علينا رموزهم ومنظروهم وكوادرهم على شتى المنصات الإعلامية ومواقع التواصل تحتفل فرحاً وابتهاجاً فاق احتفال أنصار الرئيس أنفسهم داخل تركيا! رغم أن الراصد للشأن السياسي التركي يعلم يقيناً أن الرئاسة التركية قد أخذت منحىً مغايراً تجاه جماعة الإخوان منذ سنتين وبعد التقارب الذي حدث مؤخراً مع عدد من دول الخليج ومصر والاتفاقات الموقعة بشأنهم والحملات التي شملت صحافيين وإعلاميين يعملون بفضائيات تابعة للجماعة ومداهمة مقراتهم الإعلامية وبالتالي إدراجهم تحت كودي الإرهاب G102 وG87 والضربات القاصمة التي تلقاها عناصر وإعلاميون تابعون للجماعة ويقيمون على الأراضي التركية، خصوصاً بعد دعواتهم للفوضى والمظاهرات في مصر 11 نوفمبر الماضي في ظل عودة دفء العلاقات بين البلدين.
العلاقات السياسية بين الدول العربية وجمهورية تركيا تقوم اليوم على أسس متينة من التفاهمات السياسية والاقتصادية والتعاون في محاربة الإرهاب بشتى أشكاله، وجماعة الإخوان من أهم مصدرات الإرهاب العالمي وتحت غطاءات مختلفة مما يعد أيضاً محفزاً كبيراً لأنقرة بنفض يديها من إيواء كوادر هذا الحزب ورموزه وأذرعته الإعلامية، ومن هنا ينبثق التساؤل الذي يسكن كل مراقب لتحركات الحزب بعد نتائج الانتخابات الرئاسية التركية: أين الانتصار وما هي محدداته ومعاييره وعلامَ يتكئ كوادر الإخوان عبر فوز الرئيس أردوغان في الانتخابات؟ لا شيء سوى انتصارات هلامية يحاولون من خلالها إيهام خصومهم بأنهم جزء من المشهد السياسي.
على مر تاريخهم الذي يقارب المئة عام منذ تأسيس حزبهم لم يسجل لجماعة الإخوان انتصار سياسي ملموس سوى انتصارات على هامش أحداث سياسية كورقة رهان يكسب بها أو يخسر من يستخدمها أو التسلق على أحداث تخريبية كما حدث في مصر إبان ثورة 25 يناير ونجاحهم في حشد بعض الجموع الشعبية وتسلمهم زمام الرئاسة فيها ثم ما لبثوا أن أظهروا فشلهم وهشاشة فهمهم السياسي في دولة لها مكانتها وأهميتها الاستراتيجية بدت أوسع من حجمهم وأكبر من أحلامهم.
فوز الرئيس أردوغان بكرسي الرئاسة هو فوز يخص تركيا دولة وشعباً، تركيا التي آثرت مصالحها السياسية والخروج من أزمتها الاقتصادية الخانقة وتمهيد الطريق لتبادل المنافع السياسية والاقتصادية مع جيرانها وحلفائها العرب والتخلص من أي مكدرات لهذه المصالح، ومن هذا المنطلق فإن مظاهر البهجة التي عمت المنتمين والتابعين للحزب الإخواني غير مبررة سوى أنها فرح مصطنع و«طبطبة» على ما تبقى من زخم هذا الحزب الذي ملأ الدنيا إرهاباً وفوضى، ومن الطريف أن بعض الكوادر الإخوانية يدلون بتصريحات رنانة حول الانتخابات وهم يعلمون يقيناً أنها فرقعات لتعزيز تواجدهم كتصريح عضو في مجلس الشورى الإخواني (مدحت الحداد) قال فيه «إن هذا الحدث يذكره بالانتصار السياسي لحزب الإخوان عام 2012م بعد فوز مرسي بالانتخابات في مصر، ثم يستطرد، هو ذات المشهد وكأن التاريخ يعيد نفسه»، فهل يحمل الإخوان وهم العودة المستحيلة من خلال مغازلة من تخلص منهم رغم انتهازيتهم ولجؤهم إلى معارضيه آنذاك لحمايتهم منه بعدما وثقوا علاقتهم بنجم الدين أربكان، وهو مؤسس الحالة الإسلامية السياسية والحزبية في تركيا؟ من خان وطنه لن يتوانى عن خيانة أشخاص وكيانات ودول مهما قدمت له!
العلاقات السياسية بين الدول العربية وجمهورية تركيا تقوم اليوم على أسس متينة من التفاهمات السياسية والاقتصادية والتعاون في محاربة الإرهاب بشتى أشكاله، وجماعة الإخوان من أهم مصدرات الإرهاب العالمي وتحت غطاءات مختلفة مما يعد أيضاً محفزاً كبيراً لأنقرة بنفض يديها من إيواء كوادر هذا الحزب ورموزه وأذرعته الإعلامية، ومن هنا ينبثق التساؤل الذي يسكن كل مراقب لتحركات الحزب بعد نتائج الانتخابات الرئاسية التركية: أين الانتصار وما هي محدداته ومعاييره وعلامَ يتكئ كوادر الإخوان عبر فوز الرئيس أردوغان في الانتخابات؟ لا شيء سوى انتصارات هلامية يحاولون من خلالها إيهام خصومهم بأنهم جزء من المشهد السياسي.
على مر تاريخهم الذي يقارب المئة عام منذ تأسيس حزبهم لم يسجل لجماعة الإخوان انتصار سياسي ملموس سوى انتصارات على هامش أحداث سياسية كورقة رهان يكسب بها أو يخسر من يستخدمها أو التسلق على أحداث تخريبية كما حدث في مصر إبان ثورة 25 يناير ونجاحهم في حشد بعض الجموع الشعبية وتسلمهم زمام الرئاسة فيها ثم ما لبثوا أن أظهروا فشلهم وهشاشة فهمهم السياسي في دولة لها مكانتها وأهميتها الاستراتيجية بدت أوسع من حجمهم وأكبر من أحلامهم.
فوز الرئيس أردوغان بكرسي الرئاسة هو فوز يخص تركيا دولة وشعباً، تركيا التي آثرت مصالحها السياسية والخروج من أزمتها الاقتصادية الخانقة وتمهيد الطريق لتبادل المنافع السياسية والاقتصادية مع جيرانها وحلفائها العرب والتخلص من أي مكدرات لهذه المصالح، ومن هذا المنطلق فإن مظاهر البهجة التي عمت المنتمين والتابعين للحزب الإخواني غير مبررة سوى أنها فرح مصطنع و«طبطبة» على ما تبقى من زخم هذا الحزب الذي ملأ الدنيا إرهاباً وفوضى، ومن الطريف أن بعض الكوادر الإخوانية يدلون بتصريحات رنانة حول الانتخابات وهم يعلمون يقيناً أنها فرقعات لتعزيز تواجدهم كتصريح عضو في مجلس الشورى الإخواني (مدحت الحداد) قال فيه «إن هذا الحدث يذكره بالانتصار السياسي لحزب الإخوان عام 2012م بعد فوز مرسي بالانتخابات في مصر، ثم يستطرد، هو ذات المشهد وكأن التاريخ يعيد نفسه»، فهل يحمل الإخوان وهم العودة المستحيلة من خلال مغازلة من تخلص منهم رغم انتهازيتهم ولجؤهم إلى معارضيه آنذاك لحمايتهم منه بعدما وثقوا علاقتهم بنجم الدين أربكان، وهو مؤسس الحالة الإسلامية السياسية والحزبية في تركيا؟ من خان وطنه لن يتوانى عن خيانة أشخاص وكيانات ودول مهما قدمت له!