-A +A
عبده خال
فيلم (ما هي المرأة) وثائقي أمريكي قدم له المعلق والكاتب مات والش وأخرجه (جاستن فولك) ومن إنتاج وإصدار «ذا دايلي واير».

وعبر العالم يتم الكتابة عن هذا الفيلم ليس في جانبه الفني، بل انصبت الكتابة عن مضمون الفيلم أخلاقياً، بحيث تعمق الفيلم في قضايا (الجندر، والتحول)، وتغريدة لتسويق الفيلم حصدت أكثر من 128 مليون مشاهدة خلال يوم أو يومين.


ناقش الفيلم مصطلحات عديدة قد يكون أهمها مصطلحي «غير ثنائي» و«متحول».

وكثافة المشاهدة تدلل أن الفيلم لامس أمزجة الكثيرين بين مؤيد ومعارض وفضولي، وفي تلك الكثافة المشاهدة للفيلم، يميل الكثيرون منهم إلى سنن الله في الكون.

وسننه التي وضعها للناس (وليس لبقية المخلوقات) هي الفطرة السوية لدى الرجل أو المرأة، وكل الديانات السماوية تقف ضد الشذوذ كونه مغايراً لسنن الله الخالق العليم بخلقه، والديانات الثلاث سجلت غضب الله على قوم لوط، وأصبح فعل قوم لوط معاكساً للفطرة لدى الناس (وليس الحيوانات)، ومع كونه فعلاً محرماً دينياً لن ترضى به النفس السوية الفطرية.

والشذوذ (فعل قوم لوط، أو السحاق) متواجد وسوف يتواجد عبر الأزمان (القديمة أو اللاحقة) كونه فعلاً يعارض الوجود الإنساني الطبيعي، فالنسبة العامة بين الناس الأسوياء تصل إلى 99%، ولو أردنا تخفيض النسبة فلنقل إلى 95% أناس أسوياء، ووجود 5% شواذ، ولا يحق للأقلية التحكم في الغالبية هذا إذا أردنا تأكيد الديمقراطية في حكم المجتمعات، و5% متواجدون في كل المجتمعات.. وهذه الفئة معروفة في كل مجتمع، فنحن أبناء الحواري (مثلاً) نعرفهم تماماً مما يشاع عنهم أو من خلال معرفة أكيدة بأنهم شواذ، فالرجل الشاذ منهم نقول عنه (مريض)، وهي مفردة تقدر وتؤكد أنه مريض وليس سويّاً، والمرأة الشاذة يطلق عليها: (زينب ولد، أو فاطمة ولد، أو إطلاق مفردة مسترجلة على أي امرأة تقدم بها السن وبها ميل شاذ.

ونتعامل معهم وفق (مرضهم)، ولا نستخف بمقدرتهم في بقية شؤون الحياة.

إذاً، نحن لا ننفي وجود الشاذين في أي مجتمع كان، ولا ننفي قدراتهم، ولا نسعى إلى اجتثاثهم، إلا أن أحكام المجتمعات هي ديمقراطية وفق إعطاء الغالبية حق تسيير المجتمع، حتى وإن كان الحاكم في بعض الدول الغربية ينتمي إلى الأقلية فليس من حقه إثارة سخط الغالبية، سخط الغالبية يحدث اهتزازاً عنيفاً في أي مجتمع وتكون نتائجه وخيمة على أي مجتمع، كون سخط الغالبية هو دمار أي مجتمع.

والذي يحدث أن هذه الموجة الشاذة لها أدوات ضخمة عالمية تريد فرض سلوك بعينه على بقية المجتمعات، فإن كان المجتمع الأمريكي أو الفرنسي أو البريطاني أو الكيني لديهم كل الرضا على تثبيت القواعد الشاذة فليس من حقهم تعميم رغباتهم على بقية العالم.

فليعيشوا شاذين وليتركوا بقية العالم أسوياء كما أراد الله لخلقه.