-A +A
حمود أبو طالب
الشأن السعودي موضوع خصب للحديث عنه والتعليق عليه لأنه لم يعد شأننا وحدنا كسعوديين أو كعرب فقط، بل شأن عالمي، من شرق العالم لغربه، ومن شماله لجنوبه، الكل يتابع ويراقب ما يحدث في السعودية، وقد بدأت المتابعة والمراقبة في بداية المشروع السعودي الجديد بقدر كبير من التشكيك، وهذا طبيعي فلم يُعهد في منطقتنا العربية خلال التأريخ الحديث أن فكرت دولة بهذه الطريقة، وصممت مشروعاً وطنياً جديداً، نوعياً وضخماً ومتعدد الجوانب لإحداث نقلة هائلة، وأصرت على تحقيقه بكل ما يتطلبه ذلك من تغيير جذري بالغ الصعوبة في طريقة إدارة الدولة والمجتمع، والعلاقات مع العالم.

التشكيك الذي صاحب بداية إطلاق مشروع الرؤية الوطنية 2030 تحول سريعاً إلى اهتمام، ثم دهشة، ثم إعجاب، ثم تقدير وإقرار بأن المملكة استطاعت تحقيق حلمها في اجتراح طريقها وطريقتها الخاصة في تشكيل ملامح الحاضر والمستقبل الذي أرادته. ورشة العمل السعودية تعمل بلا توقف منذ يوم الإعلان عن الرؤية، تعمل دون هدير وصخب كلامي وتضخيم إعلامي وتلميع زائف، نتائجها هي التي تتحدث عنها، وهي التي أجبرت الآخرين على الحديث عنها، وبالطبع ليس كل الذين تحدثوا عنها منصفين، فثمة من يحاول عبثاً إلى الآن حجب ضوء الشمس في منتصف النهار. لكن هذه الفئة بدأ صوتها يتلاشى في خضم الحقائق التي تُجبر على الاعتراف بها كيفما كان الشعور والموقف تجاهها.


وأنا أتابع وسائل الإعلام العالمية التي تغطي الحدث الكبير المتمثل في مؤتمر الأعمال العربي الصيني في الرياض، وحديثها عن هذه النقلة المهمة في الشراكات الاقتصادية التي قادتها المملكة، كنت أيضاً أقرأ بعض التفاصيل في أشرطة الأخبار على الفضائيات عن أرقام النمو الاقتصادي في المملكة، وأرقام المبالغ التي تُصرف على مشاريع غير مسبوقة، وعن توقعات الجهات والمرجعيات الدولية بخصوص المستقبل الاقتصادي للمملكة، وكيف يتسابق المستثمرون دولاً وقطاعات خاصة على الفوز بفرصة فيها، وأيضاً كيف أنها بسياساتها تسارع الخطى للوصول إلى قمة القرار السياسي والاقتصادي العالمي. هذا ليس كلام إعلامنا حتى نتهم بالعاطفة، لكنه الكلام الذي شهد به الأعداء قبل الأصدقاء.