ليس بالضرورة أن يكون «الصمت أبلغ من الكلام» في حياتنا اليومية، بل قد يصبح عقاباً وعنفاً نفسياً في كثير من الحالات، خاصة حينما يكون من الأم تجاه أبنائها أو الزوج تجاه زوجته ويصبح أقبح بين الشركاء في العمل أو الصداقات. بداية إن الصمت العقابي قد يكون استجابة تلقائية من الفرد تجاه أي مشكلة تواجهه تجده يصمت أو يقاطع من يتسبب له في الانزعاج أو ما يسمونه بالسلوك (التجنبي)، مهم أن نفهم ما الدوافع التي تؤدي لهذا السلوك الذي يتزايد خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وفكرة «البلوك» والحظر الذي لا أجد فيها أي حرج طالما أنها تعزز الأمان النفسي للضحية أو حتى الطرف الأضعف.
لماذا اخترت الحديث عن الصمت العقابي اليومي؟ لأنني كملاحظة للسلوك الاجتماعي أجد أنه يتزايد بل يتفاخر بعض الرجال بهجرهم لنسائهم وبعض الأشخاص يعزز فكرة التخلي والانسحاب حتى سادت العبثية اللا أخلاقية في المشهد، رغم وجود جذر ديني ينهى عن هذا السلوك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. اليوم أنت قد لا تلتقي بمن تعرفهم لكن تجد صوراً حديثة للصد والهجر في عدم الرد أو الانصراف عن أقرب الناس. بالمقابل تجد الكثير من الدراسات حول silent treatment وكيف تعتبره الكثير من المدارس العلاجية الأجنبية أنه موازٍ أو أشد من العنف الجسدي.
متى وكيف يبدأ؟ ينسب الكثير من الأشخاص هذا السلوك للشخصيات النرجسية، ومع الإفراط في الحديث عن النرجسية اختلطت الأمور على الناس، بل قد تقرأ معلومات مضللة، لذا إن شعرت بأنك أمام شخصية نرجسية لا تتردد باللجوء للاستشارة النفسية من طبيب مختص، وعدم اللجوء لتويتر في جمع معلوماتك، وإذا وجدت أنك أنت بنفسك تمارس سلوك الصمت العقابي وتفضل أن تجعل الطرف الآخر في حيرة من أمره راجع أقرب طبيب لا تخجل من أن تصلح نفسك، الفارق الثقافي الشاسع بين الإنسان الواعي وغير الواعي ليس بأن الأول بدون أخطاء بل هو يدرك ويلاحظ ويعالج غلطه بشكل دوري، أما غير الواعي فهو من دعاة «اللهم زدنا به جهلاً»!.
هل هو مهم أن أصلح علاقاتي ونمطي الاتصالي؟ نعم. فالحديث عن جودة الحياة والإنسان تعني علاقات صحية أكثر، ومجرد التأمل في مفهوم (العلاقة الصحية) فأنت ستجد أن معظم علاقات مجتمعنا غير صحية على الإطلاق، ومليئة بالترسبات والكبرياء السلبي والمغالطات، بل قد تجد شخصيات عظيمة ومتنافرة لأن نمط بناء العلاقات يحتاج هدماً وإعادة بناء، وأهم أساس هو (الاتصال) قد يظن البعض أن الاتصال مجرد عملية إدارية روتينية لكن الحقيقة هو سر نجاح الفرد الممارس له بمهارة، بل قد تتهم امرأة بأنها مزيفة لمشاعرها، وهي لا تتقن سوى هذا الفن بأن تستمع للآخر وتسمعه ما يريد أن يسمع وتتحدث معه بما يشبع عقله وتجيد التوقف قبل الانصراف، كذلك الرجل الذي لا يفزعه عتاب شريكته بل يتحمل مسؤولية العلاقة ويقول لها (لنصلح هذا معاً) بدلاً من أن يصمتها أو ينفر منها أو حتى يبحث عن متع مؤقتة كسلوك ساذج وغير مسؤول.
أخيراً فإن الصمت العقابي له دلالات غير حميدة أهمها أن الفرد متلاعب وغير محترم ومتسلط وغير جدير بتحمل المسؤولية، ويعكس الشعور بالتهديد وانعدام تقدير الذات. كما يقال هناك (مسافة آمنة) هناك أيضاً مسافة خطرة، تصل بعدها النفس لمرحلة الركود وربما الدخول في دوامة الاكتئاب والخوف من الشعور مجدداً بالرفض، أخيراً فإن النفس البشرية كتلة شعورية معقدة والدوافع تبقى خفية والمتهم الأول والأخير مجهول.
لماذا اخترت الحديث عن الصمت العقابي اليومي؟ لأنني كملاحظة للسلوك الاجتماعي أجد أنه يتزايد بل يتفاخر بعض الرجال بهجرهم لنسائهم وبعض الأشخاص يعزز فكرة التخلي والانسحاب حتى سادت العبثية اللا أخلاقية في المشهد، رغم وجود جذر ديني ينهى عن هذا السلوك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. اليوم أنت قد لا تلتقي بمن تعرفهم لكن تجد صوراً حديثة للصد والهجر في عدم الرد أو الانصراف عن أقرب الناس. بالمقابل تجد الكثير من الدراسات حول silent treatment وكيف تعتبره الكثير من المدارس العلاجية الأجنبية أنه موازٍ أو أشد من العنف الجسدي.
متى وكيف يبدأ؟ ينسب الكثير من الأشخاص هذا السلوك للشخصيات النرجسية، ومع الإفراط في الحديث عن النرجسية اختلطت الأمور على الناس، بل قد تقرأ معلومات مضللة، لذا إن شعرت بأنك أمام شخصية نرجسية لا تتردد باللجوء للاستشارة النفسية من طبيب مختص، وعدم اللجوء لتويتر في جمع معلوماتك، وإذا وجدت أنك أنت بنفسك تمارس سلوك الصمت العقابي وتفضل أن تجعل الطرف الآخر في حيرة من أمره راجع أقرب طبيب لا تخجل من أن تصلح نفسك، الفارق الثقافي الشاسع بين الإنسان الواعي وغير الواعي ليس بأن الأول بدون أخطاء بل هو يدرك ويلاحظ ويعالج غلطه بشكل دوري، أما غير الواعي فهو من دعاة «اللهم زدنا به جهلاً»!.
هل هو مهم أن أصلح علاقاتي ونمطي الاتصالي؟ نعم. فالحديث عن جودة الحياة والإنسان تعني علاقات صحية أكثر، ومجرد التأمل في مفهوم (العلاقة الصحية) فأنت ستجد أن معظم علاقات مجتمعنا غير صحية على الإطلاق، ومليئة بالترسبات والكبرياء السلبي والمغالطات، بل قد تجد شخصيات عظيمة ومتنافرة لأن نمط بناء العلاقات يحتاج هدماً وإعادة بناء، وأهم أساس هو (الاتصال) قد يظن البعض أن الاتصال مجرد عملية إدارية روتينية لكن الحقيقة هو سر نجاح الفرد الممارس له بمهارة، بل قد تتهم امرأة بأنها مزيفة لمشاعرها، وهي لا تتقن سوى هذا الفن بأن تستمع للآخر وتسمعه ما يريد أن يسمع وتتحدث معه بما يشبع عقله وتجيد التوقف قبل الانصراف، كذلك الرجل الذي لا يفزعه عتاب شريكته بل يتحمل مسؤولية العلاقة ويقول لها (لنصلح هذا معاً) بدلاً من أن يصمتها أو ينفر منها أو حتى يبحث عن متع مؤقتة كسلوك ساذج وغير مسؤول.
أخيراً فإن الصمت العقابي له دلالات غير حميدة أهمها أن الفرد متلاعب وغير محترم ومتسلط وغير جدير بتحمل المسؤولية، ويعكس الشعور بالتهديد وانعدام تقدير الذات. كما يقال هناك (مسافة آمنة) هناك أيضاً مسافة خطرة، تصل بعدها النفس لمرحلة الركود وربما الدخول في دوامة الاكتئاب والخوف من الشعور مجدداً بالرفض، أخيراً فإن النفس البشرية كتلة شعورية معقدة والدوافع تبقى خفية والمتهم الأول والأخير مجهول.