حُق لوزارة الصحة أن تنصب سرادقات الفرح، وتوقد ثريات الابتهاج، إيذانًا بإعلان منظمة الصحة العالمية انتهاء حالة الطوارئ الخاصة بجائحة كورونا، ورفع الإجراءات الاحترازية الخاصة بالسفر في المملكة.
وهو فرح مستحق كفاء ما قامت به المملكة، ووزارة صحتها من جهد وعطاء، صار مثالًا عالميًا، وحظي بالحفاوة والتقريظ في كل المحافل العالمية..
فمنذ الوهلة الأولى لإعلان حالة الطوارئ العالمية حيال كورونا في يوم 30 يناير 2020م؛ أخذت المملكة أهبتها، وتقيّدت حرفيًّا بكل البروتوكولات العالمية التي وضُعت لتلافي خطر الجائحة، وأظهرت حرصًا مهنيًا عاليًا من حيث معالجة حالات الإصابة، والإعلان عنها بكل شفافية، واتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة من حظر وإلزام بلبس الكمامات في الأماكن العامة، وتفعيل منظومة العمل عن بعد في كل المرافق بما فيها دور التعليم بمراحلها المختلفة.
تبعت ذلك ملحمة التطعيم والتي جرت وفق جدول زمني منضبط غطى جميع من هم بالمملكة من مواطنين ومقيمين وزائرين؛ بل تعدّى ذلك ليشمل حتى المخالفين لأنظمة الإقامة، الأمر الذي قوبل بإشادة عالمية، وتثمين لجهود المملكة التي فاقت بها دولاً كبرى، قياسًا بمكانتها الاقتصادية والعالمية.
ولم يقف دور المملكة عند هذا الحد، فقد تراحبت جهودها وجهود وزارة الصحة ليمتد عطاؤها للمجتمع الدولي، حيث كانت المملكة في طليعة المبادرين بتقديم المعونة المالية الضخمة لمنظمة الصحة العالمية لمجابهة خطر الجائحة، والسعي نحو توفير اللقاحات للدول الفقيرة والمعوزة، في مسلك عرفت به المملكة على مر الحقب والعهود، وجاء استجابة لموقفها الإنساني النبيل في تقديم العون والإغاثة لكل من يحتاجه بعيدًا عن أي اعتبارات عقدية أو عرقية أو سياسية، فكان ذلك سطرًا باهرًا دوّنته المملكة في صفحة الإنسانية، وأدارت به بوصلة الإشادة العالمية لصنيعها الذي فاقت به الآخرين، وضربت به المثل الأجلى في تعميق مفاهيم الإنسانية سلوكًا ملموسًا وليس تنظيرًا مسطورًا..
وكان التحدي الأكبر الذي واجه المملكة تسنمها لرئاسة مجموعة العشرين في وقت الجائحة، فقدمت خلال تلك الدورة الاستثنائية عطاء أثبتت به قدرتها الفائقة في إدارة الأزمات، ومعالجة الطوارئ بأقصى درجات التقدير الأمثل لها
وكانت ثمرة ذلك كله أنها حافظت على مكانتها الاقتصادية دون اهتزاز جوهري، في وقت اضطربت في اقتصاديات دول راسخة، ومحسوبة في عداد «العالم الأول»..
لكل ذلك وغيره يحق للمملكة ووزارة الصحة فيها أن تحتفي بإعلان نهاية الحالة الطارئة لجائحة كورونا، وإن كنت أرى أن شعار «مع السلامة» الذي اتخذته وزارة الصحة عنوانًا لحملة احتفائية بهذه المناسبة، لا يخلو من مخاتلة، فأوّل ما يتبادر لذهن مطالعه حين يقرنه بنهاية الحالة الطارئة، أن المعني بالسلامة هو «الجائحة»، لما تنطوي عليه جملة «مع السلامة» التي نلوّح به توديعًا لمن يزمعون الرحيل أو المغادرة، وهم منّا بمكان الوداد والألفة والمحبة، بل ونبكي على فراقهم بمناديل الأسى والحزن.
وهو ما لا ينطبق البتّة على الجائحة، التي حق علينا أن نشيعها بدعوات السلامة منها لا السلامة معها، وأن لا يردها الله إلى حياتنا مرّة أخرى، وهو التباس لم أقع فيه لوحدي، فقد تلقيت عليه أكثر من ملاحظة حيث توهموا جميعًا -مثلي- أن السلامة المعنية في الشعار متجهة بالإشارة إلى الجائحة، مرتئين أنه كان يتوجّب أن يصاغ شعار مباشر وواضح يعمق من الجهود التي بذلتها المملكة وقيادتها ووزارة الصحة بغير التباس موجب للتفسير الملحق، والقراءة المتباينة، ولا يكون مثل شعار حملة «مع السلامة»، الذي لا أظن أن التفسير الذي ساقته وزارة الصحة في سياق الإعلان الصحفي عنه، ومفاده أن «نصحب السلامة معنا في قادم الأيام بالوعي والمكتسبات الصحية التي اكتسبناها برفع الوعي والسلامة»، قادر على أن يزيل هذا الالتباس، ويرفع حرج الفهم المزدوج، حيث لن يكون هذا التفسير الإيضاحي حاضرًا في لافتات الحملة المبثوثة في الأماكن العامة، ولا في ذهن المتلقي العادي؛ ولهذا فإن التفسير التلقائي سيكون حاضرًا ومتجهًا بعفوية نحو اعتبار أن المُودّع – أعني الجائحة– هي الملوّح لها بمنديل «مع السلامة»، وهذا لعمري يخالف كل جهود المملكة وإنجازها وحربها الضروس التي قادتها ضد هذه الجائحة، التي نأمل أن لا تطل علينا مرّة أخرى، بعد أن غيّرت حياتنا وحرمتنا من لقاء الأحبة وجعلتنا أسرى منازلنا عاجزين مكسورين نلتزم جميعًا بما أكدت عليه وزارة الصحة في إعلان حملتها من ضرورة «الالتزام بالخطوات والسلوكيات الوقائية الهامة والاحترازية كالحفاظ على النظافة الشخصية وآداب العطاس ونظافة اليدين والالتزام خصوصاً في حال الإصابة بالأمراض الفيروسية»..
نسأل الله العافية والسلامة لوطننا الغالي وقيادتنا الرشيدة، وشعبنا الوفي، والإنسانية جمعاء.
مجرد ملاحظة لا تلغي الجهود الجبارة التي قامت بها وزارة الصحة بتوجيهات القيادة ودعمها حتى بلغنا مأمننا ولله الحمد والمنة.
وهو فرح مستحق كفاء ما قامت به المملكة، ووزارة صحتها من جهد وعطاء، صار مثالًا عالميًا، وحظي بالحفاوة والتقريظ في كل المحافل العالمية..
فمنذ الوهلة الأولى لإعلان حالة الطوارئ العالمية حيال كورونا في يوم 30 يناير 2020م؛ أخذت المملكة أهبتها، وتقيّدت حرفيًّا بكل البروتوكولات العالمية التي وضُعت لتلافي خطر الجائحة، وأظهرت حرصًا مهنيًا عاليًا من حيث معالجة حالات الإصابة، والإعلان عنها بكل شفافية، واتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة من حظر وإلزام بلبس الكمامات في الأماكن العامة، وتفعيل منظومة العمل عن بعد في كل المرافق بما فيها دور التعليم بمراحلها المختلفة.
تبعت ذلك ملحمة التطعيم والتي جرت وفق جدول زمني منضبط غطى جميع من هم بالمملكة من مواطنين ومقيمين وزائرين؛ بل تعدّى ذلك ليشمل حتى المخالفين لأنظمة الإقامة، الأمر الذي قوبل بإشادة عالمية، وتثمين لجهود المملكة التي فاقت بها دولاً كبرى، قياسًا بمكانتها الاقتصادية والعالمية.
ولم يقف دور المملكة عند هذا الحد، فقد تراحبت جهودها وجهود وزارة الصحة ليمتد عطاؤها للمجتمع الدولي، حيث كانت المملكة في طليعة المبادرين بتقديم المعونة المالية الضخمة لمنظمة الصحة العالمية لمجابهة خطر الجائحة، والسعي نحو توفير اللقاحات للدول الفقيرة والمعوزة، في مسلك عرفت به المملكة على مر الحقب والعهود، وجاء استجابة لموقفها الإنساني النبيل في تقديم العون والإغاثة لكل من يحتاجه بعيدًا عن أي اعتبارات عقدية أو عرقية أو سياسية، فكان ذلك سطرًا باهرًا دوّنته المملكة في صفحة الإنسانية، وأدارت به بوصلة الإشادة العالمية لصنيعها الذي فاقت به الآخرين، وضربت به المثل الأجلى في تعميق مفاهيم الإنسانية سلوكًا ملموسًا وليس تنظيرًا مسطورًا..
وكان التحدي الأكبر الذي واجه المملكة تسنمها لرئاسة مجموعة العشرين في وقت الجائحة، فقدمت خلال تلك الدورة الاستثنائية عطاء أثبتت به قدرتها الفائقة في إدارة الأزمات، ومعالجة الطوارئ بأقصى درجات التقدير الأمثل لها
وكانت ثمرة ذلك كله أنها حافظت على مكانتها الاقتصادية دون اهتزاز جوهري، في وقت اضطربت في اقتصاديات دول راسخة، ومحسوبة في عداد «العالم الأول»..
لكل ذلك وغيره يحق للمملكة ووزارة الصحة فيها أن تحتفي بإعلان نهاية الحالة الطارئة لجائحة كورونا، وإن كنت أرى أن شعار «مع السلامة» الذي اتخذته وزارة الصحة عنوانًا لحملة احتفائية بهذه المناسبة، لا يخلو من مخاتلة، فأوّل ما يتبادر لذهن مطالعه حين يقرنه بنهاية الحالة الطارئة، أن المعني بالسلامة هو «الجائحة»، لما تنطوي عليه جملة «مع السلامة» التي نلوّح به توديعًا لمن يزمعون الرحيل أو المغادرة، وهم منّا بمكان الوداد والألفة والمحبة، بل ونبكي على فراقهم بمناديل الأسى والحزن.
وهو ما لا ينطبق البتّة على الجائحة، التي حق علينا أن نشيعها بدعوات السلامة منها لا السلامة معها، وأن لا يردها الله إلى حياتنا مرّة أخرى، وهو التباس لم أقع فيه لوحدي، فقد تلقيت عليه أكثر من ملاحظة حيث توهموا جميعًا -مثلي- أن السلامة المعنية في الشعار متجهة بالإشارة إلى الجائحة، مرتئين أنه كان يتوجّب أن يصاغ شعار مباشر وواضح يعمق من الجهود التي بذلتها المملكة وقيادتها ووزارة الصحة بغير التباس موجب للتفسير الملحق، والقراءة المتباينة، ولا يكون مثل شعار حملة «مع السلامة»، الذي لا أظن أن التفسير الذي ساقته وزارة الصحة في سياق الإعلان الصحفي عنه، ومفاده أن «نصحب السلامة معنا في قادم الأيام بالوعي والمكتسبات الصحية التي اكتسبناها برفع الوعي والسلامة»، قادر على أن يزيل هذا الالتباس، ويرفع حرج الفهم المزدوج، حيث لن يكون هذا التفسير الإيضاحي حاضرًا في لافتات الحملة المبثوثة في الأماكن العامة، ولا في ذهن المتلقي العادي؛ ولهذا فإن التفسير التلقائي سيكون حاضرًا ومتجهًا بعفوية نحو اعتبار أن المُودّع – أعني الجائحة– هي الملوّح لها بمنديل «مع السلامة»، وهذا لعمري يخالف كل جهود المملكة وإنجازها وحربها الضروس التي قادتها ضد هذه الجائحة، التي نأمل أن لا تطل علينا مرّة أخرى، بعد أن غيّرت حياتنا وحرمتنا من لقاء الأحبة وجعلتنا أسرى منازلنا عاجزين مكسورين نلتزم جميعًا بما أكدت عليه وزارة الصحة في إعلان حملتها من ضرورة «الالتزام بالخطوات والسلوكيات الوقائية الهامة والاحترازية كالحفاظ على النظافة الشخصية وآداب العطاس ونظافة اليدين والالتزام خصوصاً في حال الإصابة بالأمراض الفيروسية»..
نسأل الله العافية والسلامة لوطننا الغالي وقيادتنا الرشيدة، وشعبنا الوفي، والإنسانية جمعاء.
مجرد ملاحظة لا تلغي الجهود الجبارة التي قامت بها وزارة الصحة بتوجيهات القيادة ودعمها حتى بلغنا مأمننا ولله الحمد والمنة.