-A +A
حمود أبو طالب
كل عيون الإعلام توجهت يوم قبل أمس (السبت) إلى طهران، لمتابعة حدث يمثل أهمية كبرى في المشهد السياسي الخليجي والعربي والشرق أوسطي، بل والدولي. وزير الخارجية السعودي يصل إلى طهران، في أول زيارة لمسؤول سعودي بهذا المستوى بعد سنوات من القطيعة والخلافات العميقة التي لاحت انفراجتها في بكين شهر مارس الماضي، ومنذ ذلك الوقت تبادل الجانبان تصريحات إيجابية عن مستقبل العلاقات، لكن زيارة وزير الخارجية لطهران، ومضامين كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الإيراني، ولقاءه بالرئيس الإيراني ودعوته لزيارة المملكة، تمثل أولى الخطوات العملية لبدء علاقات جديدة مؤطرة بوضوح المقاصد والأهداف منها.

لقد أشار وزير الخارجية السعودي إلى قيام علاقات بين الرياض وطهران «على أساس واضح من الاحترام الكامل والمتبادل والاستقلال والسيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وبمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي»، وأشار إلى أن «العلاقات الطبيعية بين السعودية وإيران هي الأصل، كونهما بلدين مهمين في المنطقة، وتجمعهما أواصر الأخوة الإسلامية وحسن الجوار»، كما أكد للجانب الإيراني «أهمية التعاون بين البلدين في ما يتعلق بالأمن الإقليمي، لا سيما أمن الملاحة البحرية والممرات المائية، وأهمية التعاون بين جميع دول المنطقة لضمان خلوها من أسلحة الدمار الشامل».


لا توجد في السياسة السعودية الخارجية فذلكات والتفافات وغموض ومواربات، هي سياسة واضحة، المملكة تعرف جيداً ماذا تريد، وما المطلوب من الأطراف الأخرى الالتزام به. أهدافها واضحة، الأمن والسلم والاستقرار والازدهار والمنافع المشاركة للجميع. ومثلما قال وزير الخارجية، بأن العلاقات الطبيعية بين المملكة وإيران هي الأصل، فإن ذلك ينطبق على مفهومها للعلاقات مع أي دولة أخرى، ونحن يحدونا الأمل والتفاؤل بأن يكون نفس المبدأ والمفهوم موجود لدى إيران كي نبدأ صفحة جديدة إيجابية في تأريخ علاقاتنا.