حظيت شعيرة الحج بحضور في القصيدة العربية منذ القدم وعبّر الشعراء عن مشاعرنا نحو فريضة الحج والأماكن المقدسة؛ فحفظنا من الشعر أجزله وهتفت به ألسنتنا وتابعت أعيننا عبر مسامعنا حركة الحجاج في مكة المكرمة وقصصهم في موسم الحج.. فلن ننسى قصيدة الشاعر البرعي:
يا راحلين إلى منى بقيادي
هيجتم يوم الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي
الشوق أقلقني وصوت الحادي
ضحوا ضحاياهم وسال دماؤها
وأنا المتيم قد نحرت فؤادي
فقد عشنا في قصيدته مع كل موسم مشاعر الشوق والتمني حالما بث شكواه وصوّر نفسه التي اهتاجت وألم بها الحنين والشوق الشديد، وهو يرى الركب يتقدم وصوت حاديه يعلو مؤذناً بالانطلاق الكبير صوب بيت الله الحرام، حيث الحب والمكان الذي يجمع جميع المسلمين، فخرج منه هذا الداء الحزين الذي استهله بالنداء «يا راحلين»، فقد كان يُمَنّي نفسه بما يذهب عنها الظمأ للقاء الحبيب بزيارة البيت الحرام، لكن حظه العاثر قد منعه وهو على بعد أميال من مكة بعدما تمكن منه المرض ودب إليه الهذيان. وأكمل القصيدة في وصف دقيق لمسيرة الحجاج وتنقلهم من مكان لمكان في مكة لأداء فريضتهم.
والقصيدة مازالت حيّة على ألسنة النّاس حتى اليوم وبعد أكثر من 640 سنة، وتسرد كيف كان الحج قديمًا ومعاناة الناس حينها.
كما حظيت قصيدة الزمخشري في الحج حينما كان في القاهرة فشاهد الكعبة في التلفاز وفاضت عيناه دموعاً، شوقاً ولهفة، وقال حنينًا:
أهيم بروحي على الرابيه
وعند المطاف وفي المــروتينْ
وأهفو إلى ذِكَرٍ غـــــاليه
لدى البيت والخيف والأخشبين
فيهدر دمعي بآماقيه
ويجري لظـــاهُ على الوجنتين
ويصرخ شوقي بأعمــاقيه
فأُرســل من مقلتي دمعتين
وانتشرت القصيدة حينها حتى صارت قصيدتنا كلما رأت عيوننا المشهد الأبيض وفاضت أرواحنا شوقًا للحج.
كل القصائد التي دونها وأنشدها شعراؤها في الحج جسّدت لنا صورة الحج عبر التاريخ ونقلت أهم ما يميز كل موسم وذكر بعضها قصصًا وأحداثًا؛ فكان لموسم الحج حضور أدبي في المشهد الثقافي والاجتماعي والإعلامي من خلال «القصيدة»، أما اليوم نفتقد غياب النص الأدبي في موسم الحج رغم ازدياد عدد الحجاج والتطور الذي حدث في الأماكن المقدسة وكل ما يخدم حجاج البيت.. فأنا أعد الحضور الأدبي ضرورة ثقافية وتاريخية وإعلامية أيضًا، خاصة وأن «الأدب» بجنسيه الشعر والنثر هو الطريقة الأسرع والأرقى والأعذب؛ لنقل مشاهد الحج وحكاياه والجهود التي تبذلها الدولة السعودية لخدمة حجاج بيت الله عبر التاريخ إلى نفوس الناس أجمع؛ لأن الأدب من رأيي ذاكرة الحياة المستدامة.
أخيرًا.. كم من قصيدة ستولد في حج هذا العام وتخلدها الذاكرة الأدبية عبر الزمان يا ترى؟!
يا راحلين إلى منى بقيادي
هيجتم يوم الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي
الشوق أقلقني وصوت الحادي
ضحوا ضحاياهم وسال دماؤها
وأنا المتيم قد نحرت فؤادي
فقد عشنا في قصيدته مع كل موسم مشاعر الشوق والتمني حالما بث شكواه وصوّر نفسه التي اهتاجت وألم بها الحنين والشوق الشديد، وهو يرى الركب يتقدم وصوت حاديه يعلو مؤذناً بالانطلاق الكبير صوب بيت الله الحرام، حيث الحب والمكان الذي يجمع جميع المسلمين، فخرج منه هذا الداء الحزين الذي استهله بالنداء «يا راحلين»، فقد كان يُمَنّي نفسه بما يذهب عنها الظمأ للقاء الحبيب بزيارة البيت الحرام، لكن حظه العاثر قد منعه وهو على بعد أميال من مكة بعدما تمكن منه المرض ودب إليه الهذيان. وأكمل القصيدة في وصف دقيق لمسيرة الحجاج وتنقلهم من مكان لمكان في مكة لأداء فريضتهم.
والقصيدة مازالت حيّة على ألسنة النّاس حتى اليوم وبعد أكثر من 640 سنة، وتسرد كيف كان الحج قديمًا ومعاناة الناس حينها.
كما حظيت قصيدة الزمخشري في الحج حينما كان في القاهرة فشاهد الكعبة في التلفاز وفاضت عيناه دموعاً، شوقاً ولهفة، وقال حنينًا:
أهيم بروحي على الرابيه
وعند المطاف وفي المــروتينْ
وأهفو إلى ذِكَرٍ غـــــاليه
لدى البيت والخيف والأخشبين
فيهدر دمعي بآماقيه
ويجري لظـــاهُ على الوجنتين
ويصرخ شوقي بأعمــاقيه
فأُرســل من مقلتي دمعتين
وانتشرت القصيدة حينها حتى صارت قصيدتنا كلما رأت عيوننا المشهد الأبيض وفاضت أرواحنا شوقًا للحج.
كل القصائد التي دونها وأنشدها شعراؤها في الحج جسّدت لنا صورة الحج عبر التاريخ ونقلت أهم ما يميز كل موسم وذكر بعضها قصصًا وأحداثًا؛ فكان لموسم الحج حضور أدبي في المشهد الثقافي والاجتماعي والإعلامي من خلال «القصيدة»، أما اليوم نفتقد غياب النص الأدبي في موسم الحج رغم ازدياد عدد الحجاج والتطور الذي حدث في الأماكن المقدسة وكل ما يخدم حجاج البيت.. فأنا أعد الحضور الأدبي ضرورة ثقافية وتاريخية وإعلامية أيضًا، خاصة وأن «الأدب» بجنسيه الشعر والنثر هو الطريقة الأسرع والأرقى والأعذب؛ لنقل مشاهد الحج وحكاياه والجهود التي تبذلها الدولة السعودية لخدمة حجاج بيت الله عبر التاريخ إلى نفوس الناس أجمع؛ لأن الأدب من رأيي ذاكرة الحياة المستدامة.
أخيرًا.. كم من قصيدة ستولد في حج هذا العام وتخلدها الذاكرة الأدبية عبر الزمان يا ترى؟!