-A +A
سلطان الزايدي
لا يخلو موسم الحج إلى بيت الله الحرام من المواقف الإنسانية الرائعة، التي تسطرها الحكومة السعودية بمجموعة من الرجال والنساء الذين أخذوا على عاتقهم خدمة ضيوف الرحمن المتوافدين في كل موسم إلى المملكة العربية السعودية، هذه المواقف في ظل ثورة التقنية والمعلومات المتنوعة لم تعد حبيسة الذاكرة البشرية فقط، بل أصبحت تشاهَد في كل مكان، هذا الشرف العظيم الذي حظي به أبناء المملكة وبناتها لا يقدر بثمن، وأصبح اليوم مشاهَدا وملموسا في العالم كله. فقد توقفت كثيرًا عند حديث سيدة مسنة من دولة عربية، وهي تتمنى أن تقبل رأس كل المشاركين في خدمة الحجاج، تتحدث وهي في حالة انبهار كامل، لا يمكن تصنّعه بأي حال من الأحوال، ولن تشاهده في أي مكان يقدم خدمات كبيرة في غير بلاد الحرمين، فالمواقف كثيرة، والشعوب الإسلامية كافة تدين بالفضل لله -سبحانه وتعالى- ثم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على كل الجهود المبذولة لخدمتهم، فحالة الرضا التي يلمسها الحجيج تعطي مؤشرًا كبيرًا عن حجم الجهد والعمل المبذول لتقديم كل الخدمات المناسبة لكل ضيوف بيت الله، فالمتابع عن بُعد لما يحدث في «مكة المكرمة» من استعدادات كبيرة، لن يلتفت لكل الحملات المغرضة التي تُشن في كل موسم على المملكة، وتحديدًا في فترة الحج، فالعمل والجهود الكبيرة كانت كفيلة بدحر كل الافتراءات التي كانت تطال المملكة العربية السعودية قبل بداية كل موسم حج.

نحن كمواطنين بكل فخر نحمد الله ونشكره الذي شرّف بلدنا المملكة العربية السعودية، وأكرمها بأن تكون راعية للحرمين الشريفين، مستضيفة لحجاج بيت الله الحرام في «مكة المكرمة»، وفي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في «المدينة المنورة»، وفي كل موسم نؤكد فيه للعالم أننا نحمل هذه المسؤولية، ونؤديها على أكمل وجه متجاوزين كل المعوقات التي قد تعيق نجاح هذه العمل العظيم، فمن المستحيل أن تجد من يستطيع تنظيم أعداد كبيرة من البشر في مكان واحد، دون أن يحدث ما يعكّر صفو هذه الشعيرة العظيمة وإحدى الركائز التي بُني عليها الإسلام.


إن دور كل وسائل الإعلام اليوم، والتي تتابع رعاياها من كل مكان إبراز هذا الجهد العظيم الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين، متمثلة في الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، كأقل عمل تُكافأ به السعودية حكومةً وشعبًا على كل ما يحدث لحجاجهم من اهتمام ورعاية في «مكة المكرمة»، وأن يردوا من باب الأمانة والإنسانية والإسلام على كل من يروّج لأي حملة تستهدف أمن الحجاج في بلاد الحرمين السعودية. ففي كل موسم حج سيلمس الحجاج حالة التغيير والتطور الذي توليه المملكة لرفع مستوى الخدمات من أجل أن يصبح حجاج بيت الله في أفضل حال، ويغادرون وهم يعيشون حالة الفرح والانبهار مما وجدوا وشاهدوا على أرض مملكة الخير والبركة من اهتمام ورعاية طيبة.

وكل عام وأنتم بخير،،،