بداية لا أعني بكلمة «نحن» فرداً بعينه أو مجتمعاً دون غيره، بل أعني بها كافة المسلمين والعرب ممن تهمهم أرض فلسطين والقدس على وجه الخصوص، فالقضية الفلسطينية لم ولن تمت مع الزمن، وكما بقيت بعد رحيل الكثير من الزعماء المسلمين والعرب ستبقى أيضاً حاضرة في ذاكرة ووجدان الأجيال الحالية والقادمة، فالحقيقة قد تدفن لبعض الوقت ولكنها لا تموت، ومن المؤكد أنها ستظهر حتى ولو بعد حين، فلا شيء يبقى على حاله وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح.
منذ تأسيس إسرائيل لم تتوقف سياساتها الرسمية يوماً عن استفزاز مشاعر المسلمين، وقد اعتمدت إسرائيل في تأسيسها على منطق واحد فقط «كما تؤمن بأن بقاءها يعتمد عليه» وهو ضرورة استخدام القوة المفرطة خلال تعاملها مع الفلسطينيين أو مع غيرهم، لكن باستقراء التاريخ يتضح لنا أن القوة لا تستمر دوماً في صالح طرف بعينه، فالقوة قد تتفتت من الداخل بمرور الزمن، أو قد تجابهها قوة أكبر منها تعمل على تدميرها من الخارج، وقد ارتكبت دولة إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948 العديد من المجازر ضد الفلسطينيين وغيرهم من جيرانها، التي ستبقى في أذهان الأجيال التالية، ولا يمكن محوها بأي حال من الأحوال.
خلال العقود الماضية، تدخلت دول شرقية وغربية لتنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط من خلال إقناع الفلسطينيين وإسرائيل بقبول حل الدولتين، ولقد قبل العرب بمن فيهم الفلسطينيون بهذا المبدأ، رغم تحفظات بعض القوى السياسية العربية عليه، ولكن وبعد أن قبل العرب بذلك سرعان ما تلكأ زعماء إسرائيل وبدأوا في وضع العراقيل لوقف تنفيذ هذا المقترح، ولعل التلكؤ الدولي في الضغط على إسرائيل هو ما دعاها الى التنصل من التزاماتها التي تتغير بتغير زعمائها.
لقد كان إسحاق، رابين رئيس الوزراء الأسبق، جاداً -نوعاً ما- في وضع تسوية حقيقية بين إسرائيل والعرب لإيمانه بأن السلام هو صمام الأمان لإسرائيل، وهو الأمر الذي دفع أعداء السلام من الداخل لقتله وسط حشد من أنصاره في ذات اليوم الذي أعلن فيه التسوية السلمية، وجاءت من بعده حكومات سارعت بالتنصل من التزاماته.
على ماذا يراهن زعماء إسرائيل؟ هل يراهنون على منطق القوة؟ ولكن منطق القوة لا يدوم خاصة إذا بنيت على قرارات جائرة لا تستند إلى منطق ولا على شعبية، هل تراهن إسرائيل على صناعتها العسكرية؟ من المؤكد أن التفوق العسكري هو أمر وقتي يتغير بتغير الأزمان ولا تستطيع دولة احتكاره للأبد، فهناك دول تزعمت العالم بقوتها العسكرية لكن ظلمها وجبروتها كانا المسمار الأول في نعشها كما حدث لألمانيا النازية، والتاريخ يزخر بالكثير من الأمثلة المشابهة.
وجد التوجه الفلسطيني للقبول بحل الدولتين ترحيباً من الكثير من الدول العربية، التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل على أمل دفعها للمضي قدماً في عملية السلام، غير أنه من المؤكد أن هذا التطبيع لن يكون بحال من الأحوال على حساب القضية الفلسطينية، فلا يمكن لبضع ورقات دبلوماسية أن تغير مشاعر وأفئدة المسلمين والعرب لتنحاز لصالح إسرائيل أكثر من الفلسطينيين، وإذا استمر التعنت الإسرائيلي على هذا المنوال فلن تجد هذه الدول العربية حلاً أمامها -لحماية حقوق الفلسطينيين- سوى إيقاف التطبيع.
قبل أيام صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بضرورة اجتثاث فكرة الدولة الفلسطينية مع الإبقاء على السلطة بوضعها الحالي، وهو ما يقوض حل الدولتين التي انطلقت عملية السلام من أجلها في تسعينات القرن الماضي، ويبدو أن الترحيب العربي بالتطبيع مع إسرائيل أغرى بعض زعمائها بالمزيد من التعنت، ولم تكتفِ حكومات إسرائيل بسلوكياتها المتعنتة تلك، بل يحرص الكثير من زعمائها بين الحين والآخر -ومن أجل الفوز في الانتخابات- على التلويح بورقة المستوطنات، فنجدهم حريصين على إبداء رغبتهم في بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة فوق الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وتعتقد إسرائيل أن التوسع في هذه المستوطنات سيساهم في تغيير التركيبة السكانية لصالح الشعب الإسرائيلي ويجعلهم أكثر عدداً من الفلسطينيين، وتتناسى أن بناء مستوطناتها على أراضٍ محتلة يعتبر -وفق مواثيق المنظمة الأممية- من جرائم الحرب؛ لأنها بنيت على أرض مغتصبة.
على مدار التاريخ القديم والحديث تتغير موازين القوى دوماً وبشكل مستمر، ومن المرجح أن استمرار تعنت إسرائيل تجاه الفلسطينيين سيشكل بداية النهاية بالنسبة لها، فالقوة المفرطة وحدها لن تؤسس حضارة خالدة يوماً ما، ولن تنجح سياسة الاستفزاز في تأسيس دولة قوية ذات سيادة، بل سيخلق لها أعداءً من الداخل قبل الخارج.
منذ تأسيس إسرائيل لم تتوقف سياساتها الرسمية يوماً عن استفزاز مشاعر المسلمين، وقد اعتمدت إسرائيل في تأسيسها على منطق واحد فقط «كما تؤمن بأن بقاءها يعتمد عليه» وهو ضرورة استخدام القوة المفرطة خلال تعاملها مع الفلسطينيين أو مع غيرهم، لكن باستقراء التاريخ يتضح لنا أن القوة لا تستمر دوماً في صالح طرف بعينه، فالقوة قد تتفتت من الداخل بمرور الزمن، أو قد تجابهها قوة أكبر منها تعمل على تدميرها من الخارج، وقد ارتكبت دولة إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948 العديد من المجازر ضد الفلسطينيين وغيرهم من جيرانها، التي ستبقى في أذهان الأجيال التالية، ولا يمكن محوها بأي حال من الأحوال.
خلال العقود الماضية، تدخلت دول شرقية وغربية لتنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط من خلال إقناع الفلسطينيين وإسرائيل بقبول حل الدولتين، ولقد قبل العرب بمن فيهم الفلسطينيون بهذا المبدأ، رغم تحفظات بعض القوى السياسية العربية عليه، ولكن وبعد أن قبل العرب بذلك سرعان ما تلكأ زعماء إسرائيل وبدأوا في وضع العراقيل لوقف تنفيذ هذا المقترح، ولعل التلكؤ الدولي في الضغط على إسرائيل هو ما دعاها الى التنصل من التزاماتها التي تتغير بتغير زعمائها.
لقد كان إسحاق، رابين رئيس الوزراء الأسبق، جاداً -نوعاً ما- في وضع تسوية حقيقية بين إسرائيل والعرب لإيمانه بأن السلام هو صمام الأمان لإسرائيل، وهو الأمر الذي دفع أعداء السلام من الداخل لقتله وسط حشد من أنصاره في ذات اليوم الذي أعلن فيه التسوية السلمية، وجاءت من بعده حكومات سارعت بالتنصل من التزاماته.
على ماذا يراهن زعماء إسرائيل؟ هل يراهنون على منطق القوة؟ ولكن منطق القوة لا يدوم خاصة إذا بنيت على قرارات جائرة لا تستند إلى منطق ولا على شعبية، هل تراهن إسرائيل على صناعتها العسكرية؟ من المؤكد أن التفوق العسكري هو أمر وقتي يتغير بتغير الأزمان ولا تستطيع دولة احتكاره للأبد، فهناك دول تزعمت العالم بقوتها العسكرية لكن ظلمها وجبروتها كانا المسمار الأول في نعشها كما حدث لألمانيا النازية، والتاريخ يزخر بالكثير من الأمثلة المشابهة.
وجد التوجه الفلسطيني للقبول بحل الدولتين ترحيباً من الكثير من الدول العربية، التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل على أمل دفعها للمضي قدماً في عملية السلام، غير أنه من المؤكد أن هذا التطبيع لن يكون بحال من الأحوال على حساب القضية الفلسطينية، فلا يمكن لبضع ورقات دبلوماسية أن تغير مشاعر وأفئدة المسلمين والعرب لتنحاز لصالح إسرائيل أكثر من الفلسطينيين، وإذا استمر التعنت الإسرائيلي على هذا المنوال فلن تجد هذه الدول العربية حلاً أمامها -لحماية حقوق الفلسطينيين- سوى إيقاف التطبيع.
قبل أيام صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بضرورة اجتثاث فكرة الدولة الفلسطينية مع الإبقاء على السلطة بوضعها الحالي، وهو ما يقوض حل الدولتين التي انطلقت عملية السلام من أجلها في تسعينات القرن الماضي، ويبدو أن الترحيب العربي بالتطبيع مع إسرائيل أغرى بعض زعمائها بالمزيد من التعنت، ولم تكتفِ حكومات إسرائيل بسلوكياتها المتعنتة تلك، بل يحرص الكثير من زعمائها بين الحين والآخر -ومن أجل الفوز في الانتخابات- على التلويح بورقة المستوطنات، فنجدهم حريصين على إبداء رغبتهم في بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة فوق الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وتعتقد إسرائيل أن التوسع في هذه المستوطنات سيساهم في تغيير التركيبة السكانية لصالح الشعب الإسرائيلي ويجعلهم أكثر عدداً من الفلسطينيين، وتتناسى أن بناء مستوطناتها على أراضٍ محتلة يعتبر -وفق مواثيق المنظمة الأممية- من جرائم الحرب؛ لأنها بنيت على أرض مغتصبة.
على مدار التاريخ القديم والحديث تتغير موازين القوى دوماً وبشكل مستمر، ومن المرجح أن استمرار تعنت إسرائيل تجاه الفلسطينيين سيشكل بداية النهاية بالنسبة لها، فالقوة المفرطة وحدها لن تؤسس حضارة خالدة يوماً ما، ولن تنجح سياسة الاستفزاز في تأسيس دولة قوية ذات سيادة، بل سيخلق لها أعداءً من الداخل قبل الخارج.