أدمنت متابعة القنوات الإخبارية بجميع تلوناتها المؤيدة، والمعارضة، وليس خافياً أننا أصبحنا صيداً سهلاً لهدير الأخبار المنبعثة من كل مكان.
خلال الأيام الماضية، ومن شدة ضيقي بما تحمله الأخبار، تصورت نفسي ممسكاً بخارطة العالم، وأدنيتها من شمعة تراقص لهبها، فتسارعت الخارطة في الاحتراق، كما هو حادث في الواقع. إذ لا يمكن نجاة العالم من ذلك الاحتراق،؛ احتراق عسكري، أو اقتصادي، او اجتماعي، أو بيئي. كل الأشياء تجمعت؛ لكي تحرق بعضها بعضاً.
فأين النجاة من ذلك الاحتراق الشامل؟
وهذا القول لا يعني بتاتاً أن العالم لم يكن مشتعلاً في السنوات الماضية، وإنما يعني أن كل ما يمور في العالم غدا منصبّاً بين عينيك، ويتغلغل في مسامعك، ففي السابق كان الناس معزولين في بقع جغرافية لا تهتم إلا بما فيها أو يجاورها؛ ولذلك كانت الحياة سهلة بسيطة، وهو الواقع الذي يختصر الآن (بزمن الطيبين)، كون حياتهم مرتبطة بأمور شخصية وإن تمددت فلن تبتعد عن أخبار الحروب البعيدة التي لا تعنيهم بشيء، كما أن التقلبات الاقتصادية لا تؤثر في حياتهم فكل ما يحتاجونه يجدونه حتى إن كان كفافاً، إذ لم تستشرِ شهوة الاستهلاك، يعيشون وفق عاداتهم الاجتماعية المتعارف عليها ذات قواعد أخلاقية ثابتة لا يتم اختراقها من أحد.
أشعر بدوامة الأحداث، وتغير القيم، والمفاهيم، مع إيماني أن الإنسان قادر على التواؤم مع محيطه الحياتي، وقادر على السيطرة عليه -على الأقل كي يستطيع العيش وفق مقوماته- وربما تكون المتغيرات الحياتية غير متوافقة مع جيلنا والجيل الذي سبقنا، فهي متغيرات عنيفة، في كل شيء، فلو استثنينا الحروب والكساد الاقتصادي في العالم، فسنجد أنفسنا في (الفرامة) الاجتماعية من خلال إحلال أنظمة اجتماعية (العالم يتنادى بها كواقع علينا عدم رفضه أو الإشارة إلى رفضه)، وإذا قفزنا عن تلك المناداة، كوننا راحلين قبل أن تفرضها تلك القوى، فسوف نسقط في شرنقة الذكاء الاصطناعي الذي بدأ في إحلال ما لا نتصوره، والتأكيد بأنه سيكون واقعاً في الأيام القادمة.
سنكون غرباء، إذا لم نكن قد أمسينا غرباء، وإزاء وحشة الغربة، فما الذي يجب علينا فعله؟
أذكر أن الأدباء والكتّاب عقب الثورة الصناعية تنادوا بالعودة إلى القرية، تلك المساحة الجغرافية التي لم تصل إليها الثورة، أما الآن فليس هناك قرية، وليس هناك مكان آمن من هدير وفيضان الأخبار.
فإلى أين المسير؟
فقط -وبثقافتنا القديمة- أشفق على هذا الجيل.
خلال الأيام الماضية، ومن شدة ضيقي بما تحمله الأخبار، تصورت نفسي ممسكاً بخارطة العالم، وأدنيتها من شمعة تراقص لهبها، فتسارعت الخارطة في الاحتراق، كما هو حادث في الواقع. إذ لا يمكن نجاة العالم من ذلك الاحتراق،؛ احتراق عسكري، أو اقتصادي، او اجتماعي، أو بيئي. كل الأشياء تجمعت؛ لكي تحرق بعضها بعضاً.
فأين النجاة من ذلك الاحتراق الشامل؟
وهذا القول لا يعني بتاتاً أن العالم لم يكن مشتعلاً في السنوات الماضية، وإنما يعني أن كل ما يمور في العالم غدا منصبّاً بين عينيك، ويتغلغل في مسامعك، ففي السابق كان الناس معزولين في بقع جغرافية لا تهتم إلا بما فيها أو يجاورها؛ ولذلك كانت الحياة سهلة بسيطة، وهو الواقع الذي يختصر الآن (بزمن الطيبين)، كون حياتهم مرتبطة بأمور شخصية وإن تمددت فلن تبتعد عن أخبار الحروب البعيدة التي لا تعنيهم بشيء، كما أن التقلبات الاقتصادية لا تؤثر في حياتهم فكل ما يحتاجونه يجدونه حتى إن كان كفافاً، إذ لم تستشرِ شهوة الاستهلاك، يعيشون وفق عاداتهم الاجتماعية المتعارف عليها ذات قواعد أخلاقية ثابتة لا يتم اختراقها من أحد.
أشعر بدوامة الأحداث، وتغير القيم، والمفاهيم، مع إيماني أن الإنسان قادر على التواؤم مع محيطه الحياتي، وقادر على السيطرة عليه -على الأقل كي يستطيع العيش وفق مقوماته- وربما تكون المتغيرات الحياتية غير متوافقة مع جيلنا والجيل الذي سبقنا، فهي متغيرات عنيفة، في كل شيء، فلو استثنينا الحروب والكساد الاقتصادي في العالم، فسنجد أنفسنا في (الفرامة) الاجتماعية من خلال إحلال أنظمة اجتماعية (العالم يتنادى بها كواقع علينا عدم رفضه أو الإشارة إلى رفضه)، وإذا قفزنا عن تلك المناداة، كوننا راحلين قبل أن تفرضها تلك القوى، فسوف نسقط في شرنقة الذكاء الاصطناعي الذي بدأ في إحلال ما لا نتصوره، والتأكيد بأنه سيكون واقعاً في الأيام القادمة.
سنكون غرباء، إذا لم نكن قد أمسينا غرباء، وإزاء وحشة الغربة، فما الذي يجب علينا فعله؟
أذكر أن الأدباء والكتّاب عقب الثورة الصناعية تنادوا بالعودة إلى القرية، تلك المساحة الجغرافية التي لم تصل إليها الثورة، أما الآن فليس هناك قرية، وليس هناك مكان آمن من هدير وفيضان الأخبار.
فإلى أين المسير؟
فقط -وبثقافتنا القديمة- أشفق على هذا الجيل.