قبل بضع سنوات وأثناء عبور شارع بمدينة لندن صادفت معارضاً سعودياً معروفاً أضاع سنوات عمره يلاحق أحلاماً لم يحقق منها شيئاً، تلاقت العيون وكان ينتظر أي إشارة للسلام أو بدء الحديث، لكنني مضيت في طريقي ومضى في طريقه المعاكس، ولا أخفيكم لوهلة كاد شغفي الصحفي أن يتغلب عليّ فأغتنم المصادفة لأحاوره أو أناقشه لولا أن شعور النفور تغلب على إغراء المهنة !
في الحقيقة لم أكن لأتوقع منه حواراً مفيداً أو نقاشاً موضوعياً، فالرجل طيلة سنوات إعلان معارضته وهو يطارد سراباً ويعيش وهماً دون أن يقدم أي مشروع مقنع، ولو كان واقعياً لأدرك انتكاس مشروعه مع فشله الذريع في حشد أي تأييد شعبي لأفكاره أو مطالبه طيلة عقود من الزمن، فالسعوديون لم ينظروا له ولأمثاله سوى على أنهم حالة تمرد عاجزة، لا يملكون أي مشروع قابل للتطبيق أو مصداقية جاذبة للثقة، مجرد شعارات واهمة تجسد فشلها في نماذج عربية عديدة غرقت في الفوضى والبؤس بعد الاستقرار والرخاء !
سألتني مرة صديقة أمريكية تعمل في الصحافة ألا يوجد لديكم رغبة في التغيير لأجل حياة أفضل، قلت لها تغيير ماذا ؟! نحن بالفعل نعيش حياة أفضل من معظم شعوب العالم، أمن يبث الطمأنينة وتعليم مجاني ورعاية صحية دون مقابل، وابتعاث تتحمل الدولة تكلفته للطلاب المتميزين، وبرامج دعم لتمويل الحصول على المساكن وتأسيس المشاريع التجارية، لماذا نريد أن نغير هذا ؟!
قالت حرية التعبير والتظاهر، قلت لها أنا أعبّر طوال حياتي عن رأيي بكل حرية في قضايا المجتمع والقرارات الحكومية والأنظمة والقوانين الصادرة ولم يمنعني أحد، أما التظاهر فليس معياراً للحرية بل غالباً يرتبط ذهنياً بالفوضى، ولدينا مكتسبات تنموية وحضارية لا نريد للفوضى أن تدمرها كما تفعل المظاهرات في أمريكا وفرنسا وبريطانيا - كانت وقتها نشرات الأخبار مليئة بعنف المظاهرات في هذه الدول بسبب قيود كورونا وعنف الشرطة - كما أن ما نشاهده من عنف من السلطات في باريس وبعض المدن الأمريكية لقمعها لا يدل على حرية !
مشكلة من يتبنون في الغرب مشاريع تغيير أو يستخدمون شعارات الحرية والديمقراطية أنهم منفصلون عن واقع مجتمعات لا يفهمونها ولا يعرفونها، أما بعضنا الذين أفاقوا فجأة من النوم ليصبحوا معارضين، فهم أسرى أحلام وأوهام وأطماع، هناك من أفاق منها ليجد وطناً حانياً يعيده إلى حضنه الدافئ، وهناك من ما زال أسير غربته الباردة، وحتى تعرفوا حقيقة شعاراتهم يكفي أن تنظروا لخلافاتهم بينهم وحروبهم على بعضهم، فهل مثل هؤلاء نسلمهم حاضرنا أو نأتمنهم على مستقبلنا ؟!
في الحقيقة لم أكن لأتوقع منه حواراً مفيداً أو نقاشاً موضوعياً، فالرجل طيلة سنوات إعلان معارضته وهو يطارد سراباً ويعيش وهماً دون أن يقدم أي مشروع مقنع، ولو كان واقعياً لأدرك انتكاس مشروعه مع فشله الذريع في حشد أي تأييد شعبي لأفكاره أو مطالبه طيلة عقود من الزمن، فالسعوديون لم ينظروا له ولأمثاله سوى على أنهم حالة تمرد عاجزة، لا يملكون أي مشروع قابل للتطبيق أو مصداقية جاذبة للثقة، مجرد شعارات واهمة تجسد فشلها في نماذج عربية عديدة غرقت في الفوضى والبؤس بعد الاستقرار والرخاء !
سألتني مرة صديقة أمريكية تعمل في الصحافة ألا يوجد لديكم رغبة في التغيير لأجل حياة أفضل، قلت لها تغيير ماذا ؟! نحن بالفعل نعيش حياة أفضل من معظم شعوب العالم، أمن يبث الطمأنينة وتعليم مجاني ورعاية صحية دون مقابل، وابتعاث تتحمل الدولة تكلفته للطلاب المتميزين، وبرامج دعم لتمويل الحصول على المساكن وتأسيس المشاريع التجارية، لماذا نريد أن نغير هذا ؟!
قالت حرية التعبير والتظاهر، قلت لها أنا أعبّر طوال حياتي عن رأيي بكل حرية في قضايا المجتمع والقرارات الحكومية والأنظمة والقوانين الصادرة ولم يمنعني أحد، أما التظاهر فليس معياراً للحرية بل غالباً يرتبط ذهنياً بالفوضى، ولدينا مكتسبات تنموية وحضارية لا نريد للفوضى أن تدمرها كما تفعل المظاهرات في أمريكا وفرنسا وبريطانيا - كانت وقتها نشرات الأخبار مليئة بعنف المظاهرات في هذه الدول بسبب قيود كورونا وعنف الشرطة - كما أن ما نشاهده من عنف من السلطات في باريس وبعض المدن الأمريكية لقمعها لا يدل على حرية !
مشكلة من يتبنون في الغرب مشاريع تغيير أو يستخدمون شعارات الحرية والديمقراطية أنهم منفصلون عن واقع مجتمعات لا يفهمونها ولا يعرفونها، أما بعضنا الذين أفاقوا فجأة من النوم ليصبحوا معارضين، فهم أسرى أحلام وأوهام وأطماع، هناك من أفاق منها ليجد وطناً حانياً يعيده إلى حضنه الدافئ، وهناك من ما زال أسير غربته الباردة، وحتى تعرفوا حقيقة شعاراتهم يكفي أن تنظروا لخلافاتهم بينهم وحروبهم على بعضهم، فهل مثل هؤلاء نسلمهم حاضرنا أو نأتمنهم على مستقبلنا ؟!