كشف القيادي الليبي أحمد قذاف الدم وأحد المقربين من الرئيس الراحل معمر القذافي؛ في لقاء تلفزيوني عرض مؤخراً عبر منصات اجتماعية، بعض تفاصيل علاقة القذافي الشائكة بالسعودية، والتي لا يمكن وصفها إلا بالغريبة كغرابة أطوار القذافي نفسه.
القذافي انقلب على الحكم الملكي في ليبيا متأثراً بالثورة المصرية وبالرئيس جمال عبد الناصر، وكان متحمساً جداً في عدائه للدول الملكية ومزايداً حتى على عبدالناصر نفسه.
الشاب المتحمس الذي لم يتجاوز الخامسة وعشرين عاماً عند انقلابه على الملك الليبي إدريس السنوسي، كبر وبقي عداؤه للسعودية والسعوديين قائماً ومحتلاً جزءاً من تفكيره وحساباته ومؤامراته.
كانت القمم العربية التي يشارك فيها مسرحاً للكثير من الصدامات والاختلاف في وجهات النظر، ولعلنا نتذكر موقف الملك عبدالله من القذافي خلال مؤتمر قمة شرم الشيخ 2003، ذلك الموقف لم يكن يعبر عن عتب سعودي بل كان ثورة غضب لتآمر ونكران معروف لم يمر التاريخ بمثله، كيف لا والسعوديون عملوا طوال عقد التسعينات على فك الحصار عن ليبيا وفك رقبة القذافي من مشنقة الغرب التي حضّرت لها بعناية، إثر حادثة لوكربي المتهم فيها شخصياً والتي كادت أن تودي به إلى المحاكمة الدولية.
السعوديون بقيادة الدبلوماسي المحترف الأمير بندر بن سلطان وبمشاركة من الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا فكوا حبل المشنقة وأعادت الرياض طرابلس الغرب للساحة الدولية ورفعت العقوبات، لكن القذافي وبدلاً من رد المعروف ينخرط في مؤامرة مع سعد الفقيه والمسعري وأعضاء في جماعة الإخوان لاغتيال القيادة السعودية ممثلة في الأمير عبدالله ولي العهد حينها.
لم تكن تلك إلّا جزءاً من رحلة طويلة من علاقة بالغة الخشونة مارسها القذافي مع المملكة، والتي قابلتها بالتغافل والصبر وهو أمر لم يعرف قيمته القذافي إلا لاحقاً بعدما غدر به أصدقاؤه وحلفاؤه ولم يجد غير السعوديين يقفون على الحياد، رافضين المشاركة في الإطاحة به، واعتبروا أن ما يحصل قضية ليبية داخلية، ولا يمكن للسعودية أن تساهم أبداً في تفاقمها.
في أواسط الثمانينات أرسل القذافي إلى موسم الحج طائرات محملة بأعضاء اللجان الثورية لملاحقة من أسماهم (الكلاب الضالة) وهو مصطلح أطلقه القذافي ضد المعارضين الليبيين الذين يعيشون في أوروبا والعالم العربي ويذهبون للحج، وكانت المخابرات الليبية ترغب في اصطيادهم وقتلهم أثناء الشعيرة المقدسة وفي المشعر الحرام، السلطات السعودية اكتشفت تلك المؤامرة وقبضت على أعضائها.
أكد قذاف الدم أيضاً على صحة استقبال القذافي لكوادر من تنظيم الإخوان المسلمين – في الكويت - وهما مبارك الدويلة وحاكم المطيري اللذان ذهبا إليه للتنسيق معه ضد السعودية، كانوا يعلمون حقده وكراهيته للسعودية وتبذيره الأموال على مشاريع إجرامية فاشلة، وكانوا يريدون منه الأموال والدعم لإثارة القلاقل في السعودية بمشاركة ذراع الإخوان العسكرية (تنظيم القاعدة).
في العام 2011 وعندما أثيرت أعمال الشغب على أيدي تنظيم القاعدة وكوادر الإخوان فيما سمي (الثورة الليبية) وتم حشد الإعلام والتحقت فرنسا وبعض الدول الغربية بها، رفضت الرياض أن تجازي القذافي بما اقترفته يداه في حقها طوال أربعة عقود، نعم كان بإمكانها أن تصطف ضده – ولا تلام-، لكن السعوديين كانوا كما دائماً نبلاء في خصومتهم، شرفاء مع من ينكسر، ورفضوا أن ينخرطوا في المشروع الغربي ضد ليبيا، كما رفضوا الانخراط في المشروع الغربي الآخر ضد العراق 2003.
القذافي انقلب على الحكم الملكي في ليبيا متأثراً بالثورة المصرية وبالرئيس جمال عبد الناصر، وكان متحمساً جداً في عدائه للدول الملكية ومزايداً حتى على عبدالناصر نفسه.
الشاب المتحمس الذي لم يتجاوز الخامسة وعشرين عاماً عند انقلابه على الملك الليبي إدريس السنوسي، كبر وبقي عداؤه للسعودية والسعوديين قائماً ومحتلاً جزءاً من تفكيره وحساباته ومؤامراته.
كانت القمم العربية التي يشارك فيها مسرحاً للكثير من الصدامات والاختلاف في وجهات النظر، ولعلنا نتذكر موقف الملك عبدالله من القذافي خلال مؤتمر قمة شرم الشيخ 2003، ذلك الموقف لم يكن يعبر عن عتب سعودي بل كان ثورة غضب لتآمر ونكران معروف لم يمر التاريخ بمثله، كيف لا والسعوديون عملوا طوال عقد التسعينات على فك الحصار عن ليبيا وفك رقبة القذافي من مشنقة الغرب التي حضّرت لها بعناية، إثر حادثة لوكربي المتهم فيها شخصياً والتي كادت أن تودي به إلى المحاكمة الدولية.
السعوديون بقيادة الدبلوماسي المحترف الأمير بندر بن سلطان وبمشاركة من الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا فكوا حبل المشنقة وأعادت الرياض طرابلس الغرب للساحة الدولية ورفعت العقوبات، لكن القذافي وبدلاً من رد المعروف ينخرط في مؤامرة مع سعد الفقيه والمسعري وأعضاء في جماعة الإخوان لاغتيال القيادة السعودية ممثلة في الأمير عبدالله ولي العهد حينها.
لم تكن تلك إلّا جزءاً من رحلة طويلة من علاقة بالغة الخشونة مارسها القذافي مع المملكة، والتي قابلتها بالتغافل والصبر وهو أمر لم يعرف قيمته القذافي إلا لاحقاً بعدما غدر به أصدقاؤه وحلفاؤه ولم يجد غير السعوديين يقفون على الحياد، رافضين المشاركة في الإطاحة به، واعتبروا أن ما يحصل قضية ليبية داخلية، ولا يمكن للسعودية أن تساهم أبداً في تفاقمها.
في أواسط الثمانينات أرسل القذافي إلى موسم الحج طائرات محملة بأعضاء اللجان الثورية لملاحقة من أسماهم (الكلاب الضالة) وهو مصطلح أطلقه القذافي ضد المعارضين الليبيين الذين يعيشون في أوروبا والعالم العربي ويذهبون للحج، وكانت المخابرات الليبية ترغب في اصطيادهم وقتلهم أثناء الشعيرة المقدسة وفي المشعر الحرام، السلطات السعودية اكتشفت تلك المؤامرة وقبضت على أعضائها.
أكد قذاف الدم أيضاً على صحة استقبال القذافي لكوادر من تنظيم الإخوان المسلمين – في الكويت - وهما مبارك الدويلة وحاكم المطيري اللذان ذهبا إليه للتنسيق معه ضد السعودية، كانوا يعلمون حقده وكراهيته للسعودية وتبذيره الأموال على مشاريع إجرامية فاشلة، وكانوا يريدون منه الأموال والدعم لإثارة القلاقل في السعودية بمشاركة ذراع الإخوان العسكرية (تنظيم القاعدة).
في العام 2011 وعندما أثيرت أعمال الشغب على أيدي تنظيم القاعدة وكوادر الإخوان فيما سمي (الثورة الليبية) وتم حشد الإعلام والتحقت فرنسا وبعض الدول الغربية بها، رفضت الرياض أن تجازي القذافي بما اقترفته يداه في حقها طوال أربعة عقود، نعم كان بإمكانها أن تصطف ضده – ولا تلام-، لكن السعوديين كانوا كما دائماً نبلاء في خصومتهم، شرفاء مع من ينكسر، ورفضوا أن ينخرطوا في المشروع الغربي ضد ليبيا، كما رفضوا الانخراط في المشروع الغربي الآخر ضد العراق 2003.