عبارة «علم كلام جديد» ظهرت أول مرة لدى العالم الهندي شبلي النعماني في كتابه «علم الكلام الجديد» الصادر سنة 1902؛ لقد كان غرض النعماني هو إضافة مباحث جديدة إلى مسائل الصفات والأفعال التي شغلت المتكلمين الأوائل، لكي ينفتح علم الاعتقاد الإسلامي على الموضوعات الحداثية؛ مثل حقوق الإنسان وحرية المرأة والتقدم العلمي والاجتماعي..
لقد ظل النعماني تراثياً تقليدياً، كما هو حال الإمام جمال الدين الأفغاني في رده على الدهريين والإمام محمد عبده في رسالته للتوحيد، بالرغم بأنه ما يهم دعاة الإصلاح والتجديد هو فسح المجال لقيم وأفكار التحديث من خلال إعادة تنقية كتب الكلام والعقيدة من التصورات الميتافيزيقية والمنطقية؛ التي لم تعد تلائم فكر العصر وأحواله المعيشية.
لم يخرج هؤلاء، كما زعم البعض، عن اعتقاد السلف من الأشاعرة وأهل الحديث، لكنهم دعوا إلى نبذ عقليات الجدل العقيم والافتراضات المجردة المنفصلة عن الواقع والتاريخ.
كان محمد إقبال في كتابه «تجديد الفكر الديني» أول من دعا بوضوح إلى تجديد فلسفة وطرق الاعتقاد، بطرح أسس توحيد يقوم على ذاتية الإنسان وقيم العمل والإبداع والتطور، وإن كانت محاولته الرائعة والجريئة لم تؤثر كثيراً في الفكر الإسلامي.
لقد عالج الكاتب المصري المعروف أحمد أمين، في سلسلته التاريخية حول الإسلام، موضوعات علم الكلام، ومال إلى إعادة الاعتبار للمدرسة الاعتزالية؛ لكونها أعلت من شأن العقل واعتبرت أنه مقدم على النقل في أمور الاعتقاد وقالت بأنه المعيار في التحسين والتقبيح.
ويرى محمد أركون أن فكرة المعتزلة، كان يمكن أن تؤدي إلى ثورة تأويلية كبرى في الإسلام، لكونها تفتح الطريق أمام مقاربة القراءة الحرة المفتوحة للنص في سياقه المرجعي وتنزله التاريخي.
إن هذه الثورة التأويلية هي التي سعى إليها حسن حنفي ونصر حامد أبو زيد في كتبهما الفلسفية والفكرية؛ حنفي تناول تاريخ علم الكلام ومباحثه النظرية في عمل موسوعي ضخم، تبنى فيه أفكار اليسار الكاثوليكي في أمريكا الجنوبية من خلال الدعوة إلى الدفاع عن الأرض والبشر ومواجهة الفقر والطغيان والاستغلال، بما يقتضي إعادة فهم وصياغة المفاهيم العقدية في اتجاه إنساني جديد.
أما أبو زيد فدعا إلى تأويلية إسلامية تحرر التراث التاريخي الذي هو حصيلة فهم المسلمين لنصوصهم المقدسة ولا يمكن أن يلتبس بالأصل والمرجع الأعلى.
لقد تداخلت هذه الجهود الفكرية مع كتابات المتكلمين الشيعة الجدد من أمثال عبدالكريم سروش في إيران وعبدالجبار الرفاعي في العراق، وكلها تسير في الاتجاه نفسه؛ أي تطبيق أدوات فلسفة الدين والهرمنوطيقا في فهم النص الديني وإعادة فهمه.
ما أريد أن أختم به هو أنه إذا كان لا خلاف على أصول الاعتقاد وثوابته، وهي واضحة في ديننا ولا التباس فيها، فإن الكثير من اصطلاحات المتكلمين الأوائل ليست ملزمة للمسلمين اليوم الذين يعيشون في وضع تاريخي غير مسبوق.
علم الكلام عليه أن لا يكون عائقاً أمام الإبداع والفعل، وكما يقول محمد إقبال: جوهر عقيدة المسلم هو الخلق والتغيير.
لقد ظل النعماني تراثياً تقليدياً، كما هو حال الإمام جمال الدين الأفغاني في رده على الدهريين والإمام محمد عبده في رسالته للتوحيد، بالرغم بأنه ما يهم دعاة الإصلاح والتجديد هو فسح المجال لقيم وأفكار التحديث من خلال إعادة تنقية كتب الكلام والعقيدة من التصورات الميتافيزيقية والمنطقية؛ التي لم تعد تلائم فكر العصر وأحواله المعيشية.
لم يخرج هؤلاء، كما زعم البعض، عن اعتقاد السلف من الأشاعرة وأهل الحديث، لكنهم دعوا إلى نبذ عقليات الجدل العقيم والافتراضات المجردة المنفصلة عن الواقع والتاريخ.
كان محمد إقبال في كتابه «تجديد الفكر الديني» أول من دعا بوضوح إلى تجديد فلسفة وطرق الاعتقاد، بطرح أسس توحيد يقوم على ذاتية الإنسان وقيم العمل والإبداع والتطور، وإن كانت محاولته الرائعة والجريئة لم تؤثر كثيراً في الفكر الإسلامي.
لقد عالج الكاتب المصري المعروف أحمد أمين، في سلسلته التاريخية حول الإسلام، موضوعات علم الكلام، ومال إلى إعادة الاعتبار للمدرسة الاعتزالية؛ لكونها أعلت من شأن العقل واعتبرت أنه مقدم على النقل في أمور الاعتقاد وقالت بأنه المعيار في التحسين والتقبيح.
ويرى محمد أركون أن فكرة المعتزلة، كان يمكن أن تؤدي إلى ثورة تأويلية كبرى في الإسلام، لكونها تفتح الطريق أمام مقاربة القراءة الحرة المفتوحة للنص في سياقه المرجعي وتنزله التاريخي.
إن هذه الثورة التأويلية هي التي سعى إليها حسن حنفي ونصر حامد أبو زيد في كتبهما الفلسفية والفكرية؛ حنفي تناول تاريخ علم الكلام ومباحثه النظرية في عمل موسوعي ضخم، تبنى فيه أفكار اليسار الكاثوليكي في أمريكا الجنوبية من خلال الدعوة إلى الدفاع عن الأرض والبشر ومواجهة الفقر والطغيان والاستغلال، بما يقتضي إعادة فهم وصياغة المفاهيم العقدية في اتجاه إنساني جديد.
أما أبو زيد فدعا إلى تأويلية إسلامية تحرر التراث التاريخي الذي هو حصيلة فهم المسلمين لنصوصهم المقدسة ولا يمكن أن يلتبس بالأصل والمرجع الأعلى.
لقد تداخلت هذه الجهود الفكرية مع كتابات المتكلمين الشيعة الجدد من أمثال عبدالكريم سروش في إيران وعبدالجبار الرفاعي في العراق، وكلها تسير في الاتجاه نفسه؛ أي تطبيق أدوات فلسفة الدين والهرمنوطيقا في فهم النص الديني وإعادة فهمه.
ما أريد أن أختم به هو أنه إذا كان لا خلاف على أصول الاعتقاد وثوابته، وهي واضحة في ديننا ولا التباس فيها، فإن الكثير من اصطلاحات المتكلمين الأوائل ليست ملزمة للمسلمين اليوم الذين يعيشون في وضع تاريخي غير مسبوق.
علم الكلام عليه أن لا يكون عائقاً أمام الإبداع والفعل، وكما يقول محمد إقبال: جوهر عقيدة المسلم هو الخلق والتغيير.