-A +A
حسين شبكشي
مع تحديات عالم الأعمال وتقلبات أوضاع السوق فيه ومع شراسة التنافس في مجالات صعبة ومعقدة قد يكون من المرجح أن يضيع رجل الأعمال في صخب الأحداث المتتالية وضغوطات الحياة بمختلف أشكالها.

وبالتالي ينسى واجباته والتزاماته الأخلاقية تجاه مجتمعه بالمساعدة ومد يد العون وعمل الخير ونشر البر. ولكن لا يزال الخير وأهله بخير، وتسليط الضوء على النماذج المضيئة مسألة مهمة ومطلوبة لإبقاء القدوات حية متقدة في عيون الناس ووعيهم بشكل مستمر ودونما أي انقطاع.


ومن بين النماذج المهمة والمميزة والناجحة جداً والتي تمكّنت من التفوق في مجال الأعمال والبراعة في مختلف مجالات الخير عماد المهيدب أو كما يعرف بين أحبابه «أبو عبدالله».

وينتمي أبو عبدالله إلى أسرة تجارية معروفة في بلادنا وخارجها، ولكن الرجل فرض بصمة حضوره المميز في الأوساط المجتمعية وأصبح وجيهاً اجتماعياً بامتياز يتصدر المجالس ويسكن قلوب من يحضرها. وشغف أبو عبدالله في أعمال الخير قديم جداً، وفي مجالات مختلفة لا تتكرر، وأعلم يقينا أن الحديث عن هذه المسائل لا يروق للرجل، ولكن أجد أن التذكير بذلك في فائدة عظيمة تفيد الناس. اهتم أبو عبدالله بأمور بعيدة عن الأضواء في مجال الخير، مثل: توفير الغسيل، والكفن لأعداد كبيرة من الموتى عن طريق الجهات المعنية بذلك، وعلاج المرضى له عنده باب عظيم، وكذلك التعليم بمختلف أشكاله.

ويؤمن أبو عبدالله بالعمل الجماعي واتباع المشورة والاستفادة من الخبرة والحرص الشديد على تطبيق فكرة الاستدامة في أعمال الخير، بحيث يأخذ الشكل المؤسساتي مع النية الطيبة عملا بالمقولة قليل مستمر خير من كثير منقطع.

وهذا النهج هو انعكاس تام لروح الرجل وشخصيته السمحة فهو أول المهنئين في الأعراس وأول المعزين في حالات الوفاة وأول المعايدين للمرضى. محترم الأخلاق، وفي لأصدقائه ومعارفه، نبيل وكريم وأصيل مما أكسبه مكانة خاصة وسط مجتمعه. واليوم يسطر الرجل نموذجا مميزا لرجل الأعمال الخيرة نموذجا يستحق الإشادة والتقدير والاحترام مثبتا أن الخير موجود حتى قيام الساعة.

رجال الأعمال دائما ما يكونون متهمين بالتقصير وإهمال واجباتهم المجتمعية وتبرز بذلك صورة نمطية سلبية يتم نشرها عنهم ولكن عماد المهيدب (وغيره من النماذج الخيرة في بلادنا) هو دليل جميل على وجود الحس المسؤول والضمير الحي والقيم الجميلة بيننا، جزاه الله خيراً وكثّر من أمثاله.