-A +A
خالد سيف
الاتحاد.. يا صنّاع القرار يمر بمرحلة مهمة في تاريخه.. يخوض خلالها عدداً من البطولات عربياً وآسيوياً وعالمياً.. ويحتاج إلى عمل جاد وفكر احترافي.. ودعم معنوي، وبتضافر جهود الجميع سنحقق الأمنيات.. ولكن قبل كل هذا لابد من معالجة جميع نواحي القصور إدارياً وفنياً.. والاستعداد مبكراً.. وعدم ترك الأمور عائمة ومبعثرة.. ويتحكم فيها شخص أو شخصان.. والعمل الجماعي مطلب.. والقرار الفردي لا يحقق المستهدفات.. ومن هذا المنطلق لن نصمت.. وسنتطرق لكل مكامن الخلل في العمل الإداري والفني.. ولنا تجارب مريرة لا بد أن نستذكرها حتى لا تكرر نفسها.. والشواهد كثيرة.. من بينها الخلل الإداري الذي كان السبب الرئيسي في خسارة عدد من النجوم.. كذلك التصرفات الارتجالية التي تسببت في معاقبة الكيان بعدد من القرارات.. فعندما تتحول الأمور إلى الشخصنة.. تصل الحلول إلى طريق مسدود ويبقى الكيان هو الخسران.. خسر العميد نجوماً مهاريين.. في وقت كان يعاني فيه من نقص في النجوم المحليين المهاريين، والسبب بحسب علاقتي الشخصية مع وكيل أعمال أحد اللاعبين أن القضية أخذت منحنى شخصياً.. وطريقة معالجة تفتقر للخبرة..

والسيناريو نفسه يتكرر.. ونشهد اليوم مسلسل النونو والعبود.. والذي بدأ من منتصف الموسم الماضي.. وكيف عمد النونو إلى قتل طموح اللاعب.. بتغيبه تارة وتارة بإشراكه في الثواني الأخيرة من كل مباراة.. وأكاد أجزم أن الأمور بين الطرفين تجاوزت الانضباطية ووصلت إلى الشخصنة.. واسألوا موسى ماريغا وأبوبكر فينسنت عن قصتهما مع النونو.. وما يفاقم الأمر عدم وجود عقلية وفكر يدير أزمات بحجم هذه الملفات المهمة.. التي تنتهي بخسارة مواهب.. تفتقر لها الكرة السعودية.. في الوقت الراهن..


ومن ضمن الشواهد أيضاً التصرفات العشوائية التي لا علاقة لها بالعمل الاحترافي.. وتفتقد للمسؤولية وكانت لها نتائج عكسية على الكيان.. وما زال ملف إحدى القضايا المتعلقة بهذا العبث مفتوحاً حتى اللحظة.. وللأسف وصل الأمر بهم إلى الاستخفاف بالمدرج.. من قصة تذاكر التتويج.. إلى حد مواجهة هذا المدرج والاصطدام به في مواقف كثيرة..

وعدم الاعتراف بثقله في إعادة هيبة الفريق.. كما بلغت العنترية إلى التهكم بمطالبه ورغباته.. الاتحاد يا سادة نادٍ يحمل سجلاً حافلاً بالإنجازات والبطولات الثلاثية منها والرباعية.. قبل سوبر النونو وروشن الثنائي.. ولا يقف على أحد، فلا توهمونا بأن البطولات لن تتحقق إلا بحضورهم.. كل هؤلاء عابرون ويبقى الكيان شامخاً بمدرجه ومحبيه.. عند النجاح سنصفق ونحتفل وأمام الأخطاء سنقف ونتحدث ونفصل ونساهم في اقتراح الحلول.. المدرج ليس فرعاً من الكيان بل هو صانع قرار..

عندما يعاتبون ويطالبون بتصحيح الأوضاع لأن الفريق لا يزال يعاني واحتياجاته لم تكتمل.. فهل ما زال الجهازان الإداري والفني يعملان خارج الصندوق؟

صفقات محلية اصطدمت بالرفض.. رافقها تفريط في عناصر.. رغم أن الدكة لا تزال تعاني من النقص.. والفريق مقبل على المشاركة في استحقاقات مهمة محلية وإقليمية وعالمية.. والصندوق يركض في كل اتجاه ويقدم الدعم بسخاء.. ويرسم الإستراتيجيات والخطط ويضع اللوائح وينظم العمل ويوزع الأدوار.. فهل لا يزال الفكر القديم يقبع خلف المكاتب ويلوّح بالمسميات والمناصب؟.. وينشرها هنا وهناك.. ويمارس نفس الأساليب.. وينزوي خارج الصندوق.