الأسبوع الماضي اقتحم أكثر من ألف جندي من فرق نخبة الجيش الإسرائيلي، بكامل عتادهم وعدتهم، مدينة جنين ومخيمها مستبيحين المنطقة ليومين كاملين عاملين في أهلها تقتيلاً وتهجيراً، محدثين دماراً هائلاً بالبنى التحتية للمدينة لزيادة معاناة من بقي فيها من أهلها، بعد خروج التتار الجدد. حدث هذا على الهواء مباشرةً، بفضل تكنولوجيا الاتصال الحديثة التي وثّقت فظاعة الجرم، مسجلةً شهادة حية لممات ضمير الإنسانية.. وقبح فجور السياسة الدولية.. ومشاركة القوى الدولية الفاعلة في الجرم، وجبن وتقاعس النظام الرسمي للمحيط الإقليمي.
هناك ثلاثة ردود أفعال رئيسية تفاعلت مع الحدث كلٌ منها يعكس سلبية من نوع خاص، بحسبِ توجهه الأيديولوجي ونظرته للصراع وعلاقته بخدمة مصالحه القومية. الغرب، بزعامة الولايات المتحدة، مازال ملتزماً بأمن إسرائيل ظالمة ومغرقة في الظلم. يرى الغربُ أن مِنْ حقِ إسرائيل استخدام كل وسائل القوة المتاحة للدفاع عن نفسها. هذا الدعم اللامحدود لإسرائيل، يشمل تزويدها بكل أنواع القوة المفرطة في طبيعتها المهلكة، مع حصانة سياسية وقانونية وأخلاقية، جراء ما يترتب على ذلك من جرائم حرب وإبادة جماعية.
كل ما يطلبه هذا الجانب من إسرائيل مقابل هذا الالتزام غير المتحفظ بأمن الدولة العبرية: أن يكون تعاملها مع هذه القوة المفرطة «عقلانياً» تحكمه معايير المسؤولية «السياسية والأخلاقية»! بمعنى: السماح للجيش الإسرائيلي أن يقتل، لكن أن يكون قتله للفلسطينيين رحيماً، وكأن الفلسطينيين استنفدوا كل سبل الحياة وهم على وشك الموت، كحالِ المريض الذي لا يُرجى شفاؤه! مع تقديم أدنى وسائل الإفاقة للشعب الفلسطيني، حتى ولو كانت مصطنعة وغير حقيقية، إذا ما اختار أن يعيش في ظل العدوان بكل ما يعنيه ذلك من هوان وذل وفقدان لقيمة الحياة الإنسانية الكريمة. في هذا الصدد الغربُ يقدم عروضه الرخيصة لتغطية سوأته الأخلاقية، مثل: عدم الاعتراف (الصوري) بإقامة المستوطنات.. ورفض ممارسات المستوطنين الصهاينة، بدون إدانة، لعنفهم الممنهج ضد الفلسطينيين، مع تقديم ما يشبه السراب للفلسطينيين (حل الدولتين)!
طبعاً: موقف مؤسسات النظام الدولي، الذي لا يغني من الأمر شيئاً، لأن مساحة تحركه محدودة وغير مؤثرة ترتبط بصورة فعلية بمواقف الدول الفاعلة في النظام الدولي. هنا تقع مؤسسات النظام الدولي في صراع داخلي (سياسي وأخلاقي، معاً) بين مسؤولياتها في حفظ استقرار وسلام النظام الدولي، وما لديها من موارد متاحة لتفعيل تلك المسؤوليات ومواجهة تحدياتها. هذه المؤسسات الدولية تجد نفسها مضطرة للدفاع الأجوف عن قيم النظام الدولي، ولا تنسى دعوتها للجانبين ضبط النفس والعقلانية.. والبعد عن كل ما من شأنه تعكير صفو الاستقرار في المنطقة.. والجنوح لعقلانية الحلول «السلمية».. والبعد عن كافة وسائل التصعيد والتحريض، والحرص على سلامة المدنيين.
الموقف الثالث، الذي قد يبدو للوهلة الأولى وكأنه لا يختلف عن مؤسسات النظام الدولي الرسمية، ويخضع مثلها لجبروت وقهر القوى الدولية الفاعلة، بالتالي: تنعدم لديهم الحيل، حتى من الذود عن أمنهم القومي. العربُ، في حقيقة الأمر مستهدفون، بمثل هذه الهجمة الغربية على المنطقة، التي تعتبر إسرائيل ليست سوى رأس حربة لها. هذه حقيقة تؤكدها شواهد تاريخية متكررة. إسرائيلُ خطر وجودي بامتياز وشيك وناجز لأمن العرب، كل العرب. وعلى العرب ألا ينظروا لجزئية ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، على أنه بعيدٌ عن الإضرار بأمنهم القومي. لقد أبقى العربُ جذوة الصراع مع إسرائيل متقدة لأكثر من سبعة عقود.. وهذا كان كفيلا بتبديد جهود بحث إسرائيل المضني عن الأمن، بل وحتى فقدانها لشرعية وجودها في المنطقة. متى رأى العرب أن التعايش ممكن مع إسرائيل على حساب قضية الشعب الفلسطيني، التي هي في الحقيقة قضية العربِ الإستراتيجية الأولى، فإن العربَ -في هذه الحالة- يكتبون آخر سطر في فصول كتاب تاريخ وجودهم في هذه المنطقة وبين ثقافات وحضارات الأرض.
العرب لديهم الكثير ليقدموه لتأكيد وجودهم في المنطقة وتكريس أمنهم فيها... فقط يبتعدون عن وهم إمكانية التعايش مع إسرائيل، على حساب قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه.. ويبقون على جذوة الصراع متقدة.. ويتوقفون عن التعاطي مع عدوان إسرائيل على الفلسطينيين، بالسلبية واللامبالاة.. ويتوقفون عن كل محاولات استرضاء إسرائيل.. ويتصدون بعزم وقوة لهذا «الحنان» المخزي الذي يتعامل به الغرب مع حقيقة عداء إسرائيل للسلام.
هناك ثلاثة ردود أفعال رئيسية تفاعلت مع الحدث كلٌ منها يعكس سلبية من نوع خاص، بحسبِ توجهه الأيديولوجي ونظرته للصراع وعلاقته بخدمة مصالحه القومية. الغرب، بزعامة الولايات المتحدة، مازال ملتزماً بأمن إسرائيل ظالمة ومغرقة في الظلم. يرى الغربُ أن مِنْ حقِ إسرائيل استخدام كل وسائل القوة المتاحة للدفاع عن نفسها. هذا الدعم اللامحدود لإسرائيل، يشمل تزويدها بكل أنواع القوة المفرطة في طبيعتها المهلكة، مع حصانة سياسية وقانونية وأخلاقية، جراء ما يترتب على ذلك من جرائم حرب وإبادة جماعية.
كل ما يطلبه هذا الجانب من إسرائيل مقابل هذا الالتزام غير المتحفظ بأمن الدولة العبرية: أن يكون تعاملها مع هذه القوة المفرطة «عقلانياً» تحكمه معايير المسؤولية «السياسية والأخلاقية»! بمعنى: السماح للجيش الإسرائيلي أن يقتل، لكن أن يكون قتله للفلسطينيين رحيماً، وكأن الفلسطينيين استنفدوا كل سبل الحياة وهم على وشك الموت، كحالِ المريض الذي لا يُرجى شفاؤه! مع تقديم أدنى وسائل الإفاقة للشعب الفلسطيني، حتى ولو كانت مصطنعة وغير حقيقية، إذا ما اختار أن يعيش في ظل العدوان بكل ما يعنيه ذلك من هوان وذل وفقدان لقيمة الحياة الإنسانية الكريمة. في هذا الصدد الغربُ يقدم عروضه الرخيصة لتغطية سوأته الأخلاقية، مثل: عدم الاعتراف (الصوري) بإقامة المستوطنات.. ورفض ممارسات المستوطنين الصهاينة، بدون إدانة، لعنفهم الممنهج ضد الفلسطينيين، مع تقديم ما يشبه السراب للفلسطينيين (حل الدولتين)!
طبعاً: موقف مؤسسات النظام الدولي، الذي لا يغني من الأمر شيئاً، لأن مساحة تحركه محدودة وغير مؤثرة ترتبط بصورة فعلية بمواقف الدول الفاعلة في النظام الدولي. هنا تقع مؤسسات النظام الدولي في صراع داخلي (سياسي وأخلاقي، معاً) بين مسؤولياتها في حفظ استقرار وسلام النظام الدولي، وما لديها من موارد متاحة لتفعيل تلك المسؤوليات ومواجهة تحدياتها. هذه المؤسسات الدولية تجد نفسها مضطرة للدفاع الأجوف عن قيم النظام الدولي، ولا تنسى دعوتها للجانبين ضبط النفس والعقلانية.. والبعد عن كل ما من شأنه تعكير صفو الاستقرار في المنطقة.. والجنوح لعقلانية الحلول «السلمية».. والبعد عن كافة وسائل التصعيد والتحريض، والحرص على سلامة المدنيين.
الموقف الثالث، الذي قد يبدو للوهلة الأولى وكأنه لا يختلف عن مؤسسات النظام الدولي الرسمية، ويخضع مثلها لجبروت وقهر القوى الدولية الفاعلة، بالتالي: تنعدم لديهم الحيل، حتى من الذود عن أمنهم القومي. العربُ، في حقيقة الأمر مستهدفون، بمثل هذه الهجمة الغربية على المنطقة، التي تعتبر إسرائيل ليست سوى رأس حربة لها. هذه حقيقة تؤكدها شواهد تاريخية متكررة. إسرائيلُ خطر وجودي بامتياز وشيك وناجز لأمن العرب، كل العرب. وعلى العرب ألا ينظروا لجزئية ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، على أنه بعيدٌ عن الإضرار بأمنهم القومي. لقد أبقى العربُ جذوة الصراع مع إسرائيل متقدة لأكثر من سبعة عقود.. وهذا كان كفيلا بتبديد جهود بحث إسرائيل المضني عن الأمن، بل وحتى فقدانها لشرعية وجودها في المنطقة. متى رأى العرب أن التعايش ممكن مع إسرائيل على حساب قضية الشعب الفلسطيني، التي هي في الحقيقة قضية العربِ الإستراتيجية الأولى، فإن العربَ -في هذه الحالة- يكتبون آخر سطر في فصول كتاب تاريخ وجودهم في هذه المنطقة وبين ثقافات وحضارات الأرض.
العرب لديهم الكثير ليقدموه لتأكيد وجودهم في المنطقة وتكريس أمنهم فيها... فقط يبتعدون عن وهم إمكانية التعايش مع إسرائيل، على حساب قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه.. ويبقون على جذوة الصراع متقدة.. ويتوقفون عن التعاطي مع عدوان إسرائيل على الفلسطينيين، بالسلبية واللامبالاة.. ويتوقفون عن كل محاولات استرضاء إسرائيل.. ويتصدون بعزم وقوة لهذا «الحنان» المخزي الذي يتعامل به الغرب مع حقيقة عداء إسرائيل للسلام.