-A +A
أريج الجهني
«لا يقتصر دور الجمعيات التعاونية على خدمة مصالح أعضائها وتحسين مستوى الأعمال والإنتاج، بل ينعكس أداؤها على مصلحة المجتمع ككل، من خلال استدامة الأعمال التي تلبي احتياجاته واستقرار الأسعار»، هكذا كتب الأستاذ خالد السليمان في مقاله المنشور هنا في «عكاظ» بعنوان «أهمية الجمعيات التعاونية»، الذي جاء بأرقام مهمة أبرزها عدد الجمعيات التعاونية القائمة 411، وتطرق لأبرز خدماتها المتنوعة، وقد صرح في اليوم العالمي للتعاونيات معالي نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الأستاذ ماجد الغانمي حيث قال: «الجمعيات التعاونية من أهم روافد التنمية الحديثة وأبرز دعائم التطوير الاقتصادي والتنموي في رؤية المملكة 2030؛ لما لها من دور فاعل في التنمية الاجتماعية والاقتصادية». على المستوى المحلي لفت نظري تفاعل الجمعيات التعاونية خاصة في المدن المختلفة، هناك نشاط قوي للجمعيات الزراعية، التي عددها 128 جمعية، منها على سبيل المثال لا الحصر الجمعية التعاونية الزراعية بمحافظة الخرج؛ حيث تجد المعلومات الكافية في موقعهم الإلكتروني (وهي نقطة مهمة)، ومن خدماتهم برامج التمويل والتدريب والدراسات والتسويق، ومن أبرز مشاريعهم بيع الأعلاف والإرشاد الزراعي، ويتم نشر محاضر الاجتماعات بكل شفافية والمصروفات، مما يعكس أن الحوكمة اليوم حاضرة في القطاعات الحيوية.

متجر تعاونية الزلفي نموذج آخر في توفير المواد الاستهلاكية التي تقدم خدماتها للمساهمين والمواطنين بأسعار مميزة ومنافسة، يوجد أيضاً جمعية تعاونية متعددة الأغراض في الدرعية، كذلك الجمعية التعاونية للخزف، التي تسعى لإحياء صناعة الفخار والخزف من خلال تنفيذ مشاريع وبرامج تدريبية إحدى ورشهم التي لفتت نظري كانت بعنوان «كوب من صنع يدي»، ومحاضرة بعنوان العلاج بالفن، وفي جيزان هناك الجمعية التعاونية لصيادي الأسماك، التي تأسست لتقدم منظومة أعمال متكاملة في خدمات الصيادين ذات توجه استثماري لخدمة مجتمع الصيادين في المنطقة. كل ما سبق مجرد أمثلة والكثير من الجمعيات التي ساهمت بشكل رائع كل في مجاله وهم يستحقون الدعم والإشادة.


عالميا فإن الأول من شهر يوليو (‏تموز) هو اليوم المخصص بالاحتفال بالجمعيات التعاونية وأهميتها في التنمية المستدامة، وكان شعارهم لهذا العام: «التعاونيات: شركاء من أجل التنمية المستدامة المعجلة»، وفي سبتمبر القادم سيحتفل المجتمع الدولي بمرحلة منتصف تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030؛ التي تسعى لتسريع التقدم والإنجاز في الحكومات لتعزز مساهمات التعاونيات، التي تم الاعتراف بها عنصراً مهماً وحيوياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة سواء من خلال زيادة مساهمة المجتمع المحلي أو رفع الناتج المحلي وترسية مفاهيم الأمن الغذائي. ومن منطلق الوعي العلمي بهذه القيم الاقتصادية والإنسانية فقد أقامت جامعة لوفن العريقة مؤتمراً بحثياً عالمياً/‏ أوروبياً بالتزامن مع هذا الاحتفال للتعاونيات، حول الابتكار والحوكمة والمستقبل، واستمر لمدة أربعة أيام؛ حيث قالت الباحثة فلور آفيلينو عبارة ملهمة: «يمكن تسهيل الابتكار الاجتماعي التحويلي من خلال إعادة اختراع أشكال جديدة من التنظيمات تماماً كالتعاونيات».

أخيراً، نعم نحن جزء من العالم نؤثر ونتأثر، مهم أن يكون هناك المزيد من التفاعل سواء من المجتمع المحلي أو الجمعيات نفسها لتقديم أنشطتها وخدماتها، والتقنية اليوم ساهمت بشكل لا يوصف بسهولة التفاعل ولله الحمد، قبل عام بالتحديد استضاف برنامج في العلن؛ الذي يقدمه الأستاذ خالد السليمان، رئيس مجلس إدارة مجلس الجمعيات التعاونية الدكتور عبدالله كدمان، الذي قال إن نجاحهم مرتبط بتمكين الوزارات الأخرى لهم، وحدد أنه في التمكين ننجح بتوفير الغذاء الآمن. ولك أن تعرف بأنه في السابق كان يستغرق إنشاء جمعية تعاونية 6 أشهر واليوم 14 يوماً فقط! لذا من المهم أن يفكر المواطن ما النشاط الذي يود أن يساهم فيه، وأن يستشعر كلٌّ منا دوره في محيطه، فالكل (مهم)، والكل له قيمته، ويبقى الإنسان ركيزة الثروات ما دامت الحياة.