-A +A
منى العتيبي
تقول لي صديقتي إن ابنتها الصغيرة اختلفت مع ابنة عمها حول موضوع طفولي، وحتى تثبت ابنتي أنها غير مخطئة عرضت المشكلة على برنامج الذكاء الاصطناعي في جهازها، وقد شخّص لها البرنامج المشكلة، وأخبرها بأن الخطأ كله على ابنة عمها المسكينة، وقدمت للعائلة كلها الدليل ووثيقة براءتها من القاضي «الذكاء الاصطناعي»!

في زمن الذكاء الاصطناعي اُختصرت مسافات الوصول إلى الأعمال والأهداف أيّاً كان مجالها، فاليوم تستطيع أن تنجز معظم أعمالك بمساندة الذكاء الاصطناعي، وتستطيع أن تتخلى عن مستشارك وصديقك ومصادر معلوماتك المتناثرة هنا وهناك بضغطة زر في برنامج الذكاء الاصطناعي ليختصر لك الطريق الطويل.. أيضاً يمكنه أن يوفر لك الوقت والجهد ويخطط معك ويعطيك الاحتمالات الأكيدة!


ولا يزال هذا الذكاء يسير في طريقه نحو «الدهشة».

من أجل هذا ومن أجل المستقبل الذكي القادم بقوة لن أتحدث عن الوظائف الاجتماعية والمهنية التي سيحل محلها الذكاء الاصطناعي، إنما عمّا ينقصنا في مرحلة الذكاء الاصطناعي.

أرى أن ما ينقص أي شخص منّا هو أن يكون «مؤثراً».. مؤثراً في صناعة القرار، مؤثراً في تقديم المعلومات، مؤثراً في الإدارة، مؤثراً في القيادة، ومؤثراً في القدرة على إلهام الآخرين وتحفيزهم للعمل الجاد، ومؤثراً أيضاً في ذاتك.

وأعني بالتأثير هنا هو طريقتك الإبداعية والمبتكرة فيما تقدمه وتعمله وألا أكون مجرد شخصية تنفيذية.. تتلقى من البرنامج وتعمل بلا روح مبدعة ومؤثرة.

ولماذا تكون مؤثراً؟ لأنه ببساطة كل ما حولك جاهزٌ بفعل الذكاء الاصطناعي، فقط عليك أن تنقل كل ما حولك بتأثير حتى تحقق رؤيتك وتصل إلى أهدافك ومعك وثيقة براءتك من الفشل.