على الرغم من أن التاريخ قد شهد العديد من الأحداث والمواقف التي تؤكد على عنصرية بعض الدول الغربية وعلى تناقضها الجوهري، إلا أنه حتى اللحظة الراهنة يقع الكثيرون -ولاسيما في عالمنا العربي- رهينة الانبهار بما يسمى بالديموقراطية الغربية، ومن الملاحظ أن الكثير من المواقف تفصح عن نفسها يوماً بعد يوم، وتبرهن بما لا يقبل الشك على أن العالم الغربي يقع تحت سيطرة الفكر المتناقض، وأن الحرية المزعومة ما هي إلا كارت أحمر يتم إشهاره فقط في وجه بعض الدول النامية وعلى الأخص الدول العربية لغرض ما، أما إذا تعارضت هذه الحرية مع سياسات بعض الدول الغربية ومصالحها القومية فيتم عندئذٍ غض الطرف عنها بالكامل.
المتتبع لتاريخ بعض الدول الغربية يصل أحياناً لحالة من الذهول نتيجة اطلاعه على سجلها المتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في العديد من الدول خلال فترة استعمارها لها، غير أنه لا مجال لسردها في هذه السطور بطبيعة الحال، وقد شهدت الأسابيع الأخيرة العديد من الأحداث التي فضحت الادعاءات الغربية وعرتها أمام أعين العالم أجمع، فعلى سبيل المثال -لا الحصر- ما حدث في السويد من جرح لمشاعر أكثر من مليار مسلم بحماية السلطات الرسمية هناك يعكس بقوة أشد المظاهر ديكتاتورية، فالسويد تدعي أنها تطبق مبدأ الحرية المطلقة، ولكن في حقيقة الأمر لا يوجد ما يطلق عليه الحرية المطلقة، فلكل حرية مدى ومحددات وإلا فإنها سوف تنقلب لفوضى وتؤثر على حقوق الآخرين، وفي كل مرة يمارس البعض حريته المطلقة فإن ذلك يعني التعدي السافر على حقوق فئة بل وفئات أخرى أيضاً.
لو أن هناك حرية مطلقة في السويد فإن ذلك يعني أنه من حق أي مواطن هناك أن يسرق ويقتل ويغتصب، ولن يلتزم بأية التزامات أخلاقية أو أدبية أو اجتماعية انطلاقاً من تلك الحرية، وهذا يعني أنه يتعين على السلطات السويدية أن تلغي أقسام الشرطة وتغلق المحاكم، فلمَ تقاضي الآخرين على حرية مطلقة تم تمكينهم منها؟ وما حدث في السويد من تعدٍّ على القرآن الكريم لا يمكن تصنيفه باعتباره حرية شخصية، فممارسة شخص واحد لحريته على هذا النحو المغلوط تسبب في التعدي على حقوق الدول الإسلامية قاطبة.
أيضاً تمثل فرنسا في نظر البعض نموذجاً للحرية ويعتبرونها حامية الحريات وحاملة مشاعل العدالة والمساواة، غير أنه خلال الأسابيع الماضية شهدت عدداً من المدن الفرنسية موجة اضطرابات عارمة دفعتها للتعامل بقسوة مع المتظاهرين، والتي اندلعت إثر مقتل شاب من أصول عربية على يد رجل شرطة متهور، وقد عدت بذاكرتي للوراء خلال ما يسمى بالربيع العربي، وتذكرت كيف كانت الصحف الغربية ومنها الفرنسية تدافع بشدة عما أسمتها بحقوق المتظاهرين، وفي الوقت الذي كانت تطالب فيه بالسماح للمتظاهرين بالعبث بالأمن القومي لبعض الدول العربية نجدها الآن تقوم بقمع المتظاهرين داخل أراضيها بقسوة بالغة، لتثبت للعالم أجمع أنها تكيل الأمور بمكيالين، ولم تكن هذه الاضطرابات الأخيرة المرة الأولى التي يعتري فيها الشارع الفرنسي الغضب بسبب السياسات التي ضاق بها ذرعاً، غير أننا نأمل أن تراجع الحكومة الفرنسية سياساتها الإعلامية بعد هذه الاضطرابات وتتوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى.
من المؤسف أن ينظر بعض قادة الدول الغربية نظرة متعالية تجاه دول وشعوب أخرى ويعتقدون أنهم أوصياء عليهم، فبعض الدول الغربية يرون أنفسهم كمنبع للحضارة الإنسانية؛ ولذلك على الجميع أن يدور في فلك سياساتهم، وقد تبالغ بعض الدول الغربية وتظن أن القانون الدولي يجب أن يطبق على الآخرين غير أنه لا يجب أن يطبق عليها، وكثيراً ما نجد سياساتها الخارجية تتأرجح باختلاف مزاج ومناخ الأحزاب السياسية السائدة فيها، وإذا اندلعت موجة غضب شعبي حاولوا تشتيته بإلقاء الضوء على بعض القضايا الخارجية كالحرب الروسية الأوكرانية، فأخطاؤهم مغفورة وأخطاء الغيْر منشورة.
غير أن ما يهمنا هنا هو تلك الفئة المخدوعة والمغرر بها التي لا تزال تؤمن بقيم الحرية التي يرفعها العالم الغربي المتناقض، والتي لا تفتأ تقارن بين أحوالنا وأحوالهم معتقدة أنهم أفضل حالاً منا وأكثر تطوراً، ونتمنى من الإعلام أن يلقي الضوء على حالة النفاق الغربي والتناقض الجوهري الذي يمارسونه، حتى تدرك الشعوب العربية الدوافع التي تقف وراء تلك الأكاذيب والتناقضات بعيداً عن الانبهار بالادعاءات المزخرفة والشعارات البراقة.
المتتبع لتاريخ بعض الدول الغربية يصل أحياناً لحالة من الذهول نتيجة اطلاعه على سجلها المتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في العديد من الدول خلال فترة استعمارها لها، غير أنه لا مجال لسردها في هذه السطور بطبيعة الحال، وقد شهدت الأسابيع الأخيرة العديد من الأحداث التي فضحت الادعاءات الغربية وعرتها أمام أعين العالم أجمع، فعلى سبيل المثال -لا الحصر- ما حدث في السويد من جرح لمشاعر أكثر من مليار مسلم بحماية السلطات الرسمية هناك يعكس بقوة أشد المظاهر ديكتاتورية، فالسويد تدعي أنها تطبق مبدأ الحرية المطلقة، ولكن في حقيقة الأمر لا يوجد ما يطلق عليه الحرية المطلقة، فلكل حرية مدى ومحددات وإلا فإنها سوف تنقلب لفوضى وتؤثر على حقوق الآخرين، وفي كل مرة يمارس البعض حريته المطلقة فإن ذلك يعني التعدي السافر على حقوق فئة بل وفئات أخرى أيضاً.
لو أن هناك حرية مطلقة في السويد فإن ذلك يعني أنه من حق أي مواطن هناك أن يسرق ويقتل ويغتصب، ولن يلتزم بأية التزامات أخلاقية أو أدبية أو اجتماعية انطلاقاً من تلك الحرية، وهذا يعني أنه يتعين على السلطات السويدية أن تلغي أقسام الشرطة وتغلق المحاكم، فلمَ تقاضي الآخرين على حرية مطلقة تم تمكينهم منها؟ وما حدث في السويد من تعدٍّ على القرآن الكريم لا يمكن تصنيفه باعتباره حرية شخصية، فممارسة شخص واحد لحريته على هذا النحو المغلوط تسبب في التعدي على حقوق الدول الإسلامية قاطبة.
أيضاً تمثل فرنسا في نظر البعض نموذجاً للحرية ويعتبرونها حامية الحريات وحاملة مشاعل العدالة والمساواة، غير أنه خلال الأسابيع الماضية شهدت عدداً من المدن الفرنسية موجة اضطرابات عارمة دفعتها للتعامل بقسوة مع المتظاهرين، والتي اندلعت إثر مقتل شاب من أصول عربية على يد رجل شرطة متهور، وقد عدت بذاكرتي للوراء خلال ما يسمى بالربيع العربي، وتذكرت كيف كانت الصحف الغربية ومنها الفرنسية تدافع بشدة عما أسمتها بحقوق المتظاهرين، وفي الوقت الذي كانت تطالب فيه بالسماح للمتظاهرين بالعبث بالأمن القومي لبعض الدول العربية نجدها الآن تقوم بقمع المتظاهرين داخل أراضيها بقسوة بالغة، لتثبت للعالم أجمع أنها تكيل الأمور بمكيالين، ولم تكن هذه الاضطرابات الأخيرة المرة الأولى التي يعتري فيها الشارع الفرنسي الغضب بسبب السياسات التي ضاق بها ذرعاً، غير أننا نأمل أن تراجع الحكومة الفرنسية سياساتها الإعلامية بعد هذه الاضطرابات وتتوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى.
من المؤسف أن ينظر بعض قادة الدول الغربية نظرة متعالية تجاه دول وشعوب أخرى ويعتقدون أنهم أوصياء عليهم، فبعض الدول الغربية يرون أنفسهم كمنبع للحضارة الإنسانية؛ ولذلك على الجميع أن يدور في فلك سياساتهم، وقد تبالغ بعض الدول الغربية وتظن أن القانون الدولي يجب أن يطبق على الآخرين غير أنه لا يجب أن يطبق عليها، وكثيراً ما نجد سياساتها الخارجية تتأرجح باختلاف مزاج ومناخ الأحزاب السياسية السائدة فيها، وإذا اندلعت موجة غضب شعبي حاولوا تشتيته بإلقاء الضوء على بعض القضايا الخارجية كالحرب الروسية الأوكرانية، فأخطاؤهم مغفورة وأخطاء الغيْر منشورة.
غير أن ما يهمنا هنا هو تلك الفئة المخدوعة والمغرر بها التي لا تزال تؤمن بقيم الحرية التي يرفعها العالم الغربي المتناقض، والتي لا تفتأ تقارن بين أحوالنا وأحوالهم معتقدة أنهم أفضل حالاً منا وأكثر تطوراً، ونتمنى من الإعلام أن يلقي الضوء على حالة النفاق الغربي والتناقض الجوهري الذي يمارسونه، حتى تدرك الشعوب العربية الدوافع التي تقف وراء تلك الأكاذيب والتناقضات بعيداً عن الانبهار بالادعاءات المزخرفة والشعارات البراقة.