-A +A
حسين شبكشي
الدكتور وليد بخاري طبيب وجراح سعودي تخطت شهرته الواسعة حدود بلاده لتصل إلى دول كثيرة من العالم العربي وأوروبا وأمريكا الشمالية لنجاحاته المبهرة وتفوقه وتميزه في إجراء العديد من العمليات الجراحية شديدة التعقيد والتي تمكّن من خلالها من إزالة أعقد الأورام السرطانية المعقدة وتعديل مسارات الأمعاء ومعالجة مشاكل صحية أولها وليس آخرها انسدادات وأكياس وتعطل أجهزة عن العمل. واكتسب الدكتور وليد بخاري مكانة مميزة عبر السنوات باعتباره الجراح للمهمات الصعبة. وبالرغم من كل هذا النجاح المبهر والسيرة المميزة والفريدة الملهمة إلا أن اسمه في الأوساط العامة بين الناس مرتبط بعمليات إنقاص الوزن الحادة المعروفة باسم «التكميم».

وبات من الطبيعي حينما يلتقي الناس بأحد وقد فقد الكثير من الوزن إلا ويعلقون عليه بأنه «حتماً بسبب عملية تكميم وعلى الأغلب أجراها الدكتور وليد بخاري!»، وهناك أحد الشخصيات العامة المعروفة في الأوساط الاجتماعية وقد سبق له أن أجرى هذه العملية وفقد الكثير جداً من وزنه السابق يعلق على تجربته الشخصية بقوله إن زوجته لديها قناعة بأن أكثر من ٨٠ % من وزنه الذي فقده كان من عقله نظراً لما طرأ من تغييرات كبيرة على سلوكه الشخصي وتصرفاته كإحساسه بالنشاط والطاقة والسعادة وهي حال مغاير بل على العكس تماماً مما كان عليه الرجل من قبل تملأه مشاعر الكآبة والخمول والكسل.


ولا شك أن الإحساس الذي تقدمه مسألة فقدان الوزن الكبير جداً لصاحبها في الفترة الأولى لحدوثها (لأن التحدي الصعب جداً هو المحافظة على ما تم فقدانه من الوزن بعد ذلك) هو أشبه بأكسير الحياة أو لفرصة ثانية في الحياة، فلا شيء أصعب من معاناة البدين مع كل شيء في الحياة. فهناك من البدناء من تسبب في إعادة ديكور وتصميم منازل أفراد أسرته بسبب تحطيمه لكنب غرف الصالون وكراسي السفرة وسرير النوم وكرسي الحمام، أو تحمله لاستظراف أقاربه بقولهم عنه إنه كلما قام بتفصيل مجموعة جديدة من الأثواب ساهم في تحسين الاقتصاد المصري بسبب ارتفاع استهلاك القطن بسببه، أو إذا ما أقدم على تفصيل بدل للسفر يتم إرسال برقية تهنئة إلى أسكتلندا لنجاح اقتصادها هذا العام بسبب زيادة استهلاك قياسية في حجم أصوافها بسببه.

ولا تتوقف النكات والمزاح عن معاناة البدناء عند هذا الحد، فعندما يدخل أحدهم إلى المجلس يسمع همس اثنين من الحضور وهما يتساءلان «هل تعتقد أنه فصل ثوبه عند لومار أم عند وردة الصالحية؟».

وأنه حين يطلب أكله بالديليفري لن يأتيه على دراجة نارية لأن الدراجة النارية لا تستطيع أن تحمل كونتينر.. وإذا ما جلس في مقعد في الطائرة أبعدوا الأطفال عنه خوفاً إذا ما غفل ونام أن «يفعص» الأطفال ويفطسوا تحته.

ومعاناتهم في غرف الفنادق من صغرها عليهم فيها الكثير من القصص الأسطورية مثل «أن الغرف صغيرة جداً لو احتجت أن أغير رأيي وليس ملابسي فالغرفة صغيرة جداً علي!».