يشهد العالم، هذا الصيف، درجة حرارة مرتفعة، مناخياً وسياسياً. لم يمر العالم، منذ انتهاء عهد الحرب الباردة، بمثل هذا الارتفاع الشديد في درجة التوتر بين القوى العظمى، وكذا على مستوى حالة الاستقرار في مناطق متفرقة من بؤر التوتر الإقليمي والداخلي، كما هو حال، هذا الصيف. الارتفاع غير المسبوق في درجة الحرارة، هو آخر ما يحتاجه النظام الدولي في مناطق التماس المباشر بين القوى الكبرى، في أوروبا وغرب الباسفيك، الأمر الذي لم يحدث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ربيع - صيف 1945.
أوروبياً: على طول خط الجبهة المباشر بين آسيا وأوروبا بطول حدود روسيا مع فنلندا وبولندا ودول البلطيق والسويد نزولاً جنوباً بمحاذاة جبال الأورال وحتى البحر الأسود، تضطرم حربُ روسيا على أوكرانيا، وليس هناك في الأفق ما ينبئ بأن هذه الحرب تقترب من نهايتها، دعك من تصور «سيناريو» لوضع هذه المنطقة الاستراتيجي يتوافق مع متطلبات روسيا الأمنية، وشهية حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي للتمدد شرقاً.
كلا طرفي الصراع على امتداد هذه الجبهة الساخنة، يعجزان مع الوقت، عن المحافظة على درجة سخونة باردة أو حتى معتدلة لتفادي اللجوء لوسائل ردع غير تقليدية، قد تتولد من آلة الحرب نفسها، أو عن طريق الخطأ، يحول دون احتمالات خروجها عن نطاق السيطرة. روسيا قد تكون أخطأت بقرار غزوها أوكرانيا، إلا أن خطيئة الغرب الاستراتيجية قد تكمن في سوء تقدير الغرب باستبعاد لجوء روسيا للخيار غير التقليدي، دفاعاً عن أمنها.. والذود عن كبريائها القومي، ووضعها كقوة عظمى تسعى للمنافسة على مكانة الهيمنة الكونية.
صعب على روسيا أن تخسر هذه الحرب، وتبقي على وضعها الأممي المتميز، كما كان عليه الحال، قبل تورطها في مستنقع أوكرانيا.. وصعب على الغرب أن يسمح لروسيا بالانتصار في هذه الحرب، ويخسر رهانه على إمكانية تمدد حلف شمال الأطلسي شرقاً، ليكون على تخوم حدود روسيا الاتحادية المباشرة من القارة القطبية الشمالية، وحتى البحر الأسود. كما يصعب على الغرب أن يتحكم في سير المعارك في أوكرانيا، معتمداً على تفوقه في نظم الأسلحة التقليدية، بعيداً عن شبح إمكانية لجوء روسيا الاتحادية لرادعها النووي، ولو على المستوى التكتيكي المحدود. ثم إن الحرب لو استمرت حتى وقت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن مصير الحرب نفسها، قد يميل لمصلحة الروس، وقد يكلف حكومة الرئيس جو بايدن الديمقراطية خسارتها لانتخابات نوفمبر 2024 (الرئاسية والتشريعية معاً). عندها يصبح ليس فقط مصير أوكرانيا على المحك، بل ومصير حلف شمال الأطلسي وأمن أوروبا، نفسها.. والعالم، من وراء ذلك.
في الوقت الذي تتواصل المعارك العنيفة بين روسيا والغرب على المسرح الأوكراني، تُدق طبول الحرب في أقصى الشرق على جبهة غرب الباسفيك، بالذات في منطقة بحر الصين الجنوبي، على امتداد جبهة التماس الساخنة من اليابان شمالاً إلى فيتنام والفلبين جنوباً، مروراً بمضيق تايوان، على طول الساحل الشرقي للصين وساحل شبه الجزيرة الكورية الشرقية. الولايات المتحدة بحجة الحفاظ على ممرات التجارة الدولية في هذه المنطقة ونظام الأمم المتحدة، بوضع واشنطن المتميز فيه.. والالتزام بأمن حلفائها هناك، بالذات (اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية)؛ تنظر لهذه المنطقة الاستراتيجية البالغة الحساسية لأمنها، ربما أكثر من نظرتها للأهمية الاستراتيجية لجبهة الأطلسي الأوروبية، لاتصال جبهة غرب الباسفيك المباشر، بإطلالة مجال الولايات المتحدة الإقليمي (القاري)، على طول ساحلها الغربي على الباسفيك.. أمرٌ خبرته واشنطن في الحرب الكونية الثانية.
تزداد سخونة الوضع الدولي والقلق على سلام العالم وأمنه، لو امتد عنف الصراع على الجبهة الأوروبية، إلى منطقة غرب الباسفيك بين حلف شمال الأطلسي والمنافس القادم بقوة لتحدي الهيمنة الأمريكية على النظام الدولي. خطورة الصين، كما حددها حلف شمال الأطلسي في مؤتمر القمة بمدينة فيلنيوس عاصمة ليتوانيا الأسبوع الماضي، ليس في اعتبار الصين عدواً للحلف، ليس بعد على الأقل، بل محاولة الصين الحثيثة لتغيير قواعد وأسس النظام الدولي القائم، المرتكز على هيمنة الغرب الكونية بزعامة الولايات المتحدة، بكل أبعاده الاستراتيجية والسياسية والقِيَمية والاقتصادية والتكنولوجية والأمنية.
العالم، بالقطع لن يحتمل اشتعال جبهتين، في آن واحد، خاصةً في هذه البيئة شديدة الحرارة المناخية والأمنية، هذا الصيف.
أوروبياً: على طول خط الجبهة المباشر بين آسيا وأوروبا بطول حدود روسيا مع فنلندا وبولندا ودول البلطيق والسويد نزولاً جنوباً بمحاذاة جبال الأورال وحتى البحر الأسود، تضطرم حربُ روسيا على أوكرانيا، وليس هناك في الأفق ما ينبئ بأن هذه الحرب تقترب من نهايتها، دعك من تصور «سيناريو» لوضع هذه المنطقة الاستراتيجي يتوافق مع متطلبات روسيا الأمنية، وشهية حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي للتمدد شرقاً.
كلا طرفي الصراع على امتداد هذه الجبهة الساخنة، يعجزان مع الوقت، عن المحافظة على درجة سخونة باردة أو حتى معتدلة لتفادي اللجوء لوسائل ردع غير تقليدية، قد تتولد من آلة الحرب نفسها، أو عن طريق الخطأ، يحول دون احتمالات خروجها عن نطاق السيطرة. روسيا قد تكون أخطأت بقرار غزوها أوكرانيا، إلا أن خطيئة الغرب الاستراتيجية قد تكمن في سوء تقدير الغرب باستبعاد لجوء روسيا للخيار غير التقليدي، دفاعاً عن أمنها.. والذود عن كبريائها القومي، ووضعها كقوة عظمى تسعى للمنافسة على مكانة الهيمنة الكونية.
صعب على روسيا أن تخسر هذه الحرب، وتبقي على وضعها الأممي المتميز، كما كان عليه الحال، قبل تورطها في مستنقع أوكرانيا.. وصعب على الغرب أن يسمح لروسيا بالانتصار في هذه الحرب، ويخسر رهانه على إمكانية تمدد حلف شمال الأطلسي شرقاً، ليكون على تخوم حدود روسيا الاتحادية المباشرة من القارة القطبية الشمالية، وحتى البحر الأسود. كما يصعب على الغرب أن يتحكم في سير المعارك في أوكرانيا، معتمداً على تفوقه في نظم الأسلحة التقليدية، بعيداً عن شبح إمكانية لجوء روسيا الاتحادية لرادعها النووي، ولو على المستوى التكتيكي المحدود. ثم إن الحرب لو استمرت حتى وقت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن مصير الحرب نفسها، قد يميل لمصلحة الروس، وقد يكلف حكومة الرئيس جو بايدن الديمقراطية خسارتها لانتخابات نوفمبر 2024 (الرئاسية والتشريعية معاً). عندها يصبح ليس فقط مصير أوكرانيا على المحك، بل ومصير حلف شمال الأطلسي وأمن أوروبا، نفسها.. والعالم، من وراء ذلك.
في الوقت الذي تتواصل المعارك العنيفة بين روسيا والغرب على المسرح الأوكراني، تُدق طبول الحرب في أقصى الشرق على جبهة غرب الباسفيك، بالذات في منطقة بحر الصين الجنوبي، على امتداد جبهة التماس الساخنة من اليابان شمالاً إلى فيتنام والفلبين جنوباً، مروراً بمضيق تايوان، على طول الساحل الشرقي للصين وساحل شبه الجزيرة الكورية الشرقية. الولايات المتحدة بحجة الحفاظ على ممرات التجارة الدولية في هذه المنطقة ونظام الأمم المتحدة، بوضع واشنطن المتميز فيه.. والالتزام بأمن حلفائها هناك، بالذات (اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية)؛ تنظر لهذه المنطقة الاستراتيجية البالغة الحساسية لأمنها، ربما أكثر من نظرتها للأهمية الاستراتيجية لجبهة الأطلسي الأوروبية، لاتصال جبهة غرب الباسفيك المباشر، بإطلالة مجال الولايات المتحدة الإقليمي (القاري)، على طول ساحلها الغربي على الباسفيك.. أمرٌ خبرته واشنطن في الحرب الكونية الثانية.
تزداد سخونة الوضع الدولي والقلق على سلام العالم وأمنه، لو امتد عنف الصراع على الجبهة الأوروبية، إلى منطقة غرب الباسفيك بين حلف شمال الأطلسي والمنافس القادم بقوة لتحدي الهيمنة الأمريكية على النظام الدولي. خطورة الصين، كما حددها حلف شمال الأطلسي في مؤتمر القمة بمدينة فيلنيوس عاصمة ليتوانيا الأسبوع الماضي، ليس في اعتبار الصين عدواً للحلف، ليس بعد على الأقل، بل محاولة الصين الحثيثة لتغيير قواعد وأسس النظام الدولي القائم، المرتكز على هيمنة الغرب الكونية بزعامة الولايات المتحدة، بكل أبعاده الاستراتيجية والسياسية والقِيَمية والاقتصادية والتكنولوجية والأمنية.
العالم، بالقطع لن يحتمل اشتعال جبهتين، في آن واحد، خاصةً في هذه البيئة شديدة الحرارة المناخية والأمنية، هذا الصيف.