اشتكيت أمانة جدة إلى معالي أمينها المهندس الخلوق صالح التركي الذي حقق لجدة أشياء وغابت عنه أخرى، عن سوء أحوال الشوارع وكآبة منظر الأحياء وما فعلته شجرة لا تمس ولا تقص ولا تهذب مهما تطاولت وغلطت في حقنا.
شهور وتلقيت اتصالاً معلباً جاهزاً تؤكد الأمانة فيه بأنها حلت المشكلة وقفلت الشكوى.
لا يوجد سبب منطقي واحد يمكن أن يفسّر الحالة المتردية والمزرية التي تبدو عليها مدينة جدة من حيث البيئة والمظهر البصري المشوه.
تصحو في باكر مشرقها على نعيق الغربان الذي يصكّ الآذان ويورث القلب كآبة وشؤماً طوال النهار. أشجار البزروميا استعمرت الساحات، والطرقات، وأخذت راحتها على الآخر فمدت جذورها في الأرض مخترقة منازلنا صانعة شقوقاً في الأسفلت، وحفراً في الطريق. وتعرجات على الأرصفة التي هي أصلاً مشوهة.
رفعت فروعها في الأعلى بكلّ صلف وكبرياء مستوطنة أعمدة الإنارة مهيئة البيئة المناسبة لتبني عليها الغربان والخفافيش أوكارها، تُمارس حياتها تاركة بقايا فضلاتها على الأعمدة ينقلها الهواء ثقيلاً إلى صدورنا.
ثمار هذه الشجرة وأوراقها أورثت الطرقات العامة «وسخاً دائماً»، «عفناً يزكم الأنفس»، ومستودعاً للحشرات والهوام، وبيئة جاهزة لتكاثرها وتوالدها، ومحضناً للأمراض والجراثيم.
ومن العجب أن تجد هذه الشجرة القميئة كل العناية والاهتمام بالري والسقيا، دون تهذيب أو قص على الأقل لإخفاء قبحها وبشاعتها من أي جهة نظرت إليها.
أليس في كلّ نباتات الأرض وأشجارها ما يصلح لبيئة جدة، ويزين خاصرتها بالجمال، ويمنحها الظل البارد، ويضفي عليها الرونق الذي تستحقه عن جدارة، كفاء تاريخها وحضارتها، وكونها مرتكزاً مهماً من مرتكزات السياحة وفق منظور وإستراتيجية رؤية المملكة 2030؟
«البزروميا» مصيبة جدة مستوطنة للباعوض، تنقل الأمراض، من حمى ضنك، وملاريا، وحساسيات تصيب الجلد والصدر، فضلاً عن توالد الذباب، والحشرات التي تتخذ الطريق إلى دمائنا من محضن هذه الشجرة ومن صناديق الزبالة المفتوحة على فضاء المدينة والفريدة من نوعها على مستوى العالم.
ألم يعلم أهل «الأمانة» أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أشار إلى أن 60% من الأمراض المعدية في البشر هي أمراض ناجمة عن التعرّض للطيور مباشرة أو لغبارها المحتوي على فضلاتها، التي تنتشر في مجرى الدم ثمّ تخرج مع الفضلات.
فهذا الخفّاش الذي يطير في ليل جدة طوّر جهازه المناعي فأصبح مستودعاً لفيروسات تعيش في جسمه وتصبح أكثر عدوانية عندما تنتقل إلى البشر،
كما يساعد على تطور فيروسات كورونا، ومصدر لفيروس «سارس»، الذي يصيب الجهاز التنفسي.
ألا ترى «الأمانة» أنّ عدد الغربان والخفافيش في جدة قد زاد على نحو يدعو للقلق، وهي ليست في كهوف مظلمة، أو محاضن تتطلّب جهدًا للعثور عليها؛ بل إنّها تبني أعشاشها فوق أشجار البزروميا، تمارس حياتها البيولوجية والطبيعية «على عينك يا تاجر»، محمية بفروع هذه الأشجار المُلتفة والمتسلقة على أعمدة الإضاءة، ومخرجة فضلاتها بكلّ أريحية على الأعمدة وفي الشوارع، زاكمة الأنوف والمعاطس، ومورثة الصدور سعالاً وحساسية مقيتة حتى أصبحنا زبائن دائمين عند أطباء الأنف والأذن والحنجرة نبلع كل أدوية الحساسية على مدار العام ولا فائدة، فالمشكلة قائمة بفضل «البزروميا».
ومن العجب أن تتوسع «الأمانة» في زرع هذه الشجرة، كما يحدث اليوم في شرق شارع حراء المعدل دون الالتفات إلى التحذيرات، وشكوى المواطنين المُرّة والمتكررة.
شجرة أفسدت حياتهم، ودخلت إلى عقر دارهم، وسببت لهم الأمراض المختلفة، والخسائر في ممتلكاتهم، فكل مطب وحفرة لسيارة المواطن يحسها توجع قلبه وتحرق جيبه.
ألا تعلم «الأمانة» أنّ المواطن شريكها في رعاية مدينته والحفاظ عليها، فبمثل ما أنّها لا تسكت على حقٍّ من حقوقها، وتوقع العقاب المادي الفوري على من يخالف تعليماتها، فمن باب أولى أن تصغي إلى شكواه وتحترم حقوقه وتحافظ على بيئتهم وصحتهم البدنية والنفسية!
شوارع جدة مظلمة قاتمة، عامود محروق، وآخر أخفت ضوءه شجرة الأمانة التي لا تمس مهما طالت وشمخت، حفر تتوالد لتصبح من علامات المدينة الفارقة، الحواري الداخلية موسومة بأكوام الزبالة في حاوياتها المفتوحة تستقبل الفئران والقطط وتستضيف غربان جدة وطيورها وكل أنواع الصراصير والديدان والحشرات والهوام في صندوق الأمانة العجيب.
أرصفة مكسورة مخلوع بلاطها، أعمدة إضاءة محروقة لمباتها معلقة عليها إعلانات علاها الصدأ وغطاها الغبار وأكلتها الرطوبة، تلوث بصري تشاهده في كل مكان.
إصرار الأمانة على هذه الشجرة يعني بيئة جاهزة للأمراض، وتكاثر لغربان وخفافيش جدة وزيادة ظلام الشوارع.
فهل هذا يليق -يا أمانة جدة- بمدينة تراهن عليها رؤية المملكة 2030 لتكون إحدى مثابات السياحة الجاذبة، ومحطّة لنشاط ترفيهي يجذب السيّاح، ويدرّ على بلادنا مداخيل اقتصادية جديدة في عهد تنويع مصادر الدخل، واستثمار الإمكانيات بأقصى طاقتها؟!
ويتصل من يقول لك بكل تسطيح: حلينا لك المشكلة!
شهور وتلقيت اتصالاً معلباً جاهزاً تؤكد الأمانة فيه بأنها حلت المشكلة وقفلت الشكوى.
لا يوجد سبب منطقي واحد يمكن أن يفسّر الحالة المتردية والمزرية التي تبدو عليها مدينة جدة من حيث البيئة والمظهر البصري المشوه.
تصحو في باكر مشرقها على نعيق الغربان الذي يصكّ الآذان ويورث القلب كآبة وشؤماً طوال النهار. أشجار البزروميا استعمرت الساحات، والطرقات، وأخذت راحتها على الآخر فمدت جذورها في الأرض مخترقة منازلنا صانعة شقوقاً في الأسفلت، وحفراً في الطريق. وتعرجات على الأرصفة التي هي أصلاً مشوهة.
رفعت فروعها في الأعلى بكلّ صلف وكبرياء مستوطنة أعمدة الإنارة مهيئة البيئة المناسبة لتبني عليها الغربان والخفافيش أوكارها، تُمارس حياتها تاركة بقايا فضلاتها على الأعمدة ينقلها الهواء ثقيلاً إلى صدورنا.
ثمار هذه الشجرة وأوراقها أورثت الطرقات العامة «وسخاً دائماً»، «عفناً يزكم الأنفس»، ومستودعاً للحشرات والهوام، وبيئة جاهزة لتكاثرها وتوالدها، ومحضناً للأمراض والجراثيم.
ومن العجب أن تجد هذه الشجرة القميئة كل العناية والاهتمام بالري والسقيا، دون تهذيب أو قص على الأقل لإخفاء قبحها وبشاعتها من أي جهة نظرت إليها.
أليس في كلّ نباتات الأرض وأشجارها ما يصلح لبيئة جدة، ويزين خاصرتها بالجمال، ويمنحها الظل البارد، ويضفي عليها الرونق الذي تستحقه عن جدارة، كفاء تاريخها وحضارتها، وكونها مرتكزاً مهماً من مرتكزات السياحة وفق منظور وإستراتيجية رؤية المملكة 2030؟
«البزروميا» مصيبة جدة مستوطنة للباعوض، تنقل الأمراض، من حمى ضنك، وملاريا، وحساسيات تصيب الجلد والصدر، فضلاً عن توالد الذباب، والحشرات التي تتخذ الطريق إلى دمائنا من محضن هذه الشجرة ومن صناديق الزبالة المفتوحة على فضاء المدينة والفريدة من نوعها على مستوى العالم.
ألم يعلم أهل «الأمانة» أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أشار إلى أن 60% من الأمراض المعدية في البشر هي أمراض ناجمة عن التعرّض للطيور مباشرة أو لغبارها المحتوي على فضلاتها، التي تنتشر في مجرى الدم ثمّ تخرج مع الفضلات.
فهذا الخفّاش الذي يطير في ليل جدة طوّر جهازه المناعي فأصبح مستودعاً لفيروسات تعيش في جسمه وتصبح أكثر عدوانية عندما تنتقل إلى البشر،
كما يساعد على تطور فيروسات كورونا، ومصدر لفيروس «سارس»، الذي يصيب الجهاز التنفسي.
ألا ترى «الأمانة» أنّ عدد الغربان والخفافيش في جدة قد زاد على نحو يدعو للقلق، وهي ليست في كهوف مظلمة، أو محاضن تتطلّب جهدًا للعثور عليها؛ بل إنّها تبني أعشاشها فوق أشجار البزروميا، تمارس حياتها البيولوجية والطبيعية «على عينك يا تاجر»، محمية بفروع هذه الأشجار المُلتفة والمتسلقة على أعمدة الإضاءة، ومخرجة فضلاتها بكلّ أريحية على الأعمدة وفي الشوارع، زاكمة الأنوف والمعاطس، ومورثة الصدور سعالاً وحساسية مقيتة حتى أصبحنا زبائن دائمين عند أطباء الأنف والأذن والحنجرة نبلع كل أدوية الحساسية على مدار العام ولا فائدة، فالمشكلة قائمة بفضل «البزروميا».
ومن العجب أن تتوسع «الأمانة» في زرع هذه الشجرة، كما يحدث اليوم في شرق شارع حراء المعدل دون الالتفات إلى التحذيرات، وشكوى المواطنين المُرّة والمتكررة.
شجرة أفسدت حياتهم، ودخلت إلى عقر دارهم، وسببت لهم الأمراض المختلفة، والخسائر في ممتلكاتهم، فكل مطب وحفرة لسيارة المواطن يحسها توجع قلبه وتحرق جيبه.
ألا تعلم «الأمانة» أنّ المواطن شريكها في رعاية مدينته والحفاظ عليها، فبمثل ما أنّها لا تسكت على حقٍّ من حقوقها، وتوقع العقاب المادي الفوري على من يخالف تعليماتها، فمن باب أولى أن تصغي إلى شكواه وتحترم حقوقه وتحافظ على بيئتهم وصحتهم البدنية والنفسية!
شوارع جدة مظلمة قاتمة، عامود محروق، وآخر أخفت ضوءه شجرة الأمانة التي لا تمس مهما طالت وشمخت، حفر تتوالد لتصبح من علامات المدينة الفارقة، الحواري الداخلية موسومة بأكوام الزبالة في حاوياتها المفتوحة تستقبل الفئران والقطط وتستضيف غربان جدة وطيورها وكل أنواع الصراصير والديدان والحشرات والهوام في صندوق الأمانة العجيب.
أرصفة مكسورة مخلوع بلاطها، أعمدة إضاءة محروقة لمباتها معلقة عليها إعلانات علاها الصدأ وغطاها الغبار وأكلتها الرطوبة، تلوث بصري تشاهده في كل مكان.
إصرار الأمانة على هذه الشجرة يعني بيئة جاهزة للأمراض، وتكاثر لغربان وخفافيش جدة وزيادة ظلام الشوارع.
فهل هذا يليق -يا أمانة جدة- بمدينة تراهن عليها رؤية المملكة 2030 لتكون إحدى مثابات السياحة الجاذبة، ومحطّة لنشاط ترفيهي يجذب السيّاح، ويدرّ على بلادنا مداخيل اقتصادية جديدة في عهد تنويع مصادر الدخل، واستثمار الإمكانيات بأقصى طاقتها؟!
ويتصل من يقول لك بكل تسطيح: حلينا لك المشكلة!